نتنياهو يأمر بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية و"حماس" تؤكد التزامها بوقف النار وتعلن العثور على رفات رهينة





تل أبيب / غزة / عواصم/ 14 أكتوبر / متابعات:
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، تعليمات لقوات الأمن بالتحرك بقوة ضد أهداف داخل قطاع غزة، متهماً حركة "حماس" بانتهاك وقف إطلاق النار.
وقال مكتب رئيس الوزراء، ضمن بيان "في أعقاب انتهاك ’حماس‘ لوقف إطلاق النار، عقد رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات مع وزير الدفاع وكبار المسؤولين الأمنيين، وأصدر توجيهاته بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة".
وأكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن إسرائيل تواصل الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصادر أميركية وإسرائيلية، إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية مسبقاً بضرباتها في غزة.
أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم التزام الحركة باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، نافية علمها بوقوع اشتباكات في رفح جنوب قطاع غزة، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية.
وقالت "القسام" ضمن بيان عبر "تيليغرام"، "نؤكد التزامناً الكامل بتنفيذ كل ما اتفق عليه، وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة".
وأضافت "لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب خلال مارس الماضي.
وأعلن الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الأحد، العثور على رفات أحد الرهائن الإسرائيليين، وقال إنه سيُسلمه إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم "في حال كانت الظروف الميدانية مهيأة لذلك".

وأكدت الحركة أن أي "تصعيد" إسرائيلي سيعوق عمليات البحث، وذلك بعد وقت قصير من إعلان إسرائيل شنّ غارات جوية وقصف مدفعي على أهداف في جنوب غزة وسط خلافات بخصوص انتهاك وقف إطلاق النار.
وشنت طائرات إسرائيلية اليوم الأحد غارتين على جنوب قطاع غزة، وفق شهود وتقارير إعلامية، فيما اتهم مسؤول عسكري حركة "حماس" بخرق اتفاق وقف إطلاق النار ومهاجمة القوات الإسرائيلية.
وأفاد شاهدا عيان فلسطينيان وكالة الصحافة الفرنسية بأن اشتباكات اندلعت في منطقة لا تزال تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية بمدينة رفح جنوب القطاع، تلتها غارتان جويتان.
وقال المسؤول إن مقاتلي "حماس" هاجموا القوات الإسرائيلية بنيران قناصة وقذيفة صاروخية موجهة، وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحادثتين "وقعتا في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية شرق الخط الأصفر، هذا انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار".
أكدت إسرائيل الأحد أن الجثة الثانية من بين جثتي رهينتين سلمتهما "حماس" ليل السبت/ الأحد هي لعامل مزارع تايلاندي قتل خلال هجوم الحركة في السابع من أكتوبر 2023، واحتجز جثمانه في قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن الجيش أبلغ عائلة الرهينة سونتايا أوكارسري أن جثمانه أعيد إلى إسرائيل وتم التعرف إليه رسمياً.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد إن الجيش شن هجوماً في غزة، في وقت تتبادل فيه إسرائيل الاتهامات مع حركة "حماس" في شأن انتهاكات لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بهدف إنهاء الحرب في القطاع. ولم يصدر تعليق بعد من الجيش على الهجوم الذي وردت تقارير في شأنه.
وفيما قال القيادي بـ"حماس" عزت الرشق إن الحركة تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة أنها تسلمت الأحد جثامين 15 فلسطينيا عبر الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الفلسطينيين التي تم تسلمها إلى 150.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على اسرائيل أن تسلم جثامين 15 فلسطينيا في كل مرة تتسلم جثة رهينة.

بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقاً حتى إشعار آخر وإن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة "حماس" جثث الرهائن المتوفين، بينما واصل الطرفان تبادل الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
جاء بيان نتنياهو أمس السبت بعدما أعلنت السفارة الفلسطينية لدى القاهرة إعادة فتح معبر رفح اعتباراً من غد الإثنين "لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر".
وتتبادل الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" منذ أيام الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر أمس السبت إنها تلقت "تقارير موثوقة تشير إلى انتهاك وشيك لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل ’حماس‘ ضد سكان غزة"، وأضافت أن الهجوم المخطط ضد المدنيين الفلسطينيين سيكون "انتهاكاً مباشراً وجسيماً لاتفاق وقف إطلاق النار". وأكدت الوزارة في بيان "في حال مضت ’حماس‘ قدماً في هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار"، ولم تقدم تفاصيل بهذا الشأن.
ونفت "حماس" اليوم الأحد الاتهامات الموجهة لها حول "هجوم وشيك" أو "انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار"، واتهمت السلطات الإسرائيلية بتشكيل وتسليح وتمويل "عصابات إجرامية" نفذت عمليات قتل وخطف وساعدت في أعمال نهب.
وقالت الحركة في بيانها إن "الأجهزة الشرطية في غزة، وبمساندة أهلية وشعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، حماية للمواطنين وصوناً للممتلكات العامة والخاصة".
ودعت "حماس" الإدارة الأميركية إلى "التوقف عن ترديد رواية الاحتلال المضللة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار".
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه سيبحث السماح للقوات الإسرائيلية باستئناف القتال في غزة إذا لم تمتثل "حماس" لالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي توسط فيه.
وأطلقت الحركة حملة أمنية في المناطق الحضرية التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، واستعرضت قوتها من خلال عمليات إعدام علنية واشتباكات مع عشائر محلية مسلحة.
قالت "حماس" في بيان أصدرته أمس السبت إن قرار نتنياهو "منع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يعد خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكراً للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة".
وذكرت في البيان أن "استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض ومنع دخول التجهيزات والفرق المتخصصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث".
ومعبر رفح مغلق بصورة شبه تامة منذ مايو عام 2024.
وأعلنت إسرائيل في وقت لاحق أنها تسلمت جثتي رهينتين من الصليب الأحمر، مما يعني تسلمها 12 جثة من أصل 28 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وتسببت الحرب في كارثة إنسانية في غزة وشردت جميع سكان القطاع تقريباً، وأكد مرصد عالمي للجوع حدوث مجاعة بالقطاع بينما تعاني السلطات الصحية ضغوطاً شديدة للتعامل مع المرضى والمصابين.
ويعكس الخلاف في شأن إعادة الجثث وشحنات المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة مدى هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، ويهدد بعرقلة الاتفاق إلى جانب قضايا رئيسة أخرى مدرجة في خطة ترمب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب.
وبموجب الاتفاق أفرجت حركة "حماس" عن جميع الرهائن الإسرائيليين الـ20 الأحياء الذين ظلت تحتجزهم مدة عامين، مقابل إطلاق سراح نحو 2000 معتقل وسجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية اليوم الأحد التعرف على جثة رونين إنغل، أحد الرهينتين اللذين سلمت "حماس" رُفاتهما مساء أمس السبت للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه "أبلغ عائلة الرهينة رونين إنغل" بتسلم رفاته، وهو ما أكده مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معلناً مرة جديدة أن إسرائيل لن تقوم بـ"أي مساومة"، ولن تدخر جهداً "إلى أن تتم استعادة كل الرهائن الذين قُتلوا".
لكن إسرائيل تقول إن "حماس" تتباطأ في تسليم جثث الرهائن، وتقول الحركة إن العثور على بعض الجثث وسط الدمار الواسع في غزة يحتاج إلى وقت.
ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لمقاتلين فلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين، وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 من جثث المقاتلين مقابل كل جثة رهينة تسلمتها.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار أيضاً على زيادة المساعدات إلى القطاع، إذ قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس الماضي إن مئات الآلاف من السكان يهددهم خطر المجاعة.
وبعد قطع الإمدادات في مارس مدة 11 أسبوعاً بدأت إسرائيل في السماح بدخول مزيد من المساعدات المقدمة إلى غزة في يوليو واستمرت في زيادتها منذ وقف إطلاق النار.
وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه منذ وقف إطلاق النار دخل قطاع غزة يومياً نحو 560 طناً من الغذاء في المتوسط، وهو معدل أقل بكثير من حجم المطلوب.
ولا تزال هناك عقبات جسيمة أمام خطة ترمب لإنهاء الحرب، ولم تحل بعد قضايا رئيسة تتعلق بنزع سلاح "حماس" وكيفية إدارة غزة، وتشكيل "قوة استقرار" دولية والخطوات اللازمة من أجل إقامة دولة فلسطينية.
من جهته أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة أن إدخال المساعدات الطارئة وتقديم الخدمات الأساسية في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب على مدى عامين "مهمة هائلة".

وقال فليتشر لوكالة الصحافة الفرنسية في حي الشيخ رضوان، حيث عاين حجم الدمار، "جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول إلى أرض خلاء". وأضاف، "لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوماً لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يومياً، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس".
وقال فليتشر الذي دخل قطاع غزة أول أمس الجمعة إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمامه "مهمة هائلة، لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا كثيراً"، مضيفاً "هناك عمل هائل يتعين القيام به".