في اليمن كذلك حصل نفس الشيء بعد ظهور البترول والغاز اصبح المسؤولون عن ادارة شؤون البلاد كالمجانين يسرعون في جني ما نتج عنه هذا الظهور وهم يعلمون أنه ثروة طائلة ولكن لفترة محدودة وإما ان يغادروا البلاد لفسادهم أو عندما ينضب مخزون ما ينهبون .
المصيبة الكبرى هي أن كل هذا نعيه ونعلمه جيداً بكل طبقات و فئات الشعب اليمني و ندرسه في مناهجنا أيضاً و نعلن عنه و نناقشه في برامجنا ولكن نصر على ان نغض أبصارنا عن الحقيقة التي لو تأملنا فيها لوجدنا ثروتنا الحقيقية والتي من المفروض أن تسخر كل إمكانيات مخرجات البترول والغاز لدعمها والتي يسعى العالم الطامع من حولنا بثرواتنا لإغفالنا عن هذه الحقيقة ألا وهي ما اعتمد عليه آباؤنا وأجدادنا وهو ما سيعتمد عليه الجيل القادم و من بعده .
ومن تلك الثروات البن اليمني ، أين موكا و أين مكانتها العالمية؟ أين قهوة الصباح التي لا يكاد يخلو منها بيت أو مطعم أو طائرة أو متنزه حول العالم ؟ أما كان أحرى بنا أن تكون هذه القهوه يمانية ؟ و أين الزراعة بشتى انواعها ومحاصيلها أليست هذه هي التي صنعت لنا المكانة التاريخية وهي من سترفع رايتنا من جديد و ذلك بسبب اكتفائنا لقوتنا و احتياج غيرنا لنا . أما تعلمون أنه إذا قام اقتصادنا على البن سيكون ضماناً لنا و لمستقبلنا وعلينا تسخير الطاقة والإمكانيات والثروات النفطية لخدمة هذا المشروع .
الصناعة فقد كان لليمانيين على مر القرون السابقة دور كبير في الصناعة داخل بلادهم وخارجها وامتد ذلك ليصل إلى معظم الدول ذات المكانة الدولية فهم اصحاب افكار و قوم فيهم حماس للعمل والإبداع في شتى المجالات ، ألا يستحق ذلك أيضاً الإلتفات لمنح هذا المجال الواسع جزءاً من الثروة المكتسبة من باطن الأرض لنرتفع بها لا لأن نكون دولة مستهلكة نبيع ثروتنا لشراء حاجياتنا من الآخرين ؟ ماذا ينقصنا؟!
الثروات السمكية والسياحية و غيرها مما حبانا الله به لابد لنا من مراجعة حساباتنا و إدراك الحقيقة قبل فوات الأوان فلن ينفعنا الندم حينها وسنعود إلى نقطة انتهى عندها اجداد اجدادنا في الإستفادة من الثروة الحقيقية .
* ناشط سياسي وحقوقي مقيم في القاهرة