عشرات آلاف النازحين يتدفقون لليوم الثاني إلى شمال غزة
الضفة الغربية / غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
لليوم الثامن على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية على مدينة جنين ومخيمها، ما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينيًا وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى تدمير واسع في البنية التحتية.
وقد دمر الجيش الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 150 منزلًا وأخطر عائلة الشهيد نضال العامر بهدم منزلها في مخيم جنين، فيما تعمل حاليًا على تقسيم المخيم إلى 4 أجزاء، عبر تدمير الشوارع، وتفجير المنازل، وإحراقها.
وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت من الأطراف الغربية لمخيم جنين، ثم أعادت انتشارها بعد وقت قصير، ومنعت الأهالي من تفقد منازلهم، واحتجزت مجموعة منهم، فيما أصيب طفل برصاص الاحتلال في محيط دوار السينما، وسط مواجهات عنيفة.
في غضون ذلك، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال اعتقل 40 فلسطينيًا خلال عمليات المداهمة في جنين فيما زعمت أن الجيش عثر على عدد من الأسلحة والذخائر.
ويواصل جيش الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية مدعومة بالجرافات إلى مدينة جنين، مع تمركز الآليات العسكرية أمام مستشفى جنين الحكومي، وسط تحليق الطيران الحربي والمُسير في سماء المدينة والمخيم، وذلك منذ بدء جيش الاحتلال عدوانه غير مسبوق على مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء الماضي.
ووسعت إسرائيل عدوانها ليطال مناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة ومن بينها طولكرم ونابلس. ووفقـًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» فقط اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة قفين، شمال طولكرم.
وأفادت الأنباء اليوم الثلاثاء بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت عائلات في مخيم طولكرم على إخلاء منازلها وتحويلها لثكنات عسكرية في حارتي المطار ومربعة حنون.
كما استولى جيش الاحتلال على منازل وبنايات سكنية مطلة على حارات المخيم الداخلية وسط تموضعات لقناصته.
وتواصل جرافات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي تدمير البنى التحتية وممتلكات المواطنين من منازل ومحلات تجارية في مختلف حارات المخيم، وتحديدًا البلاونة، والوكالة، والمدارس، كما أحرق جنود الاحتلال منزلًا لعائلة شاهين في حارة الوكالة بالمخيم.
وفرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على المخيم، ونشرت آلياتها وقناصتها على كافة المداخل المؤدية إليه، وسط إطلاق الأعيرة النارية بكثافة وسماع أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى.
وفي وقت سابق، ألحقت جرافة للاحتلال دمارًا في شوارع المدينة والبنية التحتية واقتلعت أشجارًا، وتحديدًا في الشارع المؤدي إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي الذي تفرض عليه قوات الاحتلال حصارًا خناقًا وتعرقل عمل مركبات وطواقم الإسعاف.
كما طال التدمير البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والإنترنت في محيط ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، وشارع المقاطعة في الحي الشرقي، وشارع خضوري في الحي الغربي، وسط انتشار لجنود الاحتلال في أحياء المدينة، والقناصة على البنايات.
وأمس الإثنين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول شهيدين و3 إصابات، إلى مستشفى طولكرم الحكومي، جراء قصف الاحتلال مركبة في مخيم نور شمس، شمالي الضفة.
وقالت مصادر، إن طائرة مسيرة قصفت المركبة في أثناء مرورها عبر شارع نابلس عند مدخل المخيم، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها واستشهاد وإصابة مَن بداخلها.
وأكدت أن طواقم الإسعاف هرعت إلى مكان القصف حين أعلنت الصحة عن وصول شهيدين إلى المستشفى. وذكرت الأنباء أن القصف الجوي بمخيم نور شمس استهدف عناصر في كتائب القسام.
من جانبها، أكدت حماس، أن عملة الاغتيال التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم واستهدفت عناصر في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، ما هي إلا «محاولة بائسة لتصفية المقاومة» الباسلة، داعية الفلسطينيين إلى تصعيد الاشتباك مع الاحتلال.
ونعت الحركة استشهاد القائد القسامي إيهاب أبو عطيوي والمجاهد القسامي رامز ضميري.
يأتي ذلك فيما أفادت الأنباء اليوم الثلاثاء، باقتحام جيش الاحتلال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وشن حملة اعتقالات طالت 6 فلسطينيين.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن الاحتلال اعتقل شابين في منطقة التعاون واخر من منطقة الحي النمساوي في المدينة، فيما اعتقل 4 شبان من بلدة تل غرب نابلس.
وبشكل عام، استشهد 23 فلسطينيًا حتى الآن في مدن جنين وطولكرم ونابلس والقدس والخليل، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية قبل 8 أيام.
وفي غزة تدفق عشرات الآلاف من النازحين لليوم الثاني نحو الشمال سيرا على الأقدام أو في العربات عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد يوم شهد عودة 300 ألف فلسطيني من جنوبي ووسط القطاع.
وقالت الأنباء إن تدفق النازحين من جنوبي ووسط القطاع لم يتوقف خلال الساعات الماضية بل إنه يتزايد.
وأضاف أن تدفق النازحين باتجاه الشمال -اليوم الثلاثاء- يسير بشكل سلس وجيد جدا بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس من محور نتساريم (وسط القطاع) باتجاه المناطق الشرقية.
وأظهرت صور مباشرة أعدادا كبيرة من العائلات تحمل أمتعة خفيفة تسير عبر شارع الرشيد.
وتابع أن هناك عربات صغيرة تنقل الأطفال والنساء والمرضى وتصل إلى آخر نقطة وهي المنطقة المطلة على جسر وادي غزة، مشيرا إلى تجمع أعداد كبيرة في دوار النابلسي للقاء ذويهم العائدين.
ومن هذه النقطة يتوجه العائدون إلى حي الزيتون جنوبي مدينة غزة ومنه إلى أحياء المدينة الأخيرة والمناطق الشمالية للقطاع، على غرار جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
وبثت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر وصول نازحين إلى أحياء في مدينة غزة بينها حي الشجاعية.
وكانت عودة النازحين -من الجنوب والوسط باتجاه الشمال- انطلقت أمس في إطار تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد قبل الماضي.
وقام مواطنون كثيرون في مناطق جنوبية ووسطى بتفكيك خيامهم لاستخدامها بالقرب من أنقاض منازلهم في الشمال.
وبحسب وكالة رويترز، نزح نحو 650 ألف فلسطيني من شمال غزة خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا، ولجأ مئات آلاف النازحين إلى منطقة المواصي الساحلية التي تمتد من دير البلح في وسط القطاع إلى رفح جنوبا.
بالتوازي مع عودة الآلاف عبر شارع الرشيد الساحلي، أفادت الأنباء بأن آلاف السيارات اصطفت في طوابير طويلة تقدر بـ3 كيلومترات في شارع صلاح الدين.
وقالت الأنباء إن السيارات يتم تفتيشها عبر الأجهزة الإلكترونية في منطقة نتساريم بواسطة لجنة مشتركة من الوسطاء، ومن هناك يتوجه النازحون أيضا إلى مدينة غزة.
وأضاف أن الحركة بطيئة نوعا ما في شارع صلاح الدين نظرا لأن تفتيش كل سيارة يستغرق ما بين 10 و15 دقيقة.
وأشارت إلى أن السيارات محملة بأمتعة النازحين وتضم خيامهم البالية التي جاؤوا بها من جنوبي القطاع.
وقال أيضا إن هؤلاء العائدين مصرون على نصب خيامهم في مدينة غزة وشمالي القطاع.
وقد انطلق العائدون من خان يونس ومواقع أخرى في الجنوب، وكذلك من دير البلح ونقاط قريبة منها وسط القطاع.
وكان رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف قال -للجزيرة- إن هناك حاجة إلى 120 ألف خيمة على الأقل لإيواء النازحين في الشمال.
وقد أمضى العديد من العائدين ليلتهم في العراء شمال غزة المدمر بنسبة 80%، بحسب السلطات في القطاع.
ورغم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بمناطقهم، فإن فلسطينيين كثيرين عبروا عن فرحتهم بالعودة لبيوتهم بمناطق شمال غزة بعد أشهر طويلة من التهجير القسري.
ومع تواصل تدفق الحشود، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانا تحذيرية على فلسطينيين عائدين لشمال غزة عبر حاجز نتساريم.
وأفادت الأنباء بأن فرق الدفاع المدني انتشلت رفات 14 شهيدا من منطقة الزهراء وسط القطاع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا -بينهم 37 تم انتشالهم- و80 مصابا خلال 48 ساعة.
وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 47 الفا و354 شهيدا و111 ألفا و563 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
وأثناء تدفق النازحين أمس، استهدف الطيران الإسرائيلي عربة يجرها حصان وجرافة وسط القطاع مما أسفر عن استشهاد طفلة ورجل.
وتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عقب حرب إبادة إسرائيلية استمرت 15 شهرا وأدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة.