قال إن بلاده "لا تحتاج إلى إذن لضرب أعدائها" والصليب الأحمر يعمل مع "حماس" بحثاً عن رفات رهائن في القطاع




تل أبيب / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن إسرائيل، بصفتها دولة ذات سيادة، ستحدد سياستها الأمنية والقوات الدولية التي تقبل العمل معها.
وأضاف نتنياهو في مستهل اجتماع لمجلس الوزراء "نتحكم في أمننا، وأوضحنا للقوى الدولية أن إسرائيل ستحدد القوات غير المقبولة بالنسبة إلينا، وهذه هي الطريقة التي نتصرف وسنستمر في التصرف بها"، وأضاف "هذا، بالطبع، مقبول من الولايات المتحدة، وفقاً لما عبر عنه كبار ممثليها في الأيام القليلة الماضية".
وأكد أن إسرائيل وحدها ستقرر أياً من الدول سيسمح لها بالانضمام إلى القوة الأمنية الدولية التي من المقرر نشرها في غزة.
وقال نتنياهو، الذي يعارض مشاركة تركيا في هذه القوة "أوضحنا، مع احترامنا للقوات الدولية، أن إسرائيل هي التي ستحدد ما هي القوات غير المقبولة لدينا".
ومن المتوقع بموجب الهدنة التي توصل إليها بوساطة أميركية بين حركة "حماس" وإسرائيل، نشر قوات تضم بصورة أساسية عناصر من دول عربية وإسلامية في قطاع غزة المدمر.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده لا تحتاج إلى إذن من أحد لضرب أهداف في غزة أو لبنان، على رغم موافقتها على الهدنة الأخيرة.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لحكومته "إسرائيل دولة مستقلة، لسنا مستعدين للتسامح مع هجمات ضدنا، نرد على الهجمات وفق ما نراه مناسباً، لا نسعى إلى الحصول على إذن من أحد للقيام بذلك، نحن نتحكم في أمننا".
وجاء تصريح نتنياهو بعد أسبوع شهد زيارات متتالية لمسؤولين أميركيين كبار سعياً إلى الحفاظ على الهدنة في غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن الصليب الأحمر يعمل الآن مع حركة "حماس" لتحديد مكان رفات رهائن داخل منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
ودخلت قافلة من الشاحنات والمركبات التي تنقل آليات ثقيلة إلى غزة ليل السبت/ الأحد للمساعدة في تحديد مواقع رفات الرهائن الإسرائيليين في القطاع، بحسب ما أظهر تسجيل مصوّر لوكالة "الصحافة الفرنسية".
وتم تصوير المركبات في خان يونس جنوب غزة.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب الوكالة والحصول على تعليق، صباح اليوم الأحد، لتأكيد دخول المركبات.
لكن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق شخصياً على دخول الفريق المصري وعدة مركبات هندسية إلى القطاع الفلسطيني لتحديد مواقع رفات من تبقى من الرهائن.
وليل السبت، ذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من المخابرات المصرية أن الفريق في طريقه إلى غزة.
وأكد مصدران عسكريان مصريان أيضاً لوكالة "الصحافة الفرنسية" أن القافلة كانت عند معبر كرم أبو سالم، ليل السبت، بانتظار الحصول على إذن للعبور إلى القطاع.
وفي الـ 17 من أكتوبر الجاري، أعلن مسؤول تركي أن فريقاً من 81 عنصر إنقاذ أرسلتهم أنقرة لتحديد مواقع جثث الرهائن في غزة ينتظر في مصر لدخول القطاع.
لكن الفريق التركي لم يحصل على إذن من إسرائيل، في ظل تقارير تفيد بأن الجانب الإسرائيلي رفض أي تدخل تركي في غزة.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل على إعادة الحركة الفلسطينية جميع الرهائن المتبقين لديها، الأحياء منهم والأموات، الذين كان عددهم 48 عند إبرام الاتفاق، مقابل إطلاق سراح نحو 2000 فلسطيني معتقلين لدى إسرائيل.
لكن لم تعد "حماس" حتى اللحظة سوى رفات 15 من الرهائن الـ28 الذين لقوا حتفهم، فيما باقي الجثث مدفونة تحت الأنقاض في أنحاء القطاع المدمر. وطالبت "حماس" بأدوات ومساعدة لتحديد مواقعهم.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس السبت، إن جهود إرساء الاستقرار في غزة تحرز تقدماً، وإن قوة دولية ستُنشر بالقطاع قريباً، وذلك عقب اجتماعه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال توقف للتزود بالوقود في الدوحة.
وأضاف ترمب للصحافيين رداً على سؤال عن الوضع في غزة "يجب أن يكون هذا سلاماً مستداماً". وأشار إلى أن قطر مستعدة للمساهمة بقوات حفظ سلام إذا لزم الأمر، وأشاد بالدولة الخليجية ووصفها بأنها حليف كبير ولاعب رئيس في استقرار المنطقة.
والتقى ترمب على متن الطائرة الرئاسية، أمس السبت، أمير قطر ورئيس حكومتها حليفي بلاده الرئيسين في الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، وذلك خلال توقف في قطر أثناء توجهه إلى آسيا لإجراء محادثات تجارية مع نظيره الصيني شي جينبينغ.

وتوجه ترمب، أمس السبت، إلى آسيا حيث يجري جولة إقليمية مهمة ستتوج في يومها الأخير بلقاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال أيضاً إنه يرغب في لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال رحلته.
أفادت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة أميركية مكلفة بتقديم المساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وكالة الصحافة الفرنسية أمس السبت أنها على أهبة الاستعداد لاستئناف شحنات المساعدات إلى القطاع في ظل اتفاق وقف إطلاق النار.
وأُوكلت إلى المؤسسة غير الربحية والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في مايو مهمة إمداد سكان غزة بالمساعدات الغذائية بعد فرض إسرائيل قيودا صارمة على عمل الوكالات الدولية، لكن خبراء أمميين ووكالات إغاثة تقليدية انتقدوا عملها.
ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان، قُتل مئات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على مساعدات من مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة، وفي أغسطس دعا مقررون أمميون إلى حلها.
وصرح المتحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية، تشابين فاي، أن المؤسسة أوقفت عملياتها خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة ريثما تطلق "حماس" سراح الرهائن المتبقين، وهي الآن بانتظار الأوامر لاستئناف العمل.
وقال فاي "بينما لا يزال الوضع الميداني متقلباً، فقد صدرت تعليمات لمؤسسة غزة الإنسانية بالبقاء على أهبة الاستعداد لإعادة الانخراط، وتحديداً بعدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تمنعنا من استئناف عملياتنا على الفور".
أضاف "لدى مؤسسة غزة الإنسانية شاحنات محملة بالمساعدات وجاهزة لاستئناف إيصالها مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن".
وأكد "مهمتنا ستتطور لتلبية الاحتياجات على أرض الواقع".
وفي أغسطس، زعمت لجنة خبراء مكلفة من الأمم المتحدة أن مؤسسة غزة الانسانية "استُغلت لأغراض عسكرية وجيوسياسية سرية".
وكان لدى المؤسسة أربعة مراكز توزيع مساعدات في قطاع غزة، بينما كان لدى منظومة مساعدات الأمم المتحدة 400 مركز.
وبعد إفراج "حماس" عن الرهائن الأحياء المتبقين في غزة في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، أبلغت مؤسسة غزة الإنسانية وكالة الصحافة الفرنسية أنه تم تفكيك مركز توزيع المساعدات "اس دي اس 4" في خان يونس.
التقى ترمب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الحكومة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على متن الطائرة إير فورس وان في قاعدة العديد الجوية التي تضم المقر العام الإقليمي للجيش الأميركي وآلافاً من الجنود الأميركيين. وقال "ما حققناه هو سلام مذهل في الشرق الأوسط، وكانا عاملاً أساسياً فيه".
وجاء اللقاء في وقت نفذت إسرائيل غارة جوية استهدفت ناشطاً في حركة الجهاد الإسلامي في وسط غزة، على رغم وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي.
وفي وقت سابق أمس السبت، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن واشنطن تتلقى مقترحات بشأن استصدار قرار محتمل من الأمم المتحدة أو اتفاقية دولية لمنح تفويض لقوة متعددة الجنسيات في غزة، مشيراً إلى أن هذه المسألة ستناقش في قطر يوم الأحد.
وتريد إدارة ترمب من بعض الدول العربية أن تسهم بالأموال والجنود في قوة متعددة الجنسيات لمنع اندلاع الحرب مجدداً في غزة. وترفض إسرائيل فكرة مشاركة قوات تركية.
وأكد روبيو، السبت، خلال زيارته إسرائيل، استمرار الجهود لاستعادة رفات الرهائن، وذلك بعد اجتماع مع أقارب جنديين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية من بين 13 جندياً لا تزال جثامينهم في غزة.
وقال روبيو في منشور على منصة "إكس"، "لن ننسى أبداً أرواح الرهائن الذين قضوا في أسر حماس. التقيت اليوم عائلتي المواطنين الأميركيين إيتاي تشين وعومر نيوترا". وأضاف، "لن نوقف جهودنا حتى تتم استعادة رفاتهم - ورفات جميع الآخرين".
وفي وقت لاحق، تحدث روبيو هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب المتحدث باسم الخارجية تومي بيغوت.
وقال المتحدث، إن الاتصال ركز على "جهودنا الجماعية لتنفيذ خطة الرئيس ترمب الشاملة لإنهاء النزاع في غزة"، و"أكد على العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وعلق منتدى عائلات الرهائن والمفقودين على منصة "إكس" قائلاً "شكراً لكم"، مضيفاً "يجب أن يعود 13 رهينة إلى ديارهم. 13 عائلة بحاجة إلى إجابات. أرجوكم لا تتوقفوا، حتى يتم تحرير آخر رهينة".
في السابع من أكتوبر 2023، كان الرقيب إيتاي تشين (19 سنة) متمركزاً على الحدود مع قطاع غزة عندما شنت "حماس" وحلفاؤها هجومهم الذي أشعل فتيل الحرب. وأعلن الجيش الإسرائيلي موته في مارس 2024.
وقتل النقيب عومر نيوترا، المتطوع في الجيش الإسرائيلي، في السابع من أكتوبر 2023 عن عمر ناهز 21 سنة، في هجوم على دبابته على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. وقد أخرجه المهاجمون من الدبابة مع ثلاثة جنود آخرين، وفق مقاطع فيديو نشرتها "حماس".

ويختتم روبيو سلسلة زيارات لمسؤولين أميركيين إلى إسرائيل هذا الأسبوع، بعد المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترمب، ونائب الرئيس جي دي فانس، في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ الـ10 من أكتوبر الجاري في قطاع غزة.
بموجب هذا الاتفاق الذي تم التفاوض عليه على أساس خطة ترمب، سلمت "حماس" في الـ13 من أكتوبر الرهائن الـ20 الأحياء التي كانت تحتجزهم مع فصائل فلسطينية أخرى، مقابل نحو 2000 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
كما تسلمت إسرائيل 15 من إجمالي 28 رفات رهائن تعهدت "حماس" إعادتها، وقالت الحركة الفلسطينية إنها بحاجة إلى مزيد من المعدات والوقت للبحث عن بقية الجثامين وتسليمها.
وحذّر الرئيس الأميركي، الإثنين الماضي، من أنه إذا لم تحترم "حماس" شروط وقف إطلاق النار، فسيتم "القضاء عليها".
