قال الشاعر القديم:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيهِ وغيرك يهدم
لن يكون هناك هدم لأن الدروس أبلغ ، وقد أطارت الفكر الشيطاني من العقول التي كان يعشعش في تجاويفها.
معركة شرفاء أبين وأنصارهم مع عناصر الإرهاب نتائجها تضحيات جسام وإزهاق نفوس، وخراب ديار، ونصر مؤزر بعد يأس قاتل، غير أن المعركة الأخطر هي البناء والأعمار لأن ما تخرب وتدمر من منشآت عامة وممتلكات ومنازل خاصة، وما انغرس في النفوس من جروح غائرة بليغة .. ليس بالشيء الهين أو السهل.
والنازحون .. أهالي الديار المخربة كلياً أو جزئياَ .. ينتظرون، على لظى من لهيب ، سرعة انتهاء فريق الألغام البطيء من عمله، وفريق الإعمار من إكمال مهمته وأن يقطع شوطاً فيها ليتمكنوا من العودة إلى الديار الحبيبة.
ومرحلة البناء تريد رجالاً مخلصين وكوادر فاهمة ، وكفاءات نظيفة، وقد تابعنا أن عدداً من مقاولي خليجي 20 قد أقاموا اعتصامات ونظموا مظاهرات ، وأصدروا بيانات تحذر بلهجة شديدة أي مقاول أو شركة من دخول زنجبار إلا بعد إعطائهم حقوقهم ، وتعويضهم عما لحقت بهم من خسائر.
يمكن للسلطة المحلية في المحافظة بالتنسيق مع مجلس الوزراء إحداث تسوية معهم، ومنحهم أولوية بقطاعات ومساحات أكبر- إلى حد ما -من مقاولات البناء استحقاقاً وتعويضاً ورد اعتبار وجبر الخواطر.
ولا تفوتنا الإشارة هنا إلى أن بعضاً من المقاولين من أبناء المحافظة أولى بأن يمنحوا قدراً معقولاً من عقود إعادة التعمير إما لكونها صمدت في ظروف حالكة السواد، أو ناصرت ودعمت بقدر المستطاع انتصار قيم التحول الديمقراطي الذي عبدته دماء الشهداء كممرات آمنة أو جسور عبور إلى الضفة الأخرى الواعدة بآمال خضراء، سواءً في مقاولات بناء ، مشاريع، مساعدات، تبرعات، إسهامات في حل قضايا قبلية وغيرها.. لأن العمل الصادق أو الجهد الخير يثمر دائماً، ويوسع الله له من مساحة انتشاره ، وجودة قطافه ، وأرجو أن لا تفهم مطالبتنا بحصر حملة الإعمار على مقاولي المحافظة فقط، لا.. ففيهم فاشلون، بقدر ما أشير إلى حسن معاملة وتعويض ، وعدم تهميش لمشكلة موجودة، وليس كما حصل في فترات سابقة.. عاث فيها الفاسدون خراباً وعطلوا كل شيء جميل، بل أن فسادهم المستشري كان أحد الأسباب الرئيسية في خلق حالة نقمة حادة- قبل دخول عناصر القاعدة مما أفسح المجال، ومنح الضوء الأخضر للمجاميع المسلحة الإرهابية للسيطرة على أبين، وتشريد أهاليها ،وتدمير مبانيها .. نعم تسببت في دمار أكبر على صعيد النفس والإنسان والحيوان.
لنتناس مآسي الفترة السابقة ، وتكفينا عبرها وعظاتها ، وتتراص الصفوف ، وتتحد الإمكانيات والجهود، وتكاملها في سبيل هدف سام عظيم.. لنعد البناء أفضل وأحسن وأجمل مما كان ، ونطرد الوساوس التشاؤمية ، والأفكار المحنطة والرؤى المثبطة المدمنة البكاء على الأطلال.. لنشرئب بعيوننا وقلوبنا صوب معالم الغد الزاهي ، وأجواء المستقبل الجميل.
لقطات
كثير من المقاولات السابقة في زنجبار وبعض المديريات.. حبر على ورق مشاريع حمل كاذب.
المشاريع الوهمية .. تركيب وصفي شاع أكثر ما شاع في فترات مشاريع خليجي 20 .. مقربون .. مقاولون .. فاشلون
آخر الكلام
إذا ما الجرح رم على فساد
تبين فيه إهمال الطبيب
التوقيع : شاعر قديم.