




عدن / 14 أكتوبر (خاص)
نظمت مبادرة سفراء التنمية بالشراكة مع مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) ورشة عمل نوعية في عدن بعنوان "التكيف المناخي في عدن.. التحديات والفرص"، برعاية وزير المياه والبيئة ومحافظ عدن، وبدعم رئيسي من المؤسسة الطبية الميدانية (FMF)، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للعمل المناخي وقبيل انعقاد مؤتمر الأطراف الدولي (COP30).

وفي الافتتاحية رحبت دنيا هاني كوكا، رئيسة مبادرة سفراء التنمية، بالمشاركين في الورشة، مؤكدة أنها تأتي في وقتٍ حرجٍ بسبب التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه عدن، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتدهور البنية التحتية، مشددة على أهمية التعاون بين الخبراء والجهات الحكومية والمجتمع المدني لمواجهة هذه الآثار.
وأوضحت كوكا أن الهدف الرئيسي هو خلق مساحة حوارية لصياغة توصيات عملية تضمن دمج إجراءات التكيف المناخي ضمن البرامج التنموية، وتعمل على تعزيز صمود المجتمعات المحلية أمام التغيرات المناخية، خاصة عبر تمكين الشباب والنساء لتحقيق العدالة المناخية في اليمن.
وفي هذا الإطار، أوضح بسام القاضي، رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf)، أن الورشة تسلط الضوء على المخاطر البيئية والصحية التي تواجه عدن الساحلية، مؤكداً على ضرورة التعاون المشترك بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني لمواجهة هذه التحديات.

وشدد القاضي على أن الهدف الأسمى هو تحويل التحديات إلى فرص من خلال بلورة توصيات عملية تخدم جهود السلطة المحلية في بناء بنية تحتية مقاومة للظواهر الجوية المتطرفة.
واعتبر الورشة "خطوة أولى نحو رسم خارطة طريق شاملة لتعزيز صمود عدن المناخي"، بالتوازي مع الاستعدادات للمشاركة في مؤتمر الأطراف الدولي (COP30).
من جانبه، أكد المهندس نيازي مصطفى محمود، مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بفرع عدن، على الأهمية المحورية للورشة لتقييم أخطار التغيرات المناخية التي تهدد المحافظة، والبحث عن سُبل لتعزيز مرونة المدينة وقدرتها على الصمود.
وكشف المهندس نيازي عن أن السلطة المحلية تعمل حالياً على إعداد استراتيجية شاملة وخاصة بالتكيف المناخي لمدينة عدن، حيث يضع فريق عمل متخصص إطار عمل لما أسماه "نُسخة بلال من مدينة عدن" (نموذج ريادي للاستدامة)، متمنياً أن تدعم مخرجات الورشة هذه الجهود المحلية بشكل فعّال.
وفي السياق ذاته، أكد نواس الذيباني ممثل المؤسسة الطبية الميدانية (FMF) أن المؤسسة تتبنى استراتيجية لتكييف أنظمتها ومشاريعها مع التغيرات المناخية، وتحويل التحديات إلى فرص للابتكار.

وأوضح أن المؤسسة تترجم هذا التوجه من خلال دعم كفاءة الطاقة والموارد المتجددة، وذلك بإنشاء وصيانة أنظمة الطاقة البديلة، وتأهيل الكوادر في مجال الطاقة الشمسية، والمجال السمكي والزراعي و ادخال التقنيات الحديثة وإدارة الموارد المائية لتعزيز المرونه و المقاومة في ظل التغيرات المناخية وتبعاتها.
ومن المتوقع أن تخرج الورشة بمجموعة من التوصيات والمقترحات العملية التي سيتم نشرها لاحقًا، بهدف دعم الجهود المحلية والوطنية لتعزيز صمود مدينة عدن في مواجهة التغير المناخي.
شهدت الورشة حضوراً نوعياً رفيع المستوى، ضم مسؤولين حكوميين وممثلين عن مؤسسات الدولة المعنية بملف البيئة، أبرزها الهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن، والهيئة العامة للشؤون البحرية، ووحدة تغير المناخ التابعة لـ وزارة المياه والبيئة.

كما كان للحضور الأكاديمي والبحثي ثقله، ممثلاً بـ مركز الدراسات البيئية والمناخية بجامعة عدن وعدد من الأساتذة والخبراء المتخصصين في مجال المناخ والبيئة والتنمية المستدامة، إلى جانب مشاركة فاعلة من منظمات المجتمع المدني التي شكلت عموداً فقرياً للورشة.
وتضمنت الورشة جلسات مناقشات معمقة حول التحديات والفرص المتاحة في هذا المجال، ابتداءً من العرض الذي قدمه الأكاديمي والبروفيسور شافع محمد قاسم حول التكيف البيئي، مروراً بتناول التحديات التي تعيق المشاريع الناشئة في هذا القطاع، وصولاً إلى استعراض دور منظمات المجتمع المدني في دمج إجراءات التكيف المناخي ضمن خططها، بمشاركة خبراء بارزين كالدكتور محمود توفيق الراجحي، والمهندس علي جمال بامنصور، وذلك بهدف الخروج بـ توصيات ومقترحات عملية لتعزيز جهود التنمية المستدامة في المنطقة.
