




شبوة / 14 أكتوبر/خاص :
عبدالله المسروري :
في زمنٍ تتسابق فيه الأمم نحو التقدم، تُسطّر محافظة شبوة فصلًا جديدًا من فصول الريادة، بقيادة المحافظ الشيخ عوض محمد بن الوزير، الذي لم يكتفِ بإدارة شؤون المحافظة، بل حمل على عاتقه مشروعًا حضاريًا متكاملًا يُعيد تشكيل هوية شبوة، ويُرسّخ مكانتها كمنارةٍ للعلم، ورافعةٍ للتنمية، ومنبرٍ للفكر الحر.
لقد آمن المحافظ ابن الوزير بأن التنمية لا تُقاس فقط بالمشاريع الخدمية والبنى التحتية، بل تُقاس بما يُزرع في العقول، ويُبنى في الوعي، ويُغرس في وجدان الأجيال، ومن هذا المنطلق، انطلقت شبوة في عهده نحو حراكٍ شاملٍ في مختلف القطاعات.
وفي قلب هذا الحراك، يبرز معرض شبوة السادس للكتاب كحدثٍ مفصلي، لا يُجسّد فقط عودة الكلمة إلى مكانتها، بل يُعلن أن شبوة اختارت أن تُخاطب العالم بلغة الفكر، وأن تبني الإنسان قبل البنيان.
تدشين ثقافي مهيب
ففي مشهدٍ يليق بمكانة شبوة الحضارية، دشّن المحافظ الشيخ عوض محمد بن الوزير، رئيس المجلس المحلي، فعاليات معرض شبوة السادس للكتاب لعام 2025، في مركز الشاعر يسلم بن علي الثقافي بمدينة عتق، بحضور الأمين العام للمجلس المحلي عبدربه هشلة ناصر، ورئيس المجلس الانتقالي بالمحافظة الشيخ لحمر علي لسود، وعدد من قيادات السلطة المحلية، وكوكبة من المثقفين والمهتمين بالشأن المعرفي.
ابن الوزير راعٍ للثقافة
افتتاح المعرض لم يكن قص شريط رمزياً، بل كان إعلانًا صريحًا عن التزام المحافظ ابن الوزير بدعم الثقافة كركيزة أساسية في مشروع التنمية الشاملة.
وقد طاف المحافظ ابن الوزير بأجنحة المعرض، متفقدًا آلية العرض والتصنيف النوعي للإصدارات، مشيدًا بحجم المشاركة والتنظيم المتقن، ومؤكدًا أن شبوة تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز إشعاع فكري في الوطن والمنطقة.
وفي تصريح، عبّر المحافظ ابن الوزير عن فخره بهذا الحدث، مشيرًا إلى أن الكتاب هو بوابة الوعي، وأن شبوة لن تتراجع عن دورها الريادي في احتضان الفكر والمثقفين، داعيًا الشباب إلى الانخراط في هذا الحراك الثقافي والاستفادة من كنوز المعرفة المعروضة.
مشاركة عربية واسعة
بحسب مدير عام فرع الهيئة العامة للكتاب بالمحافظة، خالد سالم فرج، يشهد المعرض هذا العام توسعًا غير مسبوق، حيث ارتفع عدد دور النشر من 24 في العام الماضي إلى 46 دار نشر ومكتبة من سبع دول عربية في هذا العام: اليمن، مصر، السعودية، الأردن، الكويت، لبنان والإمارات.
وتعرض هذه الدُّور أكثر من 180 ألف كتاب موزعة على 40 ألف عنوان، تغطي طيفًا واسعًا من المعارف والعلوم والآداب.
هذا الحضور العربي الكثيف يُعد شهادة على نجاح شبوة في ترسيخ مكانتها الثقافية، وعلى قدرة قيادتها، ممثلةً بالمحافظ بن الوزير، على تحويل الطموح إلى واقع ملموس.
أثر تعليمي متجدد
يمثّل معرض شبوة السادس للكتاب رافدًا تعليميًا بالغ الأهمية، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية في الوطن.
فقد أتاح المعرض للطلاب والمعلمين فرصة نادرة للاطلاع على مصادر معرفية حديثة، تتجاوز حدود المناهج التقليدية، وتفتح آفاقًا جديدة للفهم والتحليل.
كما ساهم في تعزيز ثقافة البحث والاطلاع، وغرس حب القراءة في نفوس النشء، عبر أنشطة موجهة للمدارس والجامعات، وورش تدريبية تُعنى بتطوير المهارات الفكرية.
هذا الحراك المعرفي يُعيد الاعتبار للكتاب كأداة تعليمية أصيلة، ويُرسّخ قناعة بأن التعليم لا يكتمل إلا حين يُلامس الكتاب عقل الطالب وقلبه.
الشباب في قلب المشهد
جاء معرض شبوة السادس ليُعيد تشكيل العلاقة بين الشباب والكتاب، حيث تحوّل الجيل الجديد من متلقٍ سلبي إلى مشاركٍ فاعل في صناعة الوعي.
فقد شهدت أروقة المعرض حضورًا شبابيًا كثيفًا، تخللته نقاشات فكرية، واهتمام ملحوظ بالإصدارات العلمية والأدبية، ما يُشير إلى تحوّل نوعي في اهتمامات الشباب وتطلعاتهم.
وقد ساهمت الفعاليات المصاحبة في تحفيزهم على القراءة النقدية، والانخراط في الحوار، وتكوين رؤى مستقلة، ما يُعزز من دورهم كمحرك أساسي في نهضة شبوة الثقافية.
المرأة.. شريك في البناء الثقافي
في معرض شبوة السادس للكتاب، لم تكن المرأة مجرد زائرة أو متلقية، بل كانت فاعلة ومبادرة، حاضرةً في أجنحة العرض، وفي منصات النقاش، وفي إدارة الفعاليات الثقافية المصاحبة.
وقد أتاح المعرض للمرأة الشبوانية مساحة للتعبير، وفرصة لإبراز إسهاماتها الفكرية، في مشهدٍ يُعيد الاعتبار لدورها الريادي في بناء المجتمع.
ومن خلال مشاركتها، أثبتت المرأة أنها ليست على هامش الثقافة، بل في صميمها، وأنها قادرة على صياغة خطاب معرفي متزن، يُلامس الواقع ويُحاكي المستقبل.
معرض بحجم الطموح
ما يميز معرض شبوة السادس للكتاب ليس فقط اتساع رقعته الجغرافية أو كثافة مشاركته، بل انسجامه التام مع طموحات المحافظة في أن تكون حاضنةً للفكر العربي، ومنصةً للحوار الثقافي.
فالمعرض، بحجمه ومضمونه، يُعبّر عن نضجٍ مؤسسي، وقدرة تنظيمية عالية، وإرادة سياسية تُدرك أن الكتاب هو بوابة المستقبل، وأن شبوة تستحق أن تكون في قلب المشهد الثقافي العربي.
شبوة تكتب مستقبلها بالحبر لا بالضجيج
يُعد معرض شبوة السادس للكتاب عنوانًا لمرحلة جديدة تُعيد الاعتبار للكلمة، وتُكرّس حضور الفكر في قلب مشروع التنمية.
وفي ظل قيادة واعية يُجسّدها المحافظ عوض بن الوزير، تتحول شبوة من محافظةٍ تُذكر في الهامش إلى محافظةٍ تُكتب في المتن، وتُقرأ في ضمير الوطن.
فمن بين رفوف الكتب، ومن داخل أروقة المعرض، تُولد الأفكار، وتُصاغ الرؤى، وتُبنى جسورٌ نحو المستقبل، وشبوة اليوم لا تُراهن على الحاضر فقط، بل تُراهن على الإنسان، على العقل، على المعرفة... وتلك هي الرهانات التي لا تخسر.

