بالأمس القريب وعلى مدار عامي الأزمة، كانت جماعة التمرد الحوثي ، جماعة مظلومة ومسالمة ولذلك وقع (الإخوان) معها الاتفاقيات وابرموا الصفقات ، وابدوا رغبتهم الاعتذار لها عن حروب صعدة، وتقاسموا سويا مسيرات الفوضى وغنائمها (خيمة خيمة، ساحة ساحة) كما تقاسموا منصات الصراخ ، وحافلات النقل الجماعي للمعتصمين بين المحافظات، واحتفلوا سويا بيوم الغدير ويوم الصرخة في خولان وفي الجراف وفي تعز وغيرها من محافظات الجمهورية .. فيما اليوم يبدو فتح صالة حكومية لتحتفل جماعة الحوثي فيها وتسليم جثة مؤسس الجماعة ، ومنحهم مقاعد في مؤتمر الحوار الوطني .. جريمة لا تغتفر وإثم عظيم اقترفه الرئيس هادي ..!
وبالأمس القريب .. وحينما كان الرئيس هادي يوقع قرارات تعيين محافظي (عدن ، البيضاء , عمران ، الجوف ، مأرب...الخ ) ويوقع قرارات تعيين مئات الضباط والمسئولين المدنيين من قوائم (الإخوان) .. كان الرئيس هادي حينها رجل المرحلة وقائد الثورة الذي لم يحظى رئيس قبله ولا بعده بهذا الدعم والتأييد الدولي.. ولأجله تخرج المسيرات للتأييد والترحيب بقراراته طالما وهي تمكنهم من اغتصاب الوظيفة العامة وممارسة اشد أنواع الفساد المالي والإداري ، وما عدى ذلك فهو رئيس (توافقي) ، وهم من أوصله للسلطة ، وقراراته إما (أبينية أو حوثية )..
وأخيرا.. ليس بمستغرب على تجار المواقف والحروب و(ثورجية) الدفع المسبق.. تناول زيارة الرئيس هادي للمملكة العربية السعودية وفي هذا التوقيت، بتلك الصورة وبما تضمنه التقرير المنشور في (أهالي الإخوان) عشية وصول رئيس الجمهورية الى الرياض ، من أسلوب رخيص ينطوي على إساءة للبلدين والشعبين .. فكل إناء بالذي فيه ينضحُ ..!