وبما أن بلادنا مرت بمنعطف سياسي خطير حتى 21 فبراير من العام الحالي، فقد أنعكس ذلك على القناعات واختلاف التيارات السياسية والناس في رؤية وتأثير القوى السياسية عليهم، و أدى إلى وضع خطير ولكن بعد انتخاب رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وتشكيل حكومة وفاق وطني بداية العام الحالي عادت مختلف الأوضاع في البلاد إلى التطبيع، ومن بينها الأوضاع الأمنية في مختلف محافظات الجمهورية.
وما يهمنا هنا هو التطرق إلى الخطوات المتقدمة التي قطعها فرع جهاز الشرطة في محافظة عدن والذي يدير أعماله الأخ/ اللواء الركن صادق حيد مدير أمن المحافظة.. فمنذ أن أسندت إليه الدولة هذه المهمة تمكن من تفعيل العمل الأمني في مناطق ومراكز الشرطة وأوساط الناس في مختلف مديريات المحافظة خلال فترة وجيزة ووضع بصماته الواضحة على أداء الجهاز في مواجهة المستجدات الأمنية التي شهدتها المحافظة وغيرها من المحافظات والتي لم تعرفها من قبل، ويأتي من بينها مواجهة المجموعات المسلحة والخارجة عن القانون، ومن يقطع الطرق والمواصلات، ومصالح الناس.
تلك المجموعات عملت على إقلاق الأمن وبث الفوضى بين أوساط المواطنين بارتكاب جرائم بالغة الخطورة منها السطو والبسط بقوة ونهب ممتلكات الغير وافتتحام المباني والمنشآت العامة والخاصة بإطلاقها النار عند تنفيذ جرائمها هادفة تهديد المواطنين الأمنين وترويعهم وابتزازهم.
ولمواجهة هذا الوضع عقد المسئول الأمني العزم على التصدي لتلك المجموعات، وليستعيد جهاز الشرطة دوره في مواجهتها، وما يستجد من تطورات أمنية قد ترتكبها تلك المجموعات أو التجمعات الأخرى التي لها مطالب مختلفة، ومن بينها السياسية والحقوقية والاجتماعية وغيرها وعادة ما تظهر تجمعاتها بين الحين والآخر، وتدفعها إلى ذلك بعض القوى السياسية التي ينبغي عليها في هذا الظرف أن تناقش الجهات المختصة في الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة بشأن مطالبها المختلفة والبحث في الوسائل والطرق السلمية لتحقيق مطالبها بدلاً من تأزيم الأوضاع الأمنية.
وعمل هذا المسئول على تعيين قيادات أمنية فاعلة في عملها بالمناطق والأقسام الشرطية بالمحافظة تتمتع بخصال حميدة وسلوك حسن في تعاملها مع المواطنين وخدمتهم، وإسراعها في مواكبة ما يستجد من قضايا ومواضيع أمنية بالإضافة إلى عملها التقليدي في مكافحة الجريمة والوقاية والحد منها.
كما عمل على تلبية مطالب وحاجات عدد من الإدارات والمناطق والأقسام الأمنية في مختلف مديريات المحافظة بأن رفدها بالقوة البشرية والإمكانيات المادية من مركبات وأطقم أمن، جميعها عززت من العمل الأمني في عموم المحافظة ووجه القيادات الأمنية التي يلتقي بها أسبوعياً بالاجتهاد والمثابرة بالعمل الأمني في أي إدارة، وقسم، ومنشأة، ومصلحة تتبع جهاز الشرطة ليتكامل العمل الشرطي في تعزيز وتثبيت الأمن في المحافظة.. وحثها على التعامل بمسؤولية واعية وبأخلاق حميدة مع قضايا المواطنين، وتلبية خدماتهم سريعاً عند إجرائهم لمعاملاتهم في مختلف الإدارات والأقسام والمراكز والمعسكرات التابعة لجهاز الشرطة.
وفعلا فقد تمكن مدير الأمن من إعادة الأمن والاستقرار إلى طبيعته في المحافظة.. رغم وقوع بعض الحوادث الأمنية القليلة وفي إطار ضيق وفي مديريات معينة.
وفي سياق عودة الأمن إلى نصابه تشير الإحصائيات الرسمية للجرائم الناجمة عن المستجدات الأمنية إلى انحسارها، بعد أن كانت التقارير اليومية تمتلئ بها، وفي الوقت نفسه ازداد ضبط الشرطة لمرتكبي الجرائم والمطلوبين أمنيا، ومن بينهم عدد من العناصر المجهولة الهوية التي حاولت اقلاق الأمن وإحداث قلاقل وفوضى في المحافظة.. ففي الاسبوع الماضي تمكنت الشرطة من ضبط اكثر من 36 مشتبها به، وعدد من السيارات.
ومما يحسب لهذا القائد الأمني المسؤول في مضمار تعزيز وتثبيت الأمن في المحافظة إعادة فتح الشارع الرئيسي بالمعلا وقبل ان يمهد لذلك أجرى لقاءات مختلفة مع قيادات في الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة وشخصيات وطنية واجتماعية ومناضلة وعمل على رفع جاهزية الشرطة وقوات الأمن المرتبطة بإدارته وأن تظل في حالة تأهب دائم وتنفيذ ما يناط بها من مهام أمنية مختلفة.
ويمكن الاحتكام إلى القارئ والمواطن بما هو عليه الوضع الأمني حاليا وما كان عليه في المحافظة من قبل، فمنذ سنة وبضعة اشهر عاش الجميع وضعا أمنيا متدهورا في مختلف المديريات والقطاعات والمهن والأعمال ومؤسسات وهيئات الدولة وغيرها من المؤسسات والهيئات التجارية والخاصة واضطربت أوضاع الناس المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وانعدمت مختلف الخدمات الضرورية التي يحتاجها الناس وكل أسرة في المحافظة. وكادت مختلف الأعمال ان تتوقف في المرافق الحكومية وغيرها والمؤسسات التجارية والمصانع والشركات والمهن الحرة وبعض المخابز التي توقف العمل فيها وأغلقت أمام المواطنين لعدم قدرتها على الحصول على ما تحتاج اليه من غاز الطبخ (اسطوانات البوتا غاز) وغيرها، وتوقفت السيارات والمركبات والدراجات النارية وغيرها عن الحركة، وان كانت بين الحين والآخر تصطف في صفوف طويلة امام محطات البترول لتحصل على لترات قليلة من البترول والديزل ومشتقاتهما.
وقد احدث هذا الوضع المتردي في مختلف المجالات خوفا وقلقا شديدا بين أوساطنا جميعا فقد حبس معظمنا نفسه في منزله ولا يغادره الا للعمل ولقضاء حاجة ضرورية وفيما ندر ولوقت قصير جدا، خوفا مما آل اليه الوضع الأمني المتدهور وتداعياته على مختلف الصعد. حتى اننا لم نعد نتأخر خارج المنزل من بعد المغرب.
بينما اليوم يمارس جميعنا حياته الطبيعية وواجباته وعمله في مختلف المجالات والاعمال والهيئات والمؤسسات والمدارس والكليات وغيرها، وقضاء وقت الراحة في أي وقت نشاء وفي أي مكان وموقع في ظل أمن وأمان ملموس ومشهود له في المحافظة، وهذا يعني ان الأمن شهد تقدما وخطوات كبيرة الى الأمام. وان ما تحقق في هذا المجال يعود الفضل فيه الى الله تعالى والى تقديم مختلف انواع الدعم لجهاز الشرطة في المحافظة من القيادة السياسية والحكومة ممثلة بالاخوة اللواء د. عبدالقادر قحطان وزير الداخلية واللواء ركن محمد ناصر احمد وزير الدفاع واللواء ركن سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية العسكرية والمهندس وحيد علي رشيد محافظ عدن والقيادات الأمنية في اجهزة الأمن الاخرى.
ولكي يقطع جهاز الشرطة في المحافظة خطوات متقدمة اكثر في مجال تعزيز الأمن والاستقرار ينبغي على الدولة والحكومة ومختلف الأجهزة الأمنية الأخرى ان تكثف من مساعداتها وان تستمر في جهودها ودعمها للشرطة الذي يتكون جهازه في المحافظة من عدة إدارات متخصصة وأقسام لإدارة أعماله وغيرها ومناطق واقسام أمنية تتوزع على مختلف مديريات المحافظة.. بالإضافة الى منشآته الأمنية من معسكرات ومراكز ونقاط أمنية متعددة.. على الرغم من الإمكانيات الشحيحة والمحدودة لجهاز الشرطة في المحافظة وينبغي على مختلف هيئات ومؤسسات الدولة وغيرها من المؤسسات والمنشآت التجارية والاقتصادية في القطاعين العام والخاص وكل المخلصين لهذا الوطن الغالي- ويأتي مقدمتهم مواطنو وأبناء المحافظة الطيبون والغيورون على أمنها واستقرارها- الابلاغ عن الجريمة ومرتكبيها حتى يتم ضبطهم لتعود المحافظة الى سابق عهدها المشهود لها بالأمن والأمان والاستقرار وتعايش الجميع مع بعض وان اختلفت جنسياتهم وهوياتهم ومناطقهم.