دمشق و"قسد" تتبادلان الاتهامات في شأن أحداث عنف خلفت قتيلين وتركيا تهدد بالتدخل العسكري


دمشق / 14 أكتوبر / متابعات:
اتفقت قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد مساء أمس الإثنين على خفض التصعيد في مدينة حلب شمال البلاد، وذلك بعد موجة هجمات تبادل الطرفان الاتهامات حولها، والتي أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين في الأقل وإصابة آخرين.
وأعلن محافظ حلب تعليق الدراسة موقتاً في جميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة اليوم الثلاثاء، فضلاً عن إغلاق المكاتب الحكومية في وسط المدينة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن وزارة الدفاع القول إن القيادة العامة للجيش أصدرت أمراً بوقف استهداف مصادر نيران قوات سوريا الديمقراطية. فيما أكدت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لاحق أنها أصدرت تعليمات بوقف تبادل الهجمات مع القوات الحكومية عقب اتصالات خفض التصعيد.
وقالت وزارة الصحة السورية إن شخصين قُتلا فيما أصيب عدد آخر بجروح جراء قصف شنته قوات سوريا الديمقراطية على أحياء سكنية في المدينة. وشملت قائمة المصابين طفلين واثنين من العاملين في الدفاع المدني.
واندلعت أعمال العنف بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته لدمشق بأن قوات سوريا الديمقراطية لا تعتزم فيما يبدو الوفاء بالتزامها بالاندماج في القوات المسلحة للدولة بحلول الموعد النهائي المتفق عليه بنهاية العام.
وتنظر تركيا إلى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، على أنها منظمة إرهابية وحذرت قائلة إنها قد تلجأ إلى العمل العسكري إذا لم تحترم الجماعة الاتفاق.
وفي شأن دمج قوات سوريا الديمقراطية أن ينهي أعمق انقسام متبق في سوريا، لكن عدم حدوث ذلك ينذر باندلاع صراع مسلح ربما يعوق خروج البلاد من حرب استمرت 14 عاماً، وقد يؤدي أيضاً إلى تدخل تركيا، التي هددت بشن توغل ضد المسلحين الأكراد الذين تصنفهم إرهابيين.
وتبادل الطرفان الاتهامات بالمماطلة وسوء النية. وتتحفظ قوات سوريا الديمقراطية على التخلي عن الحكم الذاتي الذي نالته بصفتها الحليف الرئيس للولايات المتحدة
خلال الحرب، والذي مكنها من السيطرة على سجون تنظيم "داعش" الإرهابي وموارد نفطية وفيرة.

وذكرت "سانا" نقلاً عن وزارة الدفاع في وقت سابق أن قوات سوريا الديمقراطية شنت هجوماً مباغتاً على قوات الأمن والجيش في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، مما أسفر عن وقوع إصابات.
وأنكرت قوات سوريا الديمقراطية ذلك الاتهام وقالت إن الهجوم نفذته فصائل تابعة للحكومة السورية، وإن هذه الفصائل استخدمت الدبابات والمدفعية خلال هجماتها على الأحياء السكنية في المدينة.
