14 أكتوبر/ خاص:

قام اللواء/ عيدروس الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بجولة في محافظتي لحج وابين، التقى خلالها قيادات السلطة المحلية والهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي والقيادات الأمنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية، للاطلاع على اوضاع المحافظات.

- الوضع الإنساني يستدعي عملاً جاداً وإصلاحاً حقيقياً في مختلف القطاعات

- لحج كانت وما زالت وستبقى رمزاً للنضال والتضحيات التي سطرها أبناؤها بمختلف المحطات الوطنية

- عندما نتحدث عن لحج .. فإننا نتحدث عن انطلاقة شرارة الثورة الأولى

- أبين الإباء خاصرة الجنوب وقلبه النابض بالحياة

- ظلت أبين وما زالت وستبقى رمزًا للصمود والمواجهة والتحدي بوجه الإرهاب

- أبين دفعت نظير مكانتها وتاريخها ثمنًا باهظًا .. وسيظل دورها محفوظًا وخالدًا بسجل تاريخنا الوطني التحرري

حيت التقى اللواء/ الزبيدي، في محافظة لحج، نخبة من القيادات الإدارية والعسكرية والأمنية والشخصيات من مختلف شرائح المجتمع، وقال في اللقاء: إن لحج كانت وما زالت وستبقى رمزاً للنضال والتضحيات التي سطرها أبناؤها في مختلف المحطات الوطنية، واضاف: عندما نتحدث عن لحج، فإننا نتحدث عن انطلاقة شرارة الثورة الأولى، عن التضحيات الجسام التي قدمها رجالها الأوفياء، عن أبطال بحجم جواس، وأبو اليمامة، وعمر سعيد الصبيحي وغيرهم من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم فداءً للوطن.

وأشار إلى الإرث التاريخي والحضاري الذي تمتلكه لحج، بدءًا من نظامها القديم في الستينيات والسبعينيات، وسلطنة العبدلي، وحتى حاضرها الذي يضعها أمام مسؤولية كبيرة لاستعادة مكانتها، مؤكدا أن لحج لم تتأخر يوماً عن أداء واجبها الوطني، وهي اليوم تمثل جوهر قضية شعب الجنوب وأحد أعمدتها الراسخة.

وفي حديثه عن الوضع الراهن في المحافظة، أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن لحج، رغم عطائها الكبير للوطن، لا تزال تعاني من تردي الخدمات، مشدداً على ضرورة إصلاح منظومة السلطة المحلية وتفعيل دور الرقابة لمعالجة الاختلالات الأمنية والإدارية، موضحا ان الوضع الإنساني يستدعي عملاً جاداً وإصلاحاً حقيقياً في مختلف القطاعات، واليوم حضورنا هنا يمثل خطوة جديدة ضمن التزامنا تجاه أبناء لحج.

ووجّه اللواء/ الزُبيدي، الوزراء المعنيين بمنح محافظة لحج رعاية خاصة، وخاصة في مجالات النقل، والزراعة، والشؤون الاجتماعية، والخدمة المدنية، والكهرباء، وتنمية الشباب، مشيدا بقرار الولايات المتحدة إعادة تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية خارجية، مؤكداً أن سقوط هذه المليشيا أصبح مسألة وقت، مواصلا حديثه قائلا: المرحلة القادمة ستكون صعبة، لكننا على أعتاب تحولات كبيرة، وعلينا أن نستثمر هذه اللحظة لصالح قضيتنا الوطنية.

وأكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، على الأهمية الاستراتيجية لمحافظة لحج، باعتبارها العمق الاستراتيجي للعاصمة عدن، وموقعها الجغرافي الحيوي المتصل بباب المندب، موضحا بالقول: المؤامرات الدولية تتحطم أمام باب المندب، ولحج تمتلك ثروة بشرية هائلة قادرة على حماية هذا الموقع الاستراتيجي.

وختم حديثه بتوجيه التحية لأسر الشهداء ولكل الأبطال الذين يضحون في ميادين الشرف، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل إلى جانب أبناء لحج لتحقيق التمكين السياسي والإداري، وضمان مستقبل أفضل للمحافظة وأبنائها.

واستمع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومرافقوه من الوزراء، بعدها إلى جُملة القضايا والاحتياجات، والتحديات التي يواجهها أبناء محافظة لحج في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى الرؤى والمقترحات الكفيلة بتجاوزها، واعدا بالعمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة لحل تلك القضايا وتوفير الاحتياجات وفق الإمكانيات المتاحة، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة.

.. ويزور محافظة أبين

كما قام نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بزيارة الى مدينة زنجبار، بمحافظة ابين، وعقد اجتماعا موسعا بقيادات السلطة المحلية، والقيادات العسكرية والأمنية، وقيادات المجلس الانتقالي، والشخصيات الاجتماعية بمحافظة أبين.

وألقى اللواء/ الزبيدي، كلمة في اللقاء قال فيها: في البدء، نود أن نعبّر عن سعادتنا بزيارة محافظة أبين الإباء في هذه الليلة المباركة، لنلتقي هذه النخبة من الشخصيات القيادية بالمحافظة، يجمعنا ما جاء به الشهر الفضيل من قيم التلاحم والتراحم والتكافل. نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يكون اجتماعنا هذا خيرًا نافعًا لهذه المحافظة الباسلة التي حاول الأشرار النيل منها وتدميرها، لكنها أبين الإباء، خاصرة الجنوب وقلبه النابض بالحياة، ظلت وما زالت وستبقى رمزًا للصمود والمواجهة والتحدي في وجه الإرهاب ومن يقف خلفه.

واضاف: جئنا الليلة نزور أبين ونتلمس بصدق ومحبة أوجاعها وآلامها وآمالها، ونتطلع عن قرب إلى احتياجاتها وهموم أبنائها وتطلعاتهم. فأبين عانت الكثير، ودفعت نظير مكانتها في الجنوب ودورها وتاريخها ثمنًا باهظًا، وهذا سيظل محفوظًا وخالدًا لها في سجل تاريخنا الوطني التحرري.

واستطرد قائلا: ما إن تذكر أبين حتى ينصرف الذهن إلى الحرب على الإرهاب وبطولاتها وتضحياتها، لكن أبين هي أيضًا الزراعة والصناعة والفن والثقافة، وهي الإرث القيادي السياسي والعسكري. وبالتالي، فإن النهوض بأبين يتطلب جهودًا مخلصة في كل المجالات سالفة الذكر.

واوضح اللواء/ الزبيدي، انه انطلاقًا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا، سبق أن كلفنا فرق نزول زارت كل محافظات الجنوب لتقييم الأوضاع وتلمّس هموم مواطنينا في ظل هذه الظروف الصعبة، واليوم، نتواجد ومعنا ممثلون عن السلطات التنفيذية المعنية بالمعالجات وفق الإمكانيات المتاحة، وبما تسمح به الظروف، على أن تبقى أبين أولوية في برامج الحكومة ذات الصلة بتطبيع الأوضاع الخدمية والاقتصادية وإعادة الإعمار.

واكد أن النهوض بأبين واستعادة زخمها ودورها الريادي ومكانتها الاقتصادية والثقافية والسياسية مسؤوليتنا جميعًا، والمسؤولية تبدأ من تفعيل المؤسسات الخدمية والإيرادية، وتشجيع القطاع الزراعي والسمكي، فأبين تكتنز في ذاتها مقومات نهوضها، وما علينا إلا استنهاض هممنا والعمل بإخلاص ومسؤولية وبروح الفريق الواحد.

وبين في سياق كلمته أن المكانة التي تحتلها أبين، وموقعها الجغرافي في خارطة هذا الوطن، وما تزخر به من إمكانيات اقتصادية وبشرية، جعلها موضع سهام القوى المعادية، بدءًا بتصدير الإرهاب إليها منذ عقود ثلاثة وحتى اليوم، وقد قدمت أبين في مواجهة هذه الآفة قوافل من الشهداء الأبطال، وفي طليعتهم الشهيد القائد البطل عبداللطيف السيد وكثير من زملائه ورفاق دربه من أبطال قواتنا المسلحة من مختلف محافظات الجنوب، وواجبنا اليوم جميعًا، قوات مسلحة وقبائل وسلطات محلية ومنظمات مجتمع مدني، أن نواصل هذه المعركة المصيرية التي لا هوادة فيها، وفاءً لأبين ولمن شُرِّدوا من أهلها. فاستهداف أبين كان وما زال استهدافًا للجنوب كله، وانطلاقًا من ذلك، فإن اجتثاث الإرهاب المصدَّر إليها معركة وطنية، وكل انتصار تحقق في ميادينها، بدءًا من زنجبار وجعار وصولًا إلى المنطقة الوسطى وجبالها وأوديتها، هو انتصار للحرب الدولية على الإرهاب وإسهام في حفظ أمن واستقرار المنطقة برمتها.

وتطرق نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الى الحالة الهستيرية التي تعيشها الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها اليوم، لا سيما بعد تصنيف تلك الميليشيات كمنظمة إرهابية من قبل الإدارة الأمريكية، فقد أصبحت اليوم بهذا التصنيف الذي طالبنا به منذ وقت مبكر جماعة إرهابية كحليفها تنظيم القاعدة الإرهابي. فهذه الميليشيات الإرهابية القائمة على الدمار والخراب والدماء، عاودت تحشيدها في مختلف جبهات المواجهة على حدود الجنوب، ظنًا منها أن خيار الحرب سيوفر لها مخرجًا من المأزق الذي تعيشه، لكننا نؤكد، ومن أبين، أن ذلك انتحارٌ لا مخرج، لأن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس.

واستمع اللواء/ الزبيدي، بعدها بمعية اللجنة الإشرافية على فرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي بالمجلس الانتقالي، والوزراء الحاضرين إلى جُملة من القضايا الملحة والتحديات التي يواجهها أبناء أبين، والمقترحات الكفيلة بحلها وتجاوزها، مؤكدا أن قيادة المجلس حريصة على أن تكون تلك القضايا على رأس سلم أولويات البرامج الحكومية الخاصة بالتنمية وإعادة الإعمار، بما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لأبناء المحافظة.