خبر رحيله تلقيناه صادما كالصاعقة المزلزلة، لقد كان جميلا خلوق المعشر في الدنيا وفي حياتنا المهنية.. وحملت في طياتها جثمانه وروحه الطاهرة إلى بارئها، بعد أن ارتقت روحه وجسده من آلام المرض ونكران الجميل.
إنه عزيزنا وفقيدنا سالم الفراص، الأخ الذي لا يُعوض وزميل المشوار الطويل في عملنا الصحفي، الذي عشناه معـًا على الحلو والمر، الذي كان سندا ودافعا لنا في عملنا وفي الصعوبات التي تواجهنا في مشاق العمل الصحفي اليومي.
آآآآآآآه يا رفيق المشوار الطويل، رحيلك عنا هو جرح في ثنايا الزمن، جرح لا يندمل، وسيظل شاهدًا على صبرك وعظمة كبريائك، ولم أجد كلمات أنعى بها بعد وفاتك، ورحيلك عنا المفاجئ والمؤلم بعد صراع مع المرض، توفيك حقك ومكانتك في قلوبنا، وفي صحيفتنا ومكانك الخالي الذي لم ولن يملأه أحد بعد رحيلك وهو شاهد عيان على جحود الآخرين وخيبة الأمل، التي لحقت بك من كل الذين من حولك، ولم يشفع لك عندهم انحناء ظهرك وأنت منكب على عملك بكل إخلاص وتفانٍ، رغم آلام المرض وشدة الاعياء والمكابرة على الذات والمر، وحبـًا في العمل المهني الشاق.
أخي «أبو زرياب» كنت وما زلت قدوتنا التي نفتخر بها بوجودك معنا، وحتى بعد رحيلك عنا وأنت من رعيلنا الأول الذي لا يُعوض، والذين رحلوا في قافلة الصحافيين والصحافيات بصمت، وهم «متألمون بجراحهم»، وسط جحود الآخرين وطي صفحتهم في ذاكرة الزمن الجميل.
وما زالت ذكراهم محفورة في ذاكرتنا، ولن تمحى برحيلهم أو برحيلك عنا، ولن يحتل مكانك أحد في حياتنا، وفي أقلامنا التي أخذت منك صدق التعبير وسيف الحقيقة، وفي كل مقالاتنا وكتاباتنا الصحفية المستمدة منك الجراءة والإيمان بكلمة الحق وأمانة العمل المهني الصحفي، الذي هو صوت الحق وصرخة الشعب في وجه الباطل والظلم والفساد.
وداعـًا .... وداعـًا.... وداعـًا أخي وعزيزي سالم.. نم قرير العين وانضم إلى قافلة الأعزاء الذين رحلوا بصمت، وظل وجودهم باقياً فينا طول العمر وإلى الأبد ومنارًا لنا في مهنة الشرف، ومهنة المتاعب حتى نلحق بركابكم لنكون ذكرى حلوة، لمن يحمل ويقدر مهنتنا وأقلامنا الصحفية بكل أمانة وجدارة، حتى لا تضيع تضحياتكم وتضحياتنا هباءً.. سنظل نعمل «بصمت يسمو فوق كل جراح».