فانس يتحدث عن تأخير مشروع طهران لأعوام وهيغسيث يرى أن الهجمات حققت نجاحاً مذهلاً وساحقاً





واشنطن / تل أبيب / طهران / 14 أكتوبر / متابعات:
اعتبر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس اليوم الأحد أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع إيرانية أخرت "إلى حد كبير" قدرة إيران على تطوير سلاح نووي.
وقال فانس لقناة "أي بي سي" الأميركية "لا أريد الخوض في المعلومات الاستخباراتية الحساسة، لكننا نعرف أننا أخرنا البرنامج النووي الإيراني إلى حد كبير الليلة الماضية، أكان لأعوام أو أكثر من ذلك".
وأوضح "لسنا في حرب مع إيران، نحن في حرب ضد برنامج إيران النووي، وأعتقد بأن الرئيس (دونالد ترمب) اتخذ خطوة حاسمة لتدمير هذا البرنامج الليلة الماضية".
وقال ترمب في وقت مبكر من اليوم إن واشنطن هاجمت منشآت إيران النووية الثلاث في فوردو ونطنز وأصفهان، مضيفاً أن "الآن وقت السلام".
وأردف الرئيس الأميركي في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، نفذنا هجوماً ناجحاً على فوردو ونطنز وأصفهان"، وأن "طائراتنا في طريق العودة". وأكد أن "حمولة كبيرة من القنابل أُلقيت على فوردو، ولا جيش في العالم يستطيع فعل ما فعلناه".
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث اليوم إن الضربات العسكرية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحاً مذهلاً وساحقاً، إذ قضت على طموحات طهران النووية.
وتدفع هذه العملية الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهراً، مع حروب في غزة ولبنان والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا.
وقال هيغسيث للصحافيين في إفادة "جرى القضاء على طموحات إيران النووية"، مضيفاً أن القصف لم يستهدف قوات أو مواطنين إيرانيين.

وأردف أن "العملية التي خطط لها الرئيس ترمب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أن الردع الأميركي عاد. وعندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت".
إيرانياً، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي اليوم بعد الضربات الأميركية أن المعرفة التي اكتسبتها طهران في المجال النووي لا يمكن تدميرها.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن كمالوندي قوله إن "على الجميع أن يعلم أن هذه الصناعة النووية متجذرة في إيران، ولا يمكن اقتلاع جذور هذه الصناعة الوطنية"، مضيفاً "صحيح أن أضراراً لحقت بنا، لكنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هذه الصناعة لأذى".
وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين اليوم أن القوات الأميركية استخدمت سبع قاذفات شبح من طراز "بي-2"، مشيراً إلى أن الهجوم لم يقابل بردّ من الدفاعات الإيرانية.
وفي معرض كشفه عن تفاصيل العملية التي أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، أوضح كاين أن "سلسلة الضربات الرئيسة تضمنت سبع قاذفات شبح بي-2"، حلقت 18 ساعة انطلاقاً من البر الأميركي إلى إيران، تخللتها عمليات إمداد بالوقود في الجو.
وبحسب كاين، شملت الضربات 14 قنبلة خارقة للتحصينات وأكثر من 24 صاروخ "توماهوك" ومشاركة أكثر من 125 طائرة عسكرية.

وأضاف أنه لم تسجل "طلعات للمقاتلات إيرانية ويبدو أن أنظمة الصواريخ أرض- جو الإيرانية لم ترصدنا خلال المهمة"، مردفاً "احتفظنا بعنصر المفاجأة".
ودان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم "العدوان" الأميركي عقب ضرب الولايات المتحدة لمنشآت نووية في إيران، متهماً واشنطن بالوقوف خلف الهجوم الذي بدأته إسرائيل ضد بلاده الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن بزشكيان قوله إن "هذا العدوان أظهر أن الولايات المتحدة هي العامل الأساس وراء الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل ضد إيران"، معتبراً أن واشنطن تدخلت بعدما لمست "العجز الواضح" لدى حليفتها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق إيران دفعتين من الصواريخ على إسرائيل صباح اليوم، بعد ساعات من توجيه الضربات الأميركية.
وأُطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وسُمع دوي انفجارات قوية، بحسب ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية ، بعد إعلان الجيش رصد إطلاق دفعة من الصواريخ في عاشر أيام الحرب بين الجانبين.
وقالت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية في بيان قرابة الساعة 07:30 (04:30 ت غ) "قبل وقت وجيز، رصد الجيش إطلاق صواريخ من إيران نحو أراضي دولة إسرائيل. تعمل أنظمة الدفاع الجوي على اعتراض التهديد"، داعية السكان الى الاحتماء في الأماكن المحصنة والملاجئ. وأطلقت الصفارات في شمال إسرائيل ووسطها، بحسب الجبهة.
وأصدرت الجبهة الداخلية بياناً مشابهاً قرابة الساعة 08:10 (05:10 ت غ).

وكان الرئيس الإيراني توعد إسرائيل أمس بردّ "أكثر تدميراً" على هجماتها، مشدداً على رفضه وقف البرنامج النووي.
وفي طهران أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز، وأن القرار النهائي بشأن الإجراء مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية بالبلاد.
ولم يحسم بعد قرار إغلاق المضيق، الذي يمر عبره حوالي 20% من تدفقات النفط والغاز العالمية.
لكن النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال لنادي الصحافيين الشباب، اليوم الأحد، إن إغلاق المضيق مطروح "وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال، خلال مؤتمر صحافي من إسطنبول في وقت سابق من اليوم، إن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى، وبسؤاله عن إمكانية إغلاق بلاده لمضيق هرمز، قال عراقجي إن "كل الخيارات مطروحة".
وذكرت تقارير، اليوم الأحد، أن البرلمان الإيراني سيدرس انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، في أعقاب الضربات الأميركية على منشآت نووية.
وقالت سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية بالبرلمان إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية.
غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، بعد ساعات من قصف طائرات حربية أميركية منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو ومواقع أصفهان ونطنز النووية.
يشار إلى أن مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه حوالي 55 كيلومترا، طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط العالمية.

ويمر عبر مضيق هرمز أكثر من 21 مليون برميل نفط يومياً، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله أكثر نقاط الاختناق حساسية في العالم. ومع تصاعد التوترات، بدأت شركات الشحن تتجنب المرور عبره، وارتفعت أسعار التأمين على السفن بنسبة تفوق 60%.
وتعتمد إيران نفسها على مضيق هرمز لتصدير نفطها واستيراد السلع. كما أن أي إغلاق سيضر بحلفائها، وعلى رأسهم الصين، التي تستورد أكثر من 75% من صادرات النفط الإيراني.