وتقوم بهذا النشاط جماعات وتنظيمات مسلحة تعمل خارج الدولة بفرض أهداف سياسية أو خاصة معينة وذلك من خلال قيامها بأعمال عنف متعددة ومتنوعة تؤدي إلى خسائر وتهدف إلى تحقيق أو فرض رأي ديني أو مصالح خاصة وضيقة ويمكن تصنيف تلك الجماعات بالإرهابية باعتبارها تهدد الأمن والسلم الدوليين وتهدد مصالح دول وذلك على غرار التصنيف الذي تقوم به وزارة الخارجية الأمريكية كل عامين للمنظمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب.
وقد بدأ ظهور تلك الجماعات في عام 1941م في بنجلادش وانتقل إلى المنطقة العربية عام 1946م في العراق ثم إلى ميانمار في جنوب شرق آسيا عام 1948 وبيرو في عام1960م وفي عام 1974م في أثيوبيا واليونان في أوروبا.
وعلى الرغم من أن الإرهاب قضية تاريخية قديمة إلا أنه اكتسب شهرته وحظي باهتمام كبير ومبالغ فيه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية فمنذ ذلك التاريخ وضعت أمريكا المجتمع العربي والإسلامي تحت المجهر السياسي والاجتماعي وأخذت تحلل دقائق الحياة وتفاصيل المجتمعات العربية والإسلامية وأنماط السلوك فيها وحتى في المناهج وأنماط التفكير فيها.
فبينما ترفع سيفها عالياً ضد الإرهاب يقف العرب والمسلحون في قفص الاتهام بأن ثقافتهم تحث على العنف وتدعو إلى التطرف، تعطي لإسرائيل كل الصلاحية لتسحق بآلتها العسكرية الحق الفلسطيني المشروع وبينما يستشري الظلم والفقر والهيمنة على معظم دول العالم بما فيها بعض الدول الغنية تهدد أمريكا العالم أجمع بمقولتها المشهورة (من ليس معنا فهو ضدنا)
وتمارس الإرهاب ضد دول وشعوب بغطرسة وعنجهية كما في العراق وأفغانستان وتمارس إسرائيل إرهاب دولة بعينه وأمريكا تبارك أعمالها الإجرامية وتدعمها الأمر الذي يتطلب الوقوف الحازم ضد الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وعناصره سواء أكانوا أفراداً أم جماعات وتنظيمات أو دولاً والعمل على إيقافه والقضاء عليه حفاظاً على مصالح الشعوب والأمم ودفاعاً عن الأمن والسلام الدوليين وللوصول إلى هذا الموقف من المهم أن نتعرف على الإرهاب بصورة واسعة وأن نستوعب مسبباته ودوافعه ومخاطره المختلفة.