مستشفى عبود العسكري خدمات طبية للقوات المسلحة




14أكتوبر/ خاص:
تأسس مستشفى عبود العسكري في عهد الاستعمار البريطاني وكان الهدف منه معالجة وتطبيب جنود القوات المسلحة الملكية البريطانية وكان يعتبر من افضل المستشفيات في المنطقة. وبعد استقلال الجنوب آلت ملكيته لجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتعود تسميته نسبة الى اللواء الشهيد عبود احمد مهيوب احد الفدائيين في الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي، وقد لعب المستشفى دورا هاما في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين خلال فترة الحروب التي شهدتها اليمن، وفي الوقت الحالي يعتبر من اهم المستشفيات في محافظة عدن حيث يقدم خدماته الطبية لمختلف فئات المجتمع لاسيما العسكريين وأسرهم .
مهام المستشفى
الدكتور/ عارف الداعري، رئيس دائرة الخدمات الطبية للقوات المسلحة والأمن الجنوبي في مستشفى عبود العسكري، يقول عن مهـام المستشفى: «دائرة الخدمات الطبية تعني بعلاج أفراد القوات المسلحة الجنوبية والأمن، وكذا الجرحى القادمين من الجبهات، حيث كنا في السابق نعتمد اعتمادا كاملا على المستشفيات الخاصة، لكن في الآونة الأخيرة تم تفعيل مستشفى عبود العسكري ووقع الاختيار عليه ليكون حضانة بيئية علاجية لكل أفراد القوات المسلحة والأمن الجنوبي ودوائر وزارة الدفاع وجميع الجبهات والحالات الإنسانية والمقاومة».
تطور المستشفى
وأوضح الداعري قائلاً: التخصصـات الموجودة لدينا في المستشفى، عيادات بناها الألمان هدية في عام (2011م)، ومركز تسهيل، حيث كانت شبه معطلة عندما تم تسليم المستشفى إلى الخدمات الطبية العسكرية الجنوبية، تم تفعيل العيادات بكامل التخصصات من (عيادة العيون والأنف والحنجرة، عيادة العظام، عيادة الباطنية والصدرية والمخ والأعصاب حتى النساء والودلاة والأطفال) تم تفعيلها تفعيلا نوعيا بكافة الأجهزة والمرجعيات، كما تم رفدها بالكوادر الطبية النوعية، ومن ثم اتجهنا بالتدريج إلى الأقسام التشخيصية مثل: (مناظير الجهاز الهضمي مثل تلفاز القلب والمختبرات الحديثة، بنك الدم، قسم الأشعة وقسم العلاج الطبيعي)، مضيفاً: عملنا على تنشيط مركز الغسيل الكلوي فبعد ما كان يعمل فترة واحدة فقط أصبح يعمل الآن فترتين وكل فترة من (3) إلى (4) ساعات .
واشار قائلا : «لقد أصبح المركز يستقبل أكثر من (65) مريضا، طبعاً (72 %) منهم مدنيون، ورفعنا فيه الخدمة وقدمناها بشكل مجاني، كما وفرنا المواد بمساعدة المؤسسة الاقتصادية عدن وذلك لمدة عام كامل والآن بمساعدة وزارتي الصحة والمالية، كما تم فتح مدرسة الجندوح للتدريب والتأهيل وتفعيل الكورسات لتدريب الكادر الطبي في مختلف المجالات منها مجال الطوارئ ومجال التمريض ودورات طبية إسعافية مستعجلة للممرضين الموجودين بتأهيل عال».
دعم سخي
وأشار د. عارف «تم بناء مخازن مركزية للأدوية ومستلزمات المحاليل في تخزين نوعي خاضع للشروط والمعايير الدولية، ومن ثم جاءت الحاجة لأن يكون هناك أقسام للرقود، فقمنا ببناء أكبر مركز حيث يحوي المبنى على غرف الطوارئ من (50 - 100) مريض في اليوم الواحد حتى تم تقسيمها إلى قسم طوارئ وفرز لتوزيع العلاج ومن ثم مرحلة الصفراء (الغرف المختصة بالحالات المتوسطة) تحتاج إلى عناية مشددة وأيضاً الغرفة الحمراء (المختصة بالعناية المشددة الحرجة)، وتم إلحاقها بغرف عمليات جراحية على ثلاث غرف كبيرة على مستوى نوعي وعالٍ ومن ثم أجهزة طبية نوعية، ومركز تعقيم وغرف الأفارقة خاصة بالكادر التمريضي وملحقات بقسم عمليات العناية والطوارئ.. مشيراً الى أن من الأقسام التي تم استحداثها مؤخرا لعام 2025م، وتحديداً خلال هذا الأسبوع تم افتتاح أكبر قسم رقود صالة كبرى تتسع لـ(45) سريرا وبذلك نكون وصلنا في قسم الطوارئ إلى (75) سريرا، والآن أصبحت العمليات الجراحية متوفرة بجميع التخصصات من المخ والأعصاب إلى العيون والجلد، جراحة عامة، جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام، نحن الآن فقط نريد أن نوصل رسالة أن الخدمة مقتصرة على الجراحة المجانية (100 %) أما بقية الفئات مدنية طارئة.
حسن الحظ
ولفت الى أن من حسن الحظ أن الافتتاح خلال شهرين لأكبر قسم للرقود بمساعدة المؤسسة الاقتصادية عدن يتسع من(80 - 100) سرير قابلة للزيادة إلى(200) سرير بإذن الله تعالى وهناك مراكز تشخيصية كمركز العيون وجراحة العيون الحمد لله يعني وصلنا إلى كادر طبي مؤهل وأجهزة طبية مختلفة لكافة العمليات الجراحية والنوعية وأمراض العيون، كما استحدثنا الآن أهم قسم لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، واستكملنا كامل الأجهزة النوعية الخاصة بهذا القسم، وبإذن الله تعالى في النصف الأول من هذا العام سيتم بناء مركز لجراحة وزراعة الكلى والكبد واستكملنا التصميمات، حيث سيبنى فوق الأدوار مركز الغسيل الكلوي» .
الطاقم التمريضي
وتابع حديثه قائلا : «لدينا أكثر من (٨٠ %) من الكوادر الطبية الموجودة والمؤهلة بتقديم خدمة نوعية متميزة، حيث بدأنا في مرحلة التأهيل العالي النوعي للكادر في الدبلوم والبكلاريوس، كما بدأنا الآن في عملية تدريب واسعة في الخدمات النوعية.».

إدارة المستشفى
وأوضح الداعري قائلاً: «قمنا بإدخال نظام الجودة (جودة طبية شاملة) وهذا ما يميزنا عن الآخرين، حيث يُعد النظام عبارة عن معايير وسياسات وإجراءات معترف بها دولياً وصاغتها منظمات دولية وهي الجودة الطبية الشاملة في مجال تقديم الخدمات الطبية النوعية بحيث تكون محكمة في السياسات، كما عملنا على ادخال النظام المصري وهو جهاز مخلوط بالايزو وسوف نحصل على الاعتمادية، قريباً، بإشراف كادر طبي محترف من جمهورية مصر العربية بقيادة الدكتور/ إيهاب زهران، المحاضر الدولي بجامعة القاهرة في مجال جودة الخدمات الطبية الشاملة، كما انشأنا إدارة تدعى (إدارة الجودة) تدير المستشفى من ناحية مكافحة العدوى ومبدأ الأمن والسلامة والسجلات الطبية وكذا المراقبة والمتابعة كلها تديرها سياسات وإجراءات دولية».
الصعوبات
وعن الصعوبات التي واجهت عملهم يقول الداعري: «نحن مازلنا في حالة حرب، وضعنا تحت التدمير الممنهج منذ عام (1994م) دمرت فيه كل مؤسسات الدولة في الجنوب من بينها المستشفيات العامة والعسكرية التي طالها الاهمال وكساها النسيان».
مضيفاً «كما واجهتنا صعوبة عدم وجود كادر وسطي (فني تمريض، فني أشعة، فني مختبرات، فني عناية مركزة، فني صدر وعلاج طبيعي، تفاجأنا بكادر طبي مؤهل ونوعي لكنه بحاجة إلى الدعم»، مشيراً إلى أن كل الكوادر وطنية يعملون بكفاءة وحققنا اكتفاء ذاتيا في كل التخصصات.
وواصل حديثه قائلاً: «من ضمن الصعوبات التي واجهتنا أهمها عدم وجود ميزانية تشغيلية، علماً أن الجهة الوحيدة التي تدعمنا هي المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، مشكوراً، ورغم الدعم السخي المُقدم إلا إنه لا يلبي كل الاحتياجات، ناهيك عن عدم وجود مؤسسات داخل العاصمة عدن يوجد بها أجهزة طبية وكل الأجهزة نأخذها مستخدمة يعني عندما نذهب لأخذ جهاز جديد لازم من صنعاء وهناك صعوبة في عملية التوصيل والشراء وصعوبة في التركيب، بمعنى إذا اشتريت جهازا من الخارج لازم يرافقه شخص من الشركة نفسها لتركيبه».
كادر محلي 100 %
وأشار رئيس الخدمات الطيبة للقوات المسلحة والأمن، طبعاً نعتمد على الكادر المحلي 100 %، توفقنا بهذا المجال.. مؤكداً أن الجنوب فيه من الكوادر الطبية النوعية والمؤهلة في كافة التخصصات التي تمكنها من النهوض بالقطاع الصحي في حال توفرت الامكانيات والميزانية التشغيلية.
العلاج في الخارج
وعن العلاج في الخارج، أكد الداعري: منذ شهر نوفمبر من العام المنصرم 2024م، الغينا موضوع السفر للخارج من اجل العلاج وكل الجرحى يتم استقبالهم وعلاجهم داخل العاصمة عدن، حيث نستقبل يوميا من (5 - 10) من الجرحى من أبناء الجنوب، ناهيك عن جرحى القاعدة، الذين يصل عددهم إلى (20) شخصاً خاصة في عمليات التفجير التي تنشط فيها تلك العناصر الخارجة عن القانون بين الفينة والأخرى وبفضل الله والجهود التي تبذل لاجل تطوير الخدمات الطبية، استطاع المستشفى استقطاب كادر طبي مؤهل في كافة التخصصات الجراحية والباطنية والتخصصات الفرعية وكذا كادر تمريضي.

كوادر طبية مؤهلة
وقال عن الطاقم التمريضي المتواجد في المستشفى : «كنا نخاف من الكادر الوسطي، لكن وجدنا تقريباً أكثر من (80 ٪) من الكادر الموجود».. لافتاً الى أنه «الآن بدأنا في عملية التأهيل النوعي، حيث يوجد لدينا ممرضون على مستوى الدبلوم والبكلاريوس وبدأنا بتدريبهم بطريقة واسعة في مجال الخدمات النوعية في مجال الامراض التنفسية ومجال العناية المركزة، مجال فني العمليات، مجال التخدير ومجال مساعد في التمريض).. كما أننا بصدد افتتاح المعهد العالي للعلوم الصحية العسكرية للتأهيل ما بعد البكالوريوس والدبلوم من حيث الدورات النوعية».
توسع واستيعاب
وعن الخدمة التي يقدمها المستشفى هل فقط للعسكريين أم لكافة المدنيين يقوم: «إن تخصصنا لعلاج العسكريين والجرحى، لكن بعد أن تم التوسع استطعنا استيعاب المدنيين بسعر رمزي مقابل سعر التكلفة للعلاج، وعن العلاج في حالة الكوارث للمدنيين والعسكريين، يتم علاج الحالات الطارئة للمدنيين فقط».
تحري الدقة والمصداقية
يقول د. عارف الداعري، كلمتي اوجهها للإعلام أن الجنوب فيه خير وأن عدن آمنة، ونرجو منكم تحري المصداقية وإظهار عدن بمظهرها الحقيقي، لأن للإعلام دورا كبيرا بهذا الشأن، كما أود أن أقول إن المؤسسة الاقتصادية العسكرية فاتحة ذراعيها لكل الجرحى وكل الحالات الإنسانية والاصابات دون أي تمييز.