مجازر متواصلة شمال (غزة) والمقاومة تضرب آليات الاحتلال بجباليا ورفح
رام الله / غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم السبت، بقرار جمهورية نيكاراغوا قطع كامل علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب استمرار القتل والدمار الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وباقي شعوب المنطقة ضمن حرب إبادة جماعية واسعة ومستمرة منذ أكثر من عام.
كما رحبت الوزارة بالبيان الذي صدر عن حكومة نيكاراغوا حول هذا القرار والذي أوضح أسبابه بالقول: «تضامناً مع شعب وحكومة فلسطين، ومع شعوب المنطقة التي تعاني من القتل والدمار والهمجية، والتزاماً بالقانون الدولي والاتفاقيات التي تحكم العلاقات المتحضرة بين دول وحكومات العالم، فإن حكومة جمهورية نيكاراغوا تقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة إسرائيل الفاشية».
واعتبرت الوزارة هذا الموقف يعبر عن مسؤولية نيكاراغوا العالية كعضو في المجتمع الدولي بأخذها خطوات ملموسة لوقف العدوان المستمر بحق الشعب الفلسطيني وباقي شعوب المنطقة ولتكريس حقوق هذه الشعوب في العيش بحرية وأمن وكرامة وسلام.
وأعربت الوزارة عن أملها أن يكون هذا القرار قدوة لقرارات شبيهة تتخذها حكومات صديقة عقابا لإسرائيل على الإبادة الجماعية التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على خطورة استمرار إسرائيل في الإفلات من المساءلة والعقاب، الأمر الذي سمح بتوسيع هذه الحرب إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي غزة ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق المدنيين بعد قصف مربع سكني في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، في حين واصلت المقاومة الفلسطينية استهداف قوات الاحتلال وآلياته في شمال القطاع وجنوبه.
وأفادت الأنباء باستشهاد وإصابة العشرات في غارات استهدفت مربعا سكنيا في محيط مسجد العمري بجباليا البلد.
وأضافت أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الكحلوت في محيط مفترق السنافور شرقي مدينة غزة، خلفت 3 شهداء وإصابة آخرين بينهم أطفال ونساء.
بدورها، قالت حركة (حماس) إن "المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال النازية والتي استهدفت مربعا سكنيا في جباليا البلد مساء الجمعة وأوقعت عشرات الشهداء والمصابين من بينهم نساء وأطفال؛ هي استمرار لحرب الإبادة الإجرامية المستمرة بغطاء أميركي بحق شعبنا في قطاع غزة".
وأضافت الحركة -في بيان- أن مجازر الاحتلال المتواصلة هذه الأيام ضد أهلنا في جباليا شمالي غزة تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير عن أرضهم.
ولليوم السابع على التوالي يشن جيش الاحتلال هجوما بريا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 49 شهيدا و219 مصابا خلال 24 ساعة.
وأكدت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 42 ألف و175 شهيدا و98 ألفا و336 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
في الأثناء، تطلق آليات الاحتلال المتوغلة نيرانها باتجاه منازل الأهالي شرقي مخيم جباليا.
وقالت مصادر فلسطينية إن قصفا مدفعيا إسرائيليا يستهدف المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأضافت أن قوات الاحتلال نسفت مباني سكنية في مخيم جباليا ومنطقة التوام شمالي غزة.
وفي مدينة غزة، قصف الاحتلال منزلا في محيط شارع السكة داخل حي الزيتون واستهدفت المدفعية شرق الحي، بالتزامن مع معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
كما أطلقت الطائرات المسيَرة الإسرائيلية النار باتجاه منطقة الصفطاوي شمال غربي غزة.
وفي وسط القطاع، أطلقت الزوارق البحرية النار باتجاه منطقة أبو معلا غربي مخيم النصيرات.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام استهداف دبابتي ميركافا وجرافة عسكرية "دي 9" بقذائف الياسين 105 في حي الجنينة بشرق رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضافت القسام أنها رصدت مروحيات الاحتلال وهي تقوم بعمليات إجلاء بعد استهداف آليات العدو في الجنينة.
وفي وقت سابق، قالت القسام إنها فجرت نفقا في قوة هندسية إسرائيلية شرقي رفح موقعة قتلى وجرحى.
كما دمرت القسام ناقلة جند إسرائيلية غربي بيت لاهيا وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح.
أما سرايا القدس، فأشارت إلى أنها فجرت بعبوة ثاقب آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في منطقة الصفطاوي شمالي قطاع غزة.
وأضافت -في بيان منفصل- انها قصفت بالهاون تجمعا لآليات وقوات إسرائيلية شرقي جباليا.
إنسانيا، ناشد المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة المواطنين الإسراع في التبرع بالدم لإنقاذ حياة عشرات الجرحى الذين يصلون إليه بسبب الغارات الإسرائيلية المستمرة على شمالي قطاع غزة.
وقال القائم بأعمال مدير المستشفى الدكتور فضل نعيم إن عددا كبيرا من الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى حالتهم حرجة، ويحتاجون إلى كميات أكبر من الدم.
كما ناشدت وزارة الصحة في غزة المؤسسات المعنية ضرورة تزويد مستشفيات شمالي القطاع بالوقود، لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان.
وأظهرت صور ملتقطة من "مستشفى كمال عدوان" معاناة لأطفال داخل أقسام العناية المركزة بسبب نفاد الوقود.
في سياق متصل، قال مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة العقيد أحمد كحلوت -للجزيرة- إن عمل قوات الدفاع المدني في جباليا ينطوي على خطورة كبيرة، لعدم وجود تنسيق بين الصليب الأحمر وقوات الاحتلال لتوفير مسارات آمنة.
وأوضح كحلوت أن حوالي 80% من مساحة شمال قطاع غزة لا يستطيع الدفاع المدني التحرك إليها، رغم عشرات نداءات الاستغاثة التي يتلقاها من هناك.
وبعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية على غزة، وصف خبراء أمميون الوضع في القطاع بأنه أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وحذروا من أن هجمات الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين تهدد بانهيار النظام الدولي المتعدد الأطراف.
وخلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.