14 أكتوبر / متابعات:تشهد مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن تصعيدًا في عمليات القمع والاعتقالات التعسفية، وسط استمرار معاناة المدنيين من التجويع والانتهاكات الواسعة النطاق، وفق شهادات وتقارير حقوقية محلية ودولية.وتصف الأمم المتحدة الأزمة اليمنية بأنها الأسوأ في العالم، مع انهيار مؤسسات الدولة وتوقف رواتب الموظفين الحكوميين منذ اندلاع الحرب، بينما يواصل آلاف الموظفين العمل دون أجر، ويواجه من يطالب بحقه اتهامات بالخيانة أو الارتزاق.وأصبحت المساعدات الإنسانية شريان الحياة لملايين الأسر، لكنها لم تسلم من الفساد وسوء الإدارة، إذ تستولي عصابة الحوثي على جزء كبير منها أو تخصصه لعائلات مقاتليها، إلى جانب شن حملات مداهمة واعتقال واسعة طالت موظفي المنظمات الإنسانية، ما دفع العديد منها إلى نقل أنشطتها إلى عدن.وتشير التقارير إلى أن الحملات الأمنية لم تقتصر على العاملين في المنظمات، بل شملت مواطنين من مختلف الفئات، بما في ذلك النساء والأطفال، في محافظات مثل إب وتعز وذمار وحجة والبيضاء، لأسباب واهية مثل رفع العلم الجمهوري أو التعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.وحذرت منظمات حقوقية من تعرض المعتقلين في سجون عصابة الحوثي، بما فيها السجون السرية، لأشكال شديدة من التعذيب وسوء المعاملة، مع وقوع وفيات مفاجئة نتيجة الخوف والضغط النفسي، من بينها وفاة موظف في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة المختطفة صنعاء.وتستمر حالات الاختفاء القسري لعشرات المعتقلين، بينهم محامون وأكاديميون وصحفيون وناشطون، فيما تواجه النساء انتهاكات شديدة تشمل الاعتقال والتعذيب والتشهير، في انتهاك صارخ للأعراف الاجتماعية والقيم الإنسانية.
ورغم الإدانات المتكررة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، تواصل عصابة الحوثي سياساتها القمعية دون رادع، مستفيدة من عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ما يجعل آلاف العائلات اليمنية رهينة القلق اليومي، بانتظار مصير مجهول لأبنائها في سجون لا تخضع لأي معايير للعدالة أو الإنسانية.مجزرة جديدة تهز صنعاء: قتلى مدنيون برصاص مسلحين وسط انفلات أمني حوثيوفي اليومين الماضيين هزّت العاصمة المختطفة صنعاء، جريمة قتل مروّعة أودت بحياة رجل وثلاث نساء وطفل، بعد تعرّض السيارة التي كانوا على متنها لإطلاق نار مباشر في شارع خولان – جولة الخفجي، في واقعة تعكس اتساع دائرة العنف والانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.وأفاد شهود عيان بأن مسلحين يستقلون سيارة من نوع “جيب” باغتوا الضحايا بإطلاق كثيف للنيران وبدمٍ بارد، قبل أن يلوذوا بالفرار دون أن يواجهوا أي ملاحقة، وسط ترجيحات قوية بانتمائهم لعناصر حوثية، في ظل سيطرة الميليشيا على المشهد الأمني في صنعاء.وأثارت الجريمة حالة من الصدمة والاستياء الواسع بين المواطنين، الذين عبّروا عن غضبهم من تكرار جرائم القتل العشوائي، وغياب أي مظاهر للعدالة أو المحاسبة، مؤكدين أن العاصمة تحولت إلى ساحة مفتوحة لترويع المدنيين وتصفية الحسابات المسلحة.وفي تفاصيل إضافية، ذكر شهود أن الضحايا جرى استهدافهم بشكل مباشر أثناء وجودهم داخل الحافلة، ما أدى إلى مقتلهم في الحال، في جريمة وُصفت بأنها من أبشع الحوادث التي شهدتها البلاد مؤخرًا. ورغم فداحة الجريمة، لا تزال ملابساتها ودوافعها غامضة، في وقت يحمّل فيه المواطنون ميليشيا الحوثي مسؤولية تفشي العنف وحماية الجناة.وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متصاعدة من الانتهاكات التي تطال المدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث بات السلاح المنفلت والجريمة المنظمة سمة يومية، ما يفاقم حالة الغضب الشعبي ويجدّد الدعوات لوضع حد لجرائم الميليشيا، ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء سياسات القمع والإرهاب التي يدفع المدنيون ثمنها الباهظ.


