إسرائيل تسقط بالونات حرارية على لبنان بعد مقتل (3) من جنودها
بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان ودخولها شهرها الثاني، نفذّت إسرائيل عشرات الغارات على قرى الجنوب، وردّ حزب الله بوابل صواريخ.
فقد أفادت الأنباء اليوم السبت، بأن إسرائيل شنّت 4 غارات على بلدة أنصار جنوب لبنان، وغارتين على بلدتي المجادل وبافليه.
كما أضافت أن الاستهدافات خلّفت 5 قتلى على تفاحتا جنوبا.
وأكدت أن طائرة إسرائيلية ألقت بالونات حرارية فوق بلدات حدودية.
بالمقابل، رد حزب الله بإطلاق صواريخ تجاه مناطق عدة شمال إسرائيل، وصل منها 30 إلى الجليل الأعلى وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وأكدت مصادر مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 5 آخرين في المعارك هناك.
كما أعلن الحزب قصف خمس مناطق سكنية على الأقل في شمال إسرائيل، فضلا عن استهداف مواقع عسكرية في المنطقة ذاتها وتجمعات جنود في جنوب لبنان.
وأورد في بيانات متلاحقة أنه قصف بالصواريخ منذ الصباح كلا من كريات شمونة ومتسوفا وجعتون ويسود همعلاه، إضافة الى الكريوت شمال مدينة حيفا.
في حين اتهمه الجيش الإسرائيلي بإطلاق نحو 80 مقذوفا على إسرائيل.
أتى ذلك بعدما قامت القوات الإسرائيلية بتفخيخ وتفجير قرى جنوبية في جنوب لبنان، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام.
وأضافت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي قام بعمليات تفخيخ وتفجير واسعة في بلدتي ديرسريان والعديسة جنوبي البلاد.
وأكدت أن التفجيرات الإسرائيلية تسببت بارتجاجات في الأرض شعر بها سكان البلدات المجاورة وظنوا أنها هزة أرضية.
وكانت إسرائيل أعلنت أمس الجمعة، مقتل 5 جنود إسرائيليين جدد في المعارك.
بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 10 خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وإصابة نحو 40.
فيما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتغريدة على حسابه في منصة "إكس"، عن تعازيه، مؤكداً أنها لحظات صعبة.
كما أضاف أمس أن "كل الذين سقطوا في الأيام الثلاثة الماضية قاتلوا بإصرار وضحوا بأرواحهم من أجل هدف واحد مشترك، وهو أمن إسرائيل"، وفق تعبيره.
إلى ذلك، دعا إلى "الوحدة في الدفاع عن البلاد خلال هذا العام المليء بالتحديات"، حسب قوله.
وبهذا يكون عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي ارتفع إلى أكثر من 800 منذ هجوم السابع من أكتوبر العام الماضي، بين معارك غزة ولبنان.
يشار إلى أن إسرائيل كانت أطلقت مطلع الشهر الحالي ما وصفتها بالعملية البرية المحدودة، حيث توغلت قواتها إلى أطراف بعض البلدات الحدودية.
فيما أكد حزب الله أن الجش الإسرائيلي لم يسيطر بشكل كامل على أي بلدة على الحدود حتى الآن.
وتسعى القوات الإسرائيلية إلى خلق ما يشبه المنطقة الفاصلة على الحدود، دافعة حزب الله نحو شمال الليطاني بغية التمكن من إعادة مستوطنيها الذين فروا هربا من الصواريخ إلى الشمال.
ومنذ 23 سبتمبر الفائت، صعدت إسرائيل غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في الضاحية فضلاً عن بلدات عدة في الجنوب والبقاع (شرق البلاد).
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 1580 شخصاً في الغارات الإسرائيلية استناداً إلى أرقام وزارة الصحة، رغم أنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى.
فيما نزح ما يقارب المليون و200 ألف مدني من الجنوب والضاحية منذ العام الماضي، أغلبهم خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وبعدما جددت إسرائيل استهدافها للقوات الأممية في لبنان على الرغم من التنديدات الدولية، أكدت اليونيفيل على موقفها.
فقد شدد الناطق باسم "اليونيفيل"، أندريا تيننتي، اليوم السبت، على أن جنود حفظ السلام يواصلون عملهم الأساسي المتمثل في مراقبة ما يحدث على الأرض ورفع التقارير رغم التحديات.
وقال للوكالة الوطنية اللبنانية، إن القوت مازالت في مواقعها كاملة ولم تتحرك.
كما شدد على أنها لن تتحرك من مواقعها رغم كل التهديدات.
أتى هذا بعدما أعلنت القوة الدولية "اليونيفيل" في بيان، انسحاب جنودها قبل يومين من موقع مراقبة تابع للقوة في بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي في جنوب لبنان، بعد تعرّضه لإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي.
وذكرت أن جنود حفظ السلام المناوبين في موقع مراقبة دائم بالقرب من الضهيرة، كانوا يراقبون جنود الجيش الإسرائيلي وهم يقومون بعمليات تطهير للمنازل القريبة، وعندما لاحظ جنود الجيش الإسرائيلي أنهم تحت المراقبة، أطلقوا النار على الموقع، فانسحب الحرّاس المناوبون لتجنّب الإصابة.
إلا أنها شددت على أنه رغم الضغوط التي تمارس على البعثة والدول المساهمة بقوات حفظة السلام فإنهم لا يزالون في مواقعهم يؤدون مهامهم.
كذلك ذكّرت الجيش الإسرائيلي وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، مشددة على أن أي هجوم متعمّد عليهم يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701.
يذكر أن جنود اليونيفيل كانوا تعرضوا لإطلاق نار عدة مرات في الأيام الأخيرة، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن أربعة جنود.
وكانت هذه القوة أنشئت بموجب قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 الصادرين في 19 مارس 1978 وذلك لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة السلام والأمن الدوليين، ولمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة.
وعقب حرب يوليو 2006، قام مجلس الأمن، وبموجب القرار 1701، بتعزيز قوات "اليونيفيل" وأناط بها مهام إضافية من خلال العمل بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.
ولا تزال تلك القوات في مواقعها في الجنوب اللبناني رغم إطلاق إسرائيل مطلع الشهر الحالي عملية برية في الجنوب، ومطالبتها بالانسحاب من مواقعها، حتى بعدما تعرض عدد من مقارها ولا سيما مقرها العام في منطقة رأس الناقورة لإطلاق نار، وقصف إسرائيلي وإصابة عدد من جنودها.