نعي أنه من الجنون أن نطالب وزارة الزراعة أن تشذ عن مسلك غيرها من الوزارات التي تتشكل منها حكومتنا (الموقرة) فتتوقف ولو لفترة وجيزة عن الانخراط في ماراثون العدو مع غيرها من الوزارات للنوم في العسل والغياب والإهمال التام والكسل، أو أن تعيد النظر في نشاطها الموقوف والمقتصر على إعداد الميزانيات والحرص على استلامها اولاً بأول ومتابعة مصاريف الإقامة والسفر، وعدم نسيان جداول حضور المؤتمرات والورش والقمم، وأن تخصص جزءاً من وقتها المكتظ بالتراجع والفشل عن دعم واستعادة بعض من عافية الزارع والمزارع ودعمهما وتسهيل طرق وأسباب إنتاجهم من حبوب وخضار وفواكه وتوسيع شبكات الري وبناء السدود واستصلاح الأراضي البور والمهملة.
ولأننا لا نريد أن نوصم بالجنون والذهاب بعيداً في الخيال ونطلب من هذه الوزارة النظر في كل أو بعض ما تقدم، ولكي نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا، ومع حالة استفحال التسيب العام والشامل، وغياب الرقابة والمحاسبة وضعف الانتماء والإحساس بالمسؤولية..
نتقدم بكل حشمة وأدب والتسليم بالعجز وتلاشي الأمل إلى وزارة (الزراعة) للقيام بأقل واجباتها وأبسطها وهو العمل على إنزال قائمة بالأسعار للخضار والفواكه بشكل يومي، وذلك حتى لا يبقى المواطن بعد الشقاء والعنت المحيط به رهن ابتزاز بائعي الخضار والفواكه الذين أصبحوا لا يعرفون غير رفع الأسعار في المواسم وفي غيرها، ونعدكم أننا سوف نحتسب هذا الجهد ضمن حسناتكم المنعدمة.