( بعض التصحيحات لما نشرته صحيفة 14 أكتوبر) وتحديداً ما نص فيه بعنوان لبوزة قتل قبل ثورة 14 أكتوبر ومراسلاته مختلقة) وأورد نص ما كتبه أحمد الحبيشي في مقالته عن الاستقلال الوطني والذي جاء بالنص حرفياً..( الاستقلال لم يكن جلاء لقواعد أجنبية استعمارية، رفض هؤلاء المقاتلون وعلى رأسهم المناضل راجح غالب لبوزة الخضوع لأوامر السلطات الاستعمارية بتسليم أنفسهم مع أسلحتهم لغرض التحقيق وكان ذلك إيذاناً ببدء مواجهة مسلحة بين مواطني ردفان والقوات البريطانية التي قصفت منازلهم ومزارعهم بالطائرات والمدفعية الثقيلة ما أدى إلى استشهاد المناضل راجح غالب لبوزة صبيحة يوم 14 أكتوبر 1963م).
وهنا يأتي انزعاج المدعو نجيب قحطان بأن الحبيشي لم يقرأ ما كتبه هو منذ عامين كما قال، والحقيقة التي يعرفها كل المناضلين ليس من ردفان فحسب وإنما من عموم مناطق الجنوب وهو الأمر الذي لم يرق للمدعو نجيب قحطان الذي عاد ليكرر ما نشره عن ثورة 14 أكتوبر وشهيدها الأول المناضل راجح بن غالب لبوزة وهو ما يظهر مدى حقد هذا الرجل على أبناء ردفان ومناضليها الأبطال، ليس كذلك فحسب بل حقده الدفين من خلال إصراره على تشويه ثورة 14 أكتوبر ومناضليها ومناضلي ثورة سبتمبر من كل مناطق ومحافظات جنوب الوطن الحبيب.
ويبين بجلاء مدى تفاخره وتمسكه بمستنده المزعوم وهو بيان وزارة الإرشاد القومي لحكومة الاتحاد الفدرالي ( المزيف) وكأن هذا البيان قول منزل ومصدق به وفي حقيقة الأمر إن إصرار هذا الرجل على ترديد مقولته بأن المناضلين والثوار الذين وهبوا أنفسهم وأرواحهم من أجل المشاركة في ثورة 26 سبتمبر والدفاع عنها والقيام بتفجير ثورة 14 أكتوبر الخالدة إنما هم مجرد مرتزقة وعصابات ،يعني أن المذكور يوجه اتهامه ليس للشهيد البطل لبوزة ورفاقه وأبناء ردفان فحسب ، بل لكل المناضلين والثوار من مختلف محافظات الجنوب وعلى رأسهم والده المناضل قحطان الشعبي.
وكل الذين ذهبوا للمشاركة في ثورة 26 سبتمبر والعودة لتحمل مسؤولية الكفاح المسلح وتفجير ثورة 14 أكتوبر إنما هم مرتزقة عائدون من الشمال حسب وصفه المستند إلى وصف بيان حكومة الاتحاد الفدرالي الذي يتباهى به هذا الرجل، وتناوله لشخص الشهيد البطل المناضل راجح بن غالب لبوزة أحد صناع ثورة سبتمبر وأحد قادة ثورة 14 أكتوبر المسلحة وشهيدها الأول.. إنما يؤكد أن المذكور يعمل لصالح قوى تريد طمس حقيقة تاريخ هذه الثورة الظافرة التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م والتي جاءت بعد تحضيرات واسعة وتهيئة كبيرة بعد تأكيد انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م وبعد محاولات فدائية عديدة في كل أرجاء الوطن ، وتأكيداً على ذلك فإن أبناء ردفان قد تحملوا أعباء المواجهة مع القوات الاستعمارية من فترة طويلة والإنذارات والتهديدات المتكررة التي كانت ترسلها قيادة القوات البريطانية لأبناء ردفان تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة ما نقوله عن حجم الهجمة الشرسة التي كانت تقودها قوات الاستعمار وعملاؤها على مناطق ردفان خاصة والجنوب المحتل عامة والوثيقة التي بحوزتنا بتوقيع الميجر سيجر والمؤرخة بتاريخ 15 نوفمبر 1947م الموافق 11 محرم 1367هـ خير دليل على قدم المواجهة المحتدمة بين الغزاة المحتلين وأبناء ردفان وما كانت تطلبه قيادة قوات الاحتلال من أبناء ردفان ، وهذه شاهدة أخرى بوثيقة رقم (1) الموجهة إلى عقال آل قطيب لمطالبتهم بوضع الرهائن ودفع الغرامات وتسليم الأسلحة ، وهو الأمر الذي أنكره نجيب قحطان دفاعاً عن قوات المستعمر الغاصب وتصويرها بأنها ليست قوات استعمارية واعتبر من يقاومها عصابات ومرتزقة مخالفين للنظام والقوانين حسب زعمه ، مرفق صورة من الوثيقتين رقم ( 2 ،1)
إلا أن البداية الحقيقية والمتواصلة تحت قيادة الحركة الوطنية وتحديداً فصيليها الرئيسيين الجبهة القومية وجبهة التحرير ، تجلت في انطلاق شرارتها الأولى من قمم جبال ردفان الشماء في صبيحة 14 أكتوبر 1963م وهي المعركة التي شارك فيها كوكبة من المناضلين من أبناء ردفان وفي مقدمتهم الشهيد راجح بن غالب لبوزة الذي نال الشهادة فيها لتعلن بداية بركان يتفجر حمماً على رؤوس الغزاة والمستعمرين البريطانيين وأعوانهم في عموم مناطق ومحافظات الجنوب والشواهد على ذلك كثيرة جداً ويعرفها المناضلون الأبطال وليس نجيب قحطان الشعبي الذي كان في تلك الفترة يتسكع في شوارع القاهرة والإسكندرية ولا يعلم عن الثورتين شيئاً ومن بين ما تضمنه مقاله السيء الذكر إشارة إلى النائب الشيخ محمود حسن علي لخرم بأنه من قام بمهمة مقاتلة إخوانه المناضلين في معركة وادي المصراح التي حدد تاريخها 13 أكتوبر وهو لا يعلم أن شيخ القطيبي الشيخ سيف حسن لخرم (أخو النائب الشيخ / محمود حسن) قد اعتقلته القوات البريطانية وأودعته السجن وكذلك فعلت مع أخيه الشيخ محمود حسن الذي شارك مع مجموعة من المقاتلين في إسقاط إحدى الطائرات البريطانية فوق لكمة عبد القادر( وهي تلة صغيرة تبعد عن منطقة الثمير مقر سكن الشيخ / محمود حسن بحوالي نصف كيلومتر) وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أبناء ردفان شبابهم ورجالهم ومشايخهم قد تصدوا للاستعمار البريطاني وقاوموا ببسالة نادرة بأسلحتهم الشخصية والمتوسطة والقنابل اليدوية. والألغام التي حملوها معهم من شمال الوطن بعد مشاركتهم المشرفة في ثورة 26 سبتمبر.
وأقول لنجيب قحطان إن عليه أن يعود إلى أرشيف والده إن كان محتفظاً بأرشيفه لينظر إلى محضر الاجتماع الذي عقدته الجبهة القومية بعد انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م والذي عقد في حمر بشمال الوطن برئاسة والده قحطان الشعبي والمناضل الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي والذي أقر فيه تشكيل فرق تقود الكفاح المسلح ضد الاستعمار في عموم مناطق الجنوب ومن ضمنها ردفان التي كانت السباقة في تنفيذ مقررات هذا الاجتماع من خلال المبادرة إلى تفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م من قمم جبال دفان بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة ورفاقه فليعذرني نجيب اذا لم يجد هذا المحضر لانشغاله في متابعة أحدث أنواع الرقص الشرقي في صالات الأوبرا في القاهرة والإسكندرية في تلك الفترة.
ولذلك فإنني أطالب كل المناضلين في ردفان وفي عموم المحافظات الجنوبية بأن يبادروا لإسكات هذا الرجل المصاب بمرض انفصام الشخصية غبر نشر الحقائق لأن ما يطرحه إنما يعني الإساءة إلى تاريخ ثورة 14 أكتوبر ورجالها الأبطال ومناضلي كل الجنوب ووصفه للمناضلين الذين شاركوا بصنع ثورة 26 سبتمبر 1962م والعودة لتفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م بالمرتزقة والعصابات ويطعن ويشوه أدوار شهدائها وجرحاها .. ينبغي مقاضاته على هذه الإساءة المتكررة وأتمنى من صحيفتنا الغراء 14 أكتوبر وهي تحمل اسم هذه الثورة أن لا تسمح لمثل هؤلاء المتطفلين بالإساءة إلى ثورة 14 أكتوبر ورموزها.
ختاماً أتمنى من صحيفتنا الغراء صحيفة 14أكتوبر أن تنشر ردنا هذا كاملاً عملاً بحق الرد شاكرين جهودكم المبذولة.