لقد اختلف الفقهاء - أقصد الوزراء - فالوزير السابق خالد الوزير قال تعليقاً على عودة الميناء إلى مؤسسة موانئ خليج عدن ما معناه : لن يكون الوضع أفضل، فيما وعود الوزير واعد باذيب تشير إلى القادم المغمور بالسمن البلدي.
- كل الذي يعلمه الداني والقاصي أن اتفاقية التأجير والإدارة من قبل موانئ دبي فشلت وسبقتها إلى الفشل الشركة السنغافورية.. وفي التاريخ الحديث للميناء أكثر من حكاية ورواية تبدأ وتمرّ وتنتهي عند القول : المشكلة ليست في الميناء ولا في السفن وليست في دبي أو سنغافورة.. المشكلة عندنا.. في رؤوسنا التي تحولت إلى شيء أشبه بمعجون العجائب الذي يجري توزيعه هدايا للأطفال مع أحد أنواع الحليب.
- ودائماً وعقب كل فشل كانت هناك لجان، الثابت في عملها هو استلام المستحقَّات - فقط - حتى أن الحكومات المتعاقبة والبرلمان الديناصوري أبقت ميناء عدن وبقية الموانئ بدون لوائح تنظيمية ولوائح الرسوم وتنظيم النشاط والشحن والتفريغ.. وهو - حسب مصادر - بقي معلَّقاً منذ استقلال عدن عن الاستعمار البريطاني.
- انسحبت الشركة السنغافورية وغادرت موانئ دبي.. وتلوح في الأفق حكاية حضور قطري، ولم نحصل على إجابة السؤال : هل حقَّاً ميناء عدن حرة؟ أم أنها ليست حرة وليست جارية وإنما معلَّقة؟ والواضح الوحيد أن النعجة التائهة جرى تقديمها مرة للنمر السنغافوري وأخرى للذئب الخليجي «موانئ دبي»، ليحلّ بها التدمير من داخلها.. ومن قبلها لم تغادر الشركة السنغافورية ميناء عدن إلاَّ بعد أن شوهت سمعتها بالتخويف والتشكيك من مغبة إدارة اليمنيين لميناء دون خبرات دولية.
- وهكذا بدا طبيعياً أن يضرب ميناء عدن من قبل موانئ دبي التي تدير موانئ أخرى منافسة ولا ترى مصلحة في أن يستفيد الميناء اليمني من إطلالته على خطّ الملاحة الدولية.. ولنشارك في ضرب ميناء كان الثاني بعد نيويورك في خمسينيات القرن الماضي.
- سمحنا لشركات منافسة بالعبث المفرط بما يحتويه ميناء عدن من الآليات، حتى تراجعت الحاويات إلى (160) ألف حاوية، فيما كان المأمول ارتفاع العدد إلى ملايين الحاويات في العام.
- والآن يستطيع حتى غير المتخصص أن يسأل : ما الذي منع إيكال مهمة إدارتها إلى إحدى الشركات العالمية غير المنافسة؟ ومتى تزيد قدرات ميناء عدن الاستيعابية لتواكب ما طرأ على السفن التجارية من تغيير في الحجم والتقنية والمناورة والاستدارة.
- إن ميناءً يطل على خليج يربط بين بحرين، ميناء قريب من خطّ الملاحة الدولي «خمسة أميال».. هو جاهز للتحول إلى ميناء شرق أوسطي عجيب، لكن هذه الميزة الطبيعية المدهشة تحطَّمت بالكثير من عقول هي عبارة عن عوائق خفية.. وظاهرة.. وطاردة.