لم تطاوعني نفسي رغم الاجهاد والمرض على البقاء في الفراش حتى تشرق شمس الـ 19 من يناير عيد مولد صحيفة 14 أكتوبر الـ(57) وقبل أن أتناول قهوة الصباح غادرت المنزل صوب بقالة الطريق التي سميت تيمناً باسم صحيفة الطريق التي لم أعد أتذكر متى توقفت عن الصدور ولماذا؟ وذلك حتى أفوز بنسخة من صحيفتي صحيفة 14 أكتوبر متعجلاً الاطلاع على محتوياتها، ومفضلاً عدم الانتظار إلى نوبة المساء في الصحيفة.
وما أن ابتعت نسختي سارعت أبحث عن مقعد منعزل يتيح لي الذهاب بهدوء خلف سطور وعناوين الصحيفة وما تحمله من مشاعر وأحاسيس وعرفان وتقدير لهذه الصحيفة الأعرق بذلاً وعطاء طوال مسيرتها التاريخية والتي جابت، بما تقدمه وطنياً وإنسانياً ونضالياً من إبداع وعطاء، كل أرجاء الوطن العربي.
وبخلاف ما كنت أصبو إليه من الوقوف على رسائل وتهاني من قيادة الدولة والحكومة ومختلف الفعاليات الاجتماعية، كانت الصدمة كبيرة وغير متوقعة عندما خلت من أية رسالة أو تهنئة أو ترحيب بهذه المناسبة العظيمة والخالدة من قبلهم.
وبحسرة كبيرة حاولت أن أداريها وأتجاوز خذلانها الذي تسرب إلى مفاصل جسدي بالوقوف على تلك المواضيع اليتيمة للأستاذين محمد عمر بحاح، وكمال باوزير وفي مقدمتهم تهنئة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، التي حملتها الصفحة الأخيرة.
حاملاً معي العديد من الأسئلة المؤرقة وهي: ما سبب تناسي وتجاهل رجالات الدولة ذكرى عيد صحيفة 14 أكتوبر؟ وهل هناك توجه غير معلن لطمس وتهميش كل شيء له صلة برموز الإعلام الوطني؟ وهل تجاهل هذه المناسبة من قبل رموز الدولة له علاقة بإلغاء كل ما له علاقة بثورة 14 أكتوبر؟!