مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تبنته أمريكا بقيادة ترمب وتنفذه بالاشتراك مع إسرائيل بقيادة نتنياهو وهدفه إطفاء ما بقي من شموع للعرب، هذا في حالة بقيت للعرب شموع، وبالتالي إسدال الستار على شرق اسمه عربي على الخارطة الدولية وطبعا هذا ما سيحصل بعد أن يسلم حكامنا العرب تفويضا للولايات المتحدة ولإسرائيل بتمثيلهم دبلوماسيا وتسليمهم مفاتيح الأرض والثروة بعد التطبيع.
هذا المشروع بدأ ويبدأ فعلا من فلسطين وعلى وجه الخصوص من غزة والضفة الغربية التي تواجه حماسها وكذا سكانها خطر التهجير بعد أن أجهزت إسرائيل على نظام بشار وقضت أو تكاد تقضي على جيوب المقاومة اللبنانية وحزب الله أيضا.
بالنسبة للدولة اللبنانية فهي مجرد دولة بالاسم مثلها مثل معظم الدول لا تملك حتى دفاعات جوية كي تحمي أرضها من الطيران الإسرائيلي الذي يجوب سماءها ليل نهار ويعيث ويدمر دون رادع بنيتها التحتية كما هو حال بعض العرب وكما يراد لهم أن يكونوا عموما.
ويا ألله أية شعوب واية دول نحن العرب بعد خريفنا العبري وبعد غياب ماكان قد بقي للأمة من رجال.
ويغيب أو يكاد عن وعي الحكام العرب أنهم بصمتهم المذل تجاه كل ما جرى وما يجري سواء في سوريا أو لبنان أو في القطاع وفلسطين يشاركون في تسهيل مهمة تمرير المشروع والقضاء على كل ما بقي أو سيبقى للأمة كأمة وما بقي ليس كثيرا.
وماذا بعد؟!
هنالك أكثر من عامل كلها تشكل منطلقات محفزة لهذا الترمب ولنتنياهو ومن معهما ومن وراءهما في مواصلة مخططاتهم وأهمها:
1. ضعف وتهالك الوعي القومي العربي الذي أصاب الامة بفعل أشياء سنأتي على ما سأذكره الآن تاركا لمثقفينا ولمثقفي الامة الخوض في التفاصيل.
2 : ما حصل ويحصل من خلط في المفاهيم وفي المقومات التي تؤسس لماهية ما ستكون عليه الأمة.
3 . ترك الأمة الباب مواربا واحيانا مفتوحا لبعض الهوامش التي دفع ويدفع بها خارجيا وبقصد تعطيل نقاوة الدم العربي لتفقده الأصالة ويقبل بكل ما يدفع به وما يراد له ودون اعتراض.
4 . أن الامة ومنذ زمن بعيد كانت قد سلمت جزءا كبيرا من قيادتها لبعض الدخلاء للاستيلاء على ثرواتها وعلى مقدراتها والتوجه لأمور لا تجلب لها التقارب ولا القوة بقدرما تشكل مسببات وعوامل للتباعد والفرقة.
5 . أنها أي الأمة لا تختار الحاكم الذي تنطبق عليه المقاييس التي يستلزم توافرها (كشرط) ومنها بعض المواصفات اللازمة التي ينبغي أن تتوافر في الحاكم المطلوب وأهمها الأخلاق والنزاهة والإخلاص.
والنتيجة:
6 . هو ما نراه من ضعف عام في كل شيء في الأمة وخصوصا في حكامها الأمر الذي سهل ويسهل على ترمب ونتنياهو أن يتقايضا على مصائرنا ومصائر أمتنا.
وماهي نتائج الفساد التي نشرها وينشرها هؤلاء الحكام الذين جيء ببعضهم في غفلة من الزمان وبعد ما سمي بالربيع العربي ربيع أمريكا وإسرائيل حتى صار من نتائج ( ما سبق وذكرناه ) فساد جعل بعض الشعوب ترزح تحت وطأة مظلوميتها وحرمانها من أبسط الحقوق ألا وهي المعيشة ومقومات الحياة الكريمة (الكهرباء والماء وهلم جرا) بفعل سقوط قيمة عملاتها وانعكاسات هذا السقوط المريع على معيشة الناس بعد أن سلم بعض الحكام رقابهم لمن لا يرحم.
وهكذا صار الأمل في إصلاح وضع الأمة ضئيلا مالم تشكل
الأمة انبعاثا يعيد إليها الإرادة والثقة بالنفس ومالم تكن هي قاعدة هذا الانبعاث وإن لا تنتظر كما جرت العادة صلاح الحكام فصلاح أي أمر لا يتأتى إلا من القاعدة إلى القمة وهذا ما أثبتته تجارب الشعوب..
وسأترك لكل العقلاء من الذين يهمهم أمر الامة ومثقفيها التعاطي مع الموضوع وإثراءه.
فما خفي أعظم!