التغيير اليوم صار انتقاماً وزحلقة الكفاءات التي كانت لها بصمات وأدوار ... جاء التغيير بما هو زفت ويكدر صفوة الحياة. كل واحد يتعصب لأهله ومن هم موالين له. الانفلات الأمني جعل الناس تتقاتل على الوظائف والفلوس ناس تسرق وناس تقتل وناس تفتن بين هذا وذاك.و ما هذا الذي يجري لقد مللنا من الذي يجري وقصرت أعمارنا هذه الفوضى.
البعض تراه مع الثورة لكنه في الليل يكون على العكس من ذلك، ثائر في النهار سارق وقاتل في الليل .. لا تستطيع أن تميز بين مواقفه مرة يكون واضح المعالم ومرة يكون ملثماً ولا ترى وجهه لكنك تعرف صوته ومشيته.. يا لهول المأساة التي حلت بعدن وأبنائها وناسها.. من كان يصدق أن الجهل سيسود بعد نضال عقود طويلة من كان يصدق أن الجاهل سيصبح مديراً وأن العالم الفاهم سيصبح في الهامش حقيراً لا يحسب له أي حساب .
هل يا ترى هذه الثورة هي إصلاح حقيقي أم نهب حقيقي ؟.. أم إلغاء حقيقي لما هو مكتسب وجميل إنها فعلاً الطامة الكبرى التي حلت بناء لا عقلاء ولا ناصحين ولا من يقول (ربك الله) كلهم في سبات عميق وهدرة ( خيق بيق) وأصحاب الفكرة الجهنمية عينهم على عدن يريدون أن يستولوا عليها بدءاً من الحضانة والروضة والمدرسة حتى الجامعة فهذه بؤر للبقاء والبغاء ولعنة الله على السياسية إذا كانت بصبغة الدمار والاستئثار وضياع الرجال وسيادة الجهل والعيال!.
نحن اليوم إزاء هجمة شرسة قد تدفعنا إلى أن نكون ضحايا لصراعات الغير الذي يخطط لواقع هو هدفه ونستقبله وانظروا إلى ما يجري في مصر وغيرها من الدول .. لقد خرج العفريت من القمقم ولم تعد هناك إمكانية للسيطرة عليه إلا بشق الأنفس فهل سنصل نحن هنا إلى نفس الحال .. ونحن نتشظى بين تيارات واختلافات واقتتال وغيرها من الأمور التي تشكل مناخاً خصباً للخصم لكي ينقض علينا وإذا أنقض فلن تكون لنا عافية أبداً.
هكذا هو حال عدن اليوم فأفيقوا يا غافلين واجعلوا التربية والتعليم بمنأى عن أي صراعات لأنها الوطن.. فإذا صلحت صلح الوطن والعكس صحيح .. وتأكدوا أن البداية هي خطوة ليس إلا.