ما أن تتفاقم الأزمات الاقتصادية المتعاقبة سرعان ما كانت ومازالت الحكومات تلجأ لتلوك العبارات الممجوجة (ربط الأحزمة على البطون) وبتلك العبارات تتفنن الحكومات المتتالية في تنقيط -وبالقطارة- كل سبل العيش الضرورية الخاصة بالمواطن، فيما تعمل على ملء كروش وجيوب حاشيتها والمقربين ويتذكر كل من عايش الحياة ووضعيتها خلال سنوات مضت ما ان تطن عبارة ربط الأحزمة على البطون يقابلها انتفاخ اوداج وكروش فئات سلطوية مع كثرة السفريات العلاجية والاستطلاعية وغيرها من المسميات كحضور الاجتماعات الخارجية فضلاً عن المهرجانات، والناس البسطاء يكابدون شظف الحياة حتى توصل المواطن الغلبان الى ان عبارة ربط الأحزمة على البطون ما هي إلا وسيلة من وسائل العقاب المبطن، غير ان الأمر لا يقارن البتة بما أوصلتنا إليه حكوماتنا فقد عمدت إلى سد كل منافذ العيش المعقول ولو بحده الأدنى وشمول الأمر ليتعدى التجويع وغياب سبل الخدمات العامة أي التأديب الجماعي ابتداء من الغلاء الفاحش إلى الانقطاعات الكهربائية والمياه والمواصلات ووقود الطبخ والسيارات والأدوية وكل شيء بما يفوق طاقات البشر، حتى أجرة القبر والولادة ومعاينة الطبيب ويا ويل من يصدم بوفاة أحد أفراد أسرته لا قدر الله تتضاعف معاناته اضعاف الاضعاف من أين له أجرة القبر بل حتى سيارة نقل الجثمان وكذا توفير وتجهيز متطلبات استقبال المعزين فالغلاء الفاحش طال كل شيء.
المرتبات تأتي كل ثلاثة أشهر مرة، ونطلق عليها صفة مرتب مجازاً، والأصح أن مرتب المدير العام لا يكفيه وأسرته أسبوعاً كغذاء الثلاث الوجبات فما بالكم بالموظف الغلبان والعمالة البسيطة؟! ولك ان تقف أمام بوابة سوق القات لترى بأم عينك وعلى عينك هنالك من لا وظيفة عليا ولا يحزنون لديهم ويبتاعون القات يومياً بآلاف الريالات اليمنية والسعودية والاماراتية. انه الفساد الفاحش، ويا أيها الجنوبيون البسطاء عليكم ربط أحزمة الفساد على رقابكم ورقاب أطفالكم ونسائكم لتتورم كروش الفاسدين.