أولاً : نقاط يجب إيضاحها متعلقة بالفتوى :
1 ) الفتوى مسجلة بصوت الديلمي ومتوفرة على النت وهذا هو الرابط لمن أراد الاستماع الى الفتوى بنفسه :
http://www.youtube.com/watch?v=IkhuScfAbrE
اعتراف الديلمي أخيراً بالفتوى والموثق صوتاً وصورة :
http://www.youtube.com/watch?v=Vlf9He5raGI
مع اعتذاري عن تسمية المقطع التي لا دخل لي بها .
وبطريقة أسهل يمكن للقارئ فتح موقع اليوتيوب وكتابة العبارة التالية في خانة البحث “ فتوى الديلمي بقتل ابناء الجنوب “ وستظهر له النتائج فوراً .
2 ) تناقضت ردود الديلمي خلال الـ17 عاماً الماضية بين الانكار بشكل قاطع وإتهام الآخرين بالتلفيق والتلاعب بالألفاظ والاعتراف احياناً أخرى ببعض نصوص الفتوى وانكار البقية .
3 ) حتى يكون القارئ على بينه و هو الحكم بيننا فقد تجنبت نقل نص الفتوى من مواقع الانترنت و قمت بالاستماع الى التسجيل الذي بصوت الديلمي - مع رداءته - ونقلته بنفسي كتابةً، وأتحمل مسؤولية هذا النقل، واليكم نص فتوى الديلمي كما وردت على لسانه حرفياً ( إننا نعلم جميعاً ان الحزب او البغاة في الحزب الاشتراكي المتمردون المرتدون هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعداهم بسيطة ومحدودة ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف الى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ولا أن يعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم ....... هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولاءه لهذه الفئة فأخذ ينفذ كل ما تريد هذه الفئة ، فيقتل ويشرد وينتهك الأعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل ، وهنا لا بد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر، أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال , ولكن اذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك كل الأعراض، إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا ، فإذا كان اجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن .... ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً، الأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين هم يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الاسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الاسلام فهو منافق ، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً ).
ثانياً : تحديد من تنطبق عليهم الفتوى عملياً :
بالرجوع الى نص الفتوى يمكننا تسجيل الملاحظات التالية :
1 ) بدأ الديلمي كلامه على الحزب الاشتراكي بشكل عام ثم حدده وحصره بالبغاة في الحزب الاشتراكي اليمني متهماً إياهم بالتمرد وبأنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم خلال فترة حكمهم للجنوب، مضيفاً أن كل من في الجنوب على علم بذلك، ورداً عليه أقول : قد نتفهم تهمة التمرد ونضعها في خانة الصراع السياسي لكن ما هو دليل الديلمي على انهم اعلنوا الالحاد والردة عن الدين والبغي والفساد والظلم ؟ من المعلوم أن البعض قد يمارس هذه الافعال بشكل فردي وغالباً لا يفصح عنها لكن ان تتهم مجموعة بكاملها بل قيادة حزب ودولة بأنها أعلنت قيامها بتلك الأفعال وعلى مدى 25 عاماً فذلك مستغرب ان لم يكن مستحيلاً ومن يدعيه عليه ابراز الدليل، وطالما لم يكتف شيخنا باتهامهم بالممارسة بل قال انهم اعلنوا وان كل الجنوبيين على علم ذلك فيفترض أن يكون لديه نص هذا الاعلان .
واذا كان كلام الديلمي صحيحاً أقول له : لماذا اتحدتم مع من اعلن ردته والحاده وتشاركتم معه في السلطة بل كان الزنداني أحد أعضاء مجلس الرئاسة مع رأس الإلحاد علي سالم البيض وسالم صالح محمد ؟ أم أنهم اعلنوا اسلامهم أو توبتهم قبل مشاركتهم ؟ وعلى فرض انهم اعلنوا اسلامهم او توبتهم قبل ان تشاركوهم في السلطة فلماذا شنيتم عليهم حرباً بتهم قديمة سبق واعلنوا توبتهم عنها ؟ ألا يجب الاسلام ما قبله ؟ أم انهم اعلنوا الردة والالحاد من جديد في بعد الوحدة أو في عام 94م تحديداً ؟ وما هو دليلكم على ذلك ؟
2 ) تصاعد اتهام الديلمي لقيادة الحزب ولم يكتف باتهامهم بممارسة تلك الأفعال والاعلان عنها بل قال أنهم قاموا بفرض الالحاد على غيرهم وهذا بدوره يحتاج الى دليل ، وكم عدد الذين ألحدوا بناء على تلك الضغوط ؟ وهل في الامكان ان نسمع شهادة واحد على الأقل من هؤلاء ؟
3 ) ثم انتقل الديلمي في فتواه الى الجيش الجنوبي بكامله قائلاً ان هذا الجيش موال لتلك الفئة وجعل نفسه أداة بيدها، متهماً الجيش بعد ذلك بقيامه بإعلان الفساد وبالقتل وتشريد الناس وانتهاك أعراضهم .
ورداً عليه أقول : قد تمارس بعض الجيوش انتهاكات ضد شعوبها لكني لم اسمع بجيش يعلن الفساد عقيدة له ويمارس تلك الافعال بناء على تلك العقيدة العلنية، وكل تلك التهم تحتاج الى دليل خصوصاً انه قال ان الجيش اعلن الفساد، فأين نص الاعلان ؟
4 ) بعد أن قال الديلمي أن تلك الفئة قامت بالردة والمجاهرة بإعلان الالحاد لمدة 25عاماً حسب كلامه وأن الجيش والاهم في ذلك واعلن معهم الفساد ونفذ وقتل وانتهك الاعراض بناء على تلك المعتقدات، هو بذلك أخرج قيادة الحزب الاشتراكي والجيش الجنوبي بكامله من الاسلام لممارستهم لتلك الافعال لـ 25 عاماً متجاوزين المدة التي يستتاب فيها المرتد وهي 3 أيام، وبذلك فهم في نظره ونظر الشرع لم يعودوا مرتدين فقط بل أصبحوا غير مسلمين واعداء للإسلام وتنطبق عليهم الأحكام بناء على هذه الصفة .
5 ) بعد اعتباره لقيادة الحزب والجيش الجنوبي بانهم غير مسلمين وأعداء للإسلام انتقل الى ايضاح رأي الشرع - طبعاً حسب فهمه هو - في هذه المسألة وأفتى بجواز قتل هؤلاء أعداء الاسلام الذين اعلنوا الحادهم وفرضوه على البقية والجيش الذي والاهم مستدلاً بأن الشرع أجاز قتل المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال إذا تترس بهم الأعداء فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح، وعند هذه النقطة تحديداً فقد أباح قتل عموم الشعب في الجنوب مع انه اعتبرهم مسلمين، لكن لأن العدو تترس بهم، أباح قتلهم بناء على ذلك، وما ذِكره للنساء والاطفال والمستضعفين من المسلمين الا على سبيل المثال وإظهار براءتهم والتأكيد على جواز قتلهم مع ثبوت اسلامهم وبراءتهم، بمعنى انه من باب أولى قتل الشباب والرجال وعموم الشعب في الجنوب وكل من تترس به جيش الجنوب ولو كان اجنبياً طالما اجاز لنا الدين الحنيف - حسب زعمه - قتل المستضعفين من المسلمين, وبما أن الجيش والأمن الجنوبي كان منتشراً في عموم المدن والمحافظات الجنوبية وفي داخل تلك المدن تحديداً فانه يتترس بسكان تلك المدن وبذلك فان فتوى اباحة الدماء تنطبق على الجميع لأنه لا توجد مدينة جنوبية خالية من الجيش والأمن ، بل إن فتواه تبيح دماء بعض المواطنين في المدن والمحافظات الشمالية التي تواجدت فيها ألوية عسكرية جنوبية مثل عمران وذمار .
6 ) وصلت ذروة الفتوى الى نهايتها عندما أضاف الديلمي عليها ان من يقاتل علناً في صفوف هؤلاء المرتدين فانه يريد ان تعلو شوكة الكفر وتنخفض شوكة الإسلام وبناء عليه فهو مرتد أيضاً وبذلك تنطبق عليه الفتوى السابقة ، وبهذا ادخل الديلمي بعض الشماليين والجنوبيين الذين قاتلوا ضد نظام صالح ولم يكونوا في الحزب الاشتراكي او الجيش الجنوبي وأو لم يكونوا من المتترس بهم .
ومما سبق يتضح لنا أن فتوى الديلمي أحلت دماء المجموعات التالية :
1 ) قيادة الحزب الاشتراكي “ طوال “ 25 عاماً حسب تعبيره .
2 ) الجيش والأمن الجنوبي الذي دعم هذه القيادة ونفذ سياستها.
3 ) كل الجنوبيين والشماليين الذين شاركوا في قتال قوات نظام صالح .
4 ) عموم الشعب في الجنوب مسلمين وغير مسلمين والعرب وحتى الأجانب الذين تترس بهم الجيش الجنوبي .
5 ) بعض أفراد الشعب في الشمال الذين تترست بهم بعض الألوية الجنوبية .
6 ) وبذلك وصلت فتواه الى اباحة دم علي البخيتي وافراد اسرته لأنهم كانوا من ضمن من تترس بهم لواء باصهيب الجنوبي في ذمار.
ثالثاً : بعض التساؤلات التي أوجهها للديلمي:
هل كانت حرب 94 م من اجل الاسلام ام نتيجة لصراع سياسي ؟
هل كانت محاسبة للجنوبيين على فترة ما قبل الوحدة أم ما بعدها ؟
هل قاتل صالح ومن معه علي سالم والحزب الاشتراكي لأنهم اعلنوا الردة عن الاسلام وجاهروا بالإلحاد ، ام لاخراجهم من الحكم والاستفراد بالسلطة ؟
اذا كان حميد الاحمر احد قيادات حزبك اعترف لقناة الجزيرة ان حرب 94 م خطأ وان صالح غرر بالاصلاح ليشاركوه فيها، اضافة الى ذلك فان الكثير من قادة الاصلاح - عدا الزنداني طبعاً - اعترفوا بخطأ الحرب وما اقرارهم في المشترك للنقاط الـ 12 التي وضعها الحزب الاشتراكي الا آخر تلك الخطوات، بعد كل ذلك هل لا زلت مصراً على شرعية الحرب ؟
اذا كانت فتواك لانهم تمردوا على نظام صالح فهل تنطبق تلك الفتوى على من تمرد على نفس النظام ونفس الحاكم واعني بذلك الفرقة الاولى مدرع والمليشيات القبلية المدعومة منها في أرحب وتعز ؟ وما هو الفرق بين التمردين ؟ وما الذي استجد في نظام صالح في عام 2011م ليبيح الخروج عليه بعكس ما كان في عام 94 م ؟
هل تستطيع أن تنكر ان التسجيل الصوتي الذي بث لم يكن بصوتك ؟
وكيف ستنكره وقد رددته قبل أيام في اجتماع حزب الرشاد السلفي وهو موثق بالصوت والصورة هذه المرة ؟
هل تعلم انك تشكل عبئاً ثقيلاً على حركة الاخوان المسلمين في اليمن “ الاصلاح “ وان الكثير منهم يستحي من مصارحتك بذلك، فالحليم تكفيه الاشارة، وانت قلت بنفسك في مقالك وبالحرف الواحد “ ولا يوجد صوت واحد يقف إلى جانبي ويدافع عني من حزب الإصلاح، مع علم الجميع براءتي من كل ما نسب إليَّ “ فهل فهمت لماذا ؟ ولو كنت على حق لماذا لم يدافعوا عنك ؟ اليس هذا دليلاً واضحاً على ان موقفك باطل لذلك لا تجد واحداً يدافع عنك حتى من حزبك ؟
هل تعلم أنك تشكل عبئاً ثقيلاً على الوحدة وسبباً في الشرخ النفسي الحاصل بين بعض المواطنين ؟
لماذا لا تعتذر عن الفتوى بدل المراوغة ؟
لماذا لا تقدم استقالتك من الاصلاح لتزيح عنهم هذا العبء الذي اضاع عليهم الكثير خصوصاً في الجنوب ؟
رابعاً : بعض التساؤلات لحزب الاصلاح :
لماذا تصرون على ان يختطب الديلمي في ساحة التغيير ؟
لماذا لا تتبرؤون من الفتوى علناً وتدينونها صراحةً ؟
لماذا لا تفصلون الديلمي من الحزب احتراماً لشهداء الجنوب ؟
هل شهداء الجنوب كشهداء الثورة الأخيرة؟
هل فعلاً تؤمنون بالمواطنة المتساوية ؟
أم انكم لا تزالون تؤمنون بشرعية غزوة 94م ؟
خامساً : حتى ننهي موضوع الفتوى وتتضح الحقائق للمواطنين فأنا أدعوك الى مناضرة علنية بخصوص الفتوى تنظمها جهة مستقلة بيني وبينك - كوني كنت أحد الذين أفتيت بجواز قتلهم - اضافة الى أحد الإخوة من الجنوبيين ترد فيها على ما سنطرحه من ادلة ضدك لتنفيها او تعترف بها ليتضح الحق ويحسم الموضوع ويظهر الباطل كما تقول ، وأعدك بأن أعتذر علناً وعبر وسائل الاعلام المختلفة اذا اتضحت براءتك من الفتوى ، ويكون الحكم بيننا الجهة المنظمة للمناظرة.