حقيقة، ومنذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، بدأت الجامعة الوطنية تنهض كمنارة أكاديمية علمية يسطع نورها في كل أنحاء اليمن. تأسست عام 1994 كأول جامعة أهلية في اليمن. ومن يتابع سير النجاحات التي حققتها الجامعة منذ إنشائها حتى اليوم سوف يدرك دون مشقة أو عناء أن هذا الصرح التعليمي العملاق قد حقق العديد من الإنجازات الباهرة، والتي انعكست إيجابياتها المباشرة والتلقائية على جودة مخرجاتها. يشيد القاصي والداني بتلك الجهود، والتي تحققت على أرض الواقع من خلال تقارير سير العملية التعليمية في الجامعة، لاسيما زيادة أعداد الطلبة المقبولين في الجامعة، والتي تضاعفت إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات الأخيرة.
والجامعة، بعد الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها، تسعى اليوم لتنفيذ سلسلة من المشروعات الأكاديمية المستقبلية، التي من شأنها النهوض بهذا المرفق التعليمي المهم. ولا شك أن كل ما تحقق من إنجازات، وما سوف يتحقق مستقبلاً -بإذن الله وعونه- يعود في أساسه إلى الجهود المبذولة من قبل المسؤولين عن الجامعة من مجلس الإدارة وهيئة المديرين وإدارة الجامعة للنهوض وتطوير سير العملية التعليمية فيها وتحديثها ورفع المستويات المشهودة لمخرجاتها.
بدأت الجامعة منذ تأسيسها بالاهتمام الخاص بالاستثمار في تعليم أبناء الوطن وتميز مؤسسات التعليم العالي الوطنية والارتقاء بجودة مخرجاتها وفق أعلى المعايير العالمية. وتتطلع قيادات الجامعة إلى أن تكون جامعاتنا الوطنية منارات علمية رائدة عالميًا قادرة على بناء كوادر مؤهلة علميًا وعمليًا ومنفتحة على مختلف الثقافات ومتفاعلة معها وتلبي احتياجات سوق العمل وتعزز جهود البحث والتطوير في الدولة.
وتجديد وتطوير برامجها التعليمية لتعزيز جودة مخرجاتها وتبني الأدوات التعليمية المبتكرة، وبناء الشراكات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الرائدة عالميًا واستقطاب الكفاءات العلمية والباحثين المتميزين لمواكبة التطورات والمتغيرات العلمية والتقنية في العالم.
حقيقة، نستطيع أن نقول إن الجامعة الوطنية خلال واحد وثلاثين عامًا قد تخرج منها على مدار عقود قيادات وطنية ساهمت في مسيرة البناء والتنمية، حيث باتت الجامعة تنافس أعرق الجامعات المحلية من خلال وضع الاستراتيجيات للجامعة كخريطة الطريق التي رسمتها الأمس واليوم وللسنوات المقبلة من مرتكز حرصها إعداد جيل من الخريجين والخريجات المؤهلين للمساهمة بكفاءة في سوق العمل في الدولة والتأقلم مع المتغيرات الإقليمية والعالمية.
الجامعة، ومن خلال كلياتها وخططها، تتطلع إلى تأكيد موقعها كوجهة للتعليم التطبيقي، وذلك بالتركيز على تعزيز نموذج التعليم المبني على المهارات والكفاءات وليس فقط على المعرفة، بالإضافة إلى تنمية المواهب والقدرات من خلال برامج وخدمات تعليمية تلبي الاحتياجات الفردية للطلبة إلى جانب تبني تكنولوجيا التعليم بما يخلق بيئة تعليمية مبتكرة وممتعة للطلبة تماشيًا مع تطبيق نموذج التعليم الهجين.
وترتكز استراتيجية الجامعة على محاور عدة، منها: البناء العلمي والتربوي للطالب لتحسين البيئة التعليمية من خلال استحداث مجموعة من التخصصات التي تخدم الشباب والمجتمع المحلي المواكبة لسوق العمل مثل ريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني والتواصل الاجتماعي.
وتركز الجامعة الوطنية على أهمية الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا المعلومات في جميع مجالات العمل وكذلك الأهمية المتزايدة للبيانات في مختلف القطاعات الاقتصادية.