بيروت / 14 أكتوبر / متابعات :
بعد قرابة شهر من بدء حرب مفتوحة، يستمر التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في لبنان. وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت الأنباء بأن هدوءاً حذراً يسود الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء لبنان، فيما أشارت إلى غارة على أطراف بلدة عنقون جنوب لبنان.
يأتي ذلك فيما أفادت الأنباء بإطلاق صواريخ من لبنان على حيفا وخليجها وعكا ومحيطها، مشيراً إلى استهداف قاعدة رمات دافيد الجوية بعدد من الصواريخ، مشيراً إلى أنه تم إطلاق 30 صاروخا في الرشقة الأخيرة صباحا على حيفا والجليل.
وفيما أطلقت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من لبنان على شمال إسرائيل وآخر سقط بمنطقة مفتوحة. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه الجليل شمال إسرائيل.
وشنّ الجيش الإسرائيلي عشرات الضربات على لبنان الأربعاء استهدفت خصوصا ضاحية بيروت الجنوبية ومدينة النبطية (جنوب) التي قتل رئيس بلديتها في غارة خلفت دمارا كبيرا.
وإلى جانب حربها ضد حليفي إيران، حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، تؤكد إسرائيل أنها تستعد للرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على أراضيها في الأول من أكتوبر.
ففي ضاحية بيروت الجنوبية، استهدفت غارة جوية صباح الأربعاء مبنى في حي حارة حريك بعيد توجيه الجيش الإسرائيلي نداء لإخلائه. وأكد الجيش لاحقا أنه ضرب مخزن "أسلحة استراتيجية" لحزب الله.
وكانت هذه الضربة الأولى منذ أيام للضاحية، بعدما استهدفها الجيش الإسرائيلي بعنف مع تحوّل المواجهة بينه وبين حزب الله إلى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر، إلى جانب قصفه معاقل أخرى للحزب في شرق البلاد وجنوبها ومناطق أخرى.
وكررت الولايات المتحدة الأربعاء معارضتها القصف الإسرائيلي الكثيف على مناطق مكتظة في العاصمة اللبنانية.
وفي جنوب البلاد، نفّذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على مدينة النبطية التي تعتبر معقلا لحزب الله وحليفته حركة أمل، استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات المحافظة، ما تسبّب بمقتل 16 شخصا بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل، بحسب حصيلة رسمية للسلطات اللبنانية.
وأعلن حزب الله أن مقاتليه يخوضون "اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في محيط بلدة القوزح من مسافة صفر بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة".
كما أعلن الحزب أنّه قصف مدينة صفد في شمال اسرائيل بالصواريخ، وذلك للمرة الثالثة خلال 24 ساعة.
وفجر اليوم الخميس، أعلن حزب الله أنّه دمّر دبّابة إسرائيلية قرب الحدود في جنوب لبنان بواسطة "صاروخ موجّه".
وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة منذ الثامن من أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع بين إسرائيل وحركة حماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل.
وتحوّل التبادل اليومي للقصف عبر الحدود الى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد معاقل الحزب ومناطق لبنانية عدة. وأعلنت إسرائيل في 30 سبتمبر بدء عمليات برية "محدودة" في جنوب لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر، قتل ما لا يقل عن 1373 شخصا وفق تعداد يستند إلى أرقام رسمية. وأحصت الأمم المتحدة نزوح نحو 700 ألف شخص.
ودعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إلى "وقف الهجمات" على المرافق الصحية في لبنان.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن تدمير ما لا يقل عن "28 منشأة لإمدادات المياه" يشكل "كارثة على جميع الأطفال في لبنان" وتؤثر على "أكثر من 360 ألف شخص" معظمهم في الجنوب، ما يعرض الأطفال لأمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد.
بدورها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ خطر تفشي الكوليرا في لبنان "مرتفع جدا" بعد تأكيد إصابة أولى بالعدوى البكتيرية الحادّة.
وبعد حوادث مشابهة مؤخرا، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الأربعاء أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على برج مراقبة في موقع لها في جنوب لبنان، منددة بـ"إطلاق نار مباشر ومتعمّد".
وتعليقا على هذه الواقعة، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه لا يستهدف القبعات الزرق.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ وحداته "تنفّذ عمليات ضدّ منظمة حزب الله الإرهابية" في جنوب لبنان و"البنى التحتية التابعة لليونيفيل وعناصرها ليست هدفا، وكل
حادث مخالف للقواعد سيُفحص بالتفصيل"، مشيرا إلى أنّ "الحادث المعني هو في مرحلة الفحص".
وكانت الأمم المتحدة رفضت طلب إسرائيل إبعاد القوة عن "الخطر" في ظل المواجهات الميدانية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله.