لقد تميز الراحل الفقيد (رحمة الله عليه) بالبحث الدؤوب عن مكنونات التراث الغنائي اليمني بشتى ألوانه، ومواطنه، حتى أصبح بحق أهم من غنى الأغنية اليمنية الشاملة، بتنوعها واختلاف إيقاعاتها، ولهجات مناطقها المختلفة. بل اجاد جميع تلك اللهجات حتى ليظن من يسمعه أنه ينتمي لمنطقة بعينها تبعاً للون الغنائي الذي يغنيه.
كان مجيداً في ألحانه، مرهف الحس، وغنى القصائد الفصحى لكبار شعراء اليمن باقتدار عظيم مع ما للقصائد من منعة على التلحين وصعوبة في الأداء.. وأجاد في ذلك.. غنى للشعراء: محمد سعيد جرادة ولطفي جعفر أمان وعبدالله فاضل فارع وعلي بن علي صبرة وعبدالله هادي سبيت وغيرهم.كما عرف عنه أحياؤه لأغاني التراث اليمني بتنوعها وثرائها المعهود.. الصنعاني والحضرمي واللحجي واليافعي والحجري والتهامي والبدوي.. الخ.
ارتبط بصداقات رائعة مع الشعراء والأدباء عموماً، وكان له شرف وضع ثلاثة مؤلفات رائعة في فن الغناء اليمني شكلت اضافة هامة إلى المكتبة اليمنية. فقد كان (رحمه الله) يتمتع بثقافة عالية ـ ليس فقط في مجال فن الغناء بل في شتى اصناف المعارف والثقافات المختلفة ـ مكنته من الولوج إلى فضاء الكتابة الإبداعية بكل ثقة واقتدار.
بذكر أنه (رحمه الله) قد حصل على أهم جائزة ممنوحة من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، حين اتفقت قيادة الاتحاد على منحه جائزة «عمر الجاوي» للإبداع، عام 2004م عن كافة أعماله الإبداعية، تقديراً واعترافاً بجهوده الرائعة في الرفع من شأن الغناء اليمني وتوثيقه ونشره على المستوى المحلي والعربي.
إن الحديث عن قامة إبداعية بحجم الراحل العزيز تحتاج دون شك إلى تسويد الكثير والكثير من الصفحات ولكننا هنا بصدد العزاء فقط.
ونحن في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ـ فرع عدن ـ إذ نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل، نرفع إلى جميع أفراد أسرة الفقيد الكبير أصدق مشاعر العزاء والمواساة.. كما نرفع عزاءنا ايضاً إلى كافة محبي فنه ومعجبيه وهم كثر.
رحم الله فقيدنا الراحل محمد مرشد ناجي، واسكنه فسيح جناته.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
* رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين/عدن