تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية بـ(بيروت).. وحزب الله يستهدف قاعدة جوية إسرائيلية قرب (حيفا)
بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
هزت غارات جديدة وعنيفة الضاحية الجنوبية لبيروت، صباح اليوم السبت، حيث غطى الدخان الكثيف سماء المنطقة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مقاتلين من جماعة حزب الله في مسجد بجنوب لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو نفذت "ضربات دقيقة" على مراكز ثيادية إضافية لـحزب الله وعلى منشآت بنية تحتية تابعة له في بيروت.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق إن قوّاته شنت خلال الليل ضربة جوية على مقاتلين من حزب الله داخل مسجد في جنوب لبنان، في أول قصف من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام. وقال الجيش في بيان إنه خلال الليل، وبتوجيه من استخبارات الجيش الإسرائيلي، قصفت القوات الجوية عناصر من حزب الله "كانوا ينشطون داخل مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور في جنوب لبنان"، بحسب البيان.
يأتي ذلك فيما أعلن حزب الله قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا بصلية صاروخية، تزامنا مع استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية في جنوب لبنان، على وقع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا "بصلية من صواريخ فادي 1" قاعدة رامات ديفيد الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً من الحدود مع لبنان. وأفاد في بيان آخر أن مقاتليه استهدفوا "دبابة ميركافا أثناء تقدمها" في خراج بلدة حدودية "بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة".
وقبلها أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ أُطلقت من لبنان تم اعتراض معظمها والباقي سقط بمناطق مفتوحة، مضيفاً أن سلاح الجو يكثف غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذا، وتواصلت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، فجر اليوم السبت، حيث دوت انفجارات في سماء الضاحية الجنوبية في لبنان وتصاعدت سحب الدخان خلال ساعات الصباح الأولى من اليوم جراء القصف، الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مواقعاً لحزب الله اللبناني.
وتواصل القصف الإسرائيلي أمس ليطال قرى جنوبية والضاحية الجنوبية في بيروت، حتى أنه وصل إلى الشمال حيث مخيم البدواي للاجئين الفلسطينيين، حيث تم استهداف قيادي بالجناح المسلح لحماس داخل شقته، ما أدى لمقتله هو و3 من أفراد أسرته.
من جهتها الحكومة اللبنانية رصدت، بحسب بيان، 153 غارة إسرائيلية تركزت أغلبُها في مناطق الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع، فيما افادت بيانات رسمية لبنانية بسقوط 37 قتيلا ونحو 150 جريحا في الغارات الإسرائيلية على لبنان، وذلك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وفي آخر التطورات أفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" بأن الجيش الإسرائيلي أصدر إنذارات جديدة لسكان مبنى في شويفات الأمراء بالضاحية الجنوبية، وبرج البراجنة وحارة حريك بالضاحية الجنوبية للإخلاء.
كما دوت انفجارات بالقرب من مطار بيروت اللبناني وتعالت سحب الدخان، فيما استمرت الرحلات الجوية في الوصول إلى المطار لإجلاء رعايا عدد من الدول بسبب التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
هذا وقالت إسرائيل إنها استهدفت مقر مخابرات جماعة حزب الله في بيروت وإنها تعمل على تقييم الأضرار الناجمة عن الهجوم الذي وقع أمس الجمعة بعد سلسلة من الضربات على شخصيات بارزة في الجماعة وصفها المرشد الإيراني علي خامنئي بأنها تأتي بنتائج عكسية.
وتدرس إسرائيل خيارات للرد على هجوم إيراني بصواريخ باليستية يوم الثلاثاء والذي شنته إيران ردا على الحملة العسكرية الإسرائيلية الراهنة في لبنان، التي أدت إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني.
وقالت السلطات اللبنانية إن ما يقرب من 2000 شخص قُتلوا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان العام الماضي، معظمهم في الأسبوعين الماضيين.
ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخسائر في صفوف المدنيين بأنها "غير مقبولة تماما".
واتهمت الحكومة اللبنانية إسرائيل باستهداف المدنيين، وأشارت إلى مقتل العشرات من النساء والأطفال. ولم تذكر الحكومة على نحو مفصل العدد الإجمالي بين المدنيين ومقاتلي حزب الله.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف القدرات العسكرية لحزب الله وتتخذ خطوات للحد من إمكانية إلحاق الضرر بالمدنيين. وتتهم إسرائيل مقاتلي حزب الله بالاندساس بين المدنيين وهو ما ينفيه الحزب.
إلى ذلك قالت مصادر مطلعة، اليوم السبت، إن القيادي بحزب الله هاشم صفي الدين قتل بالغارة مع مساعدين وإيرانيين وقادة بدلاء ميدانيين بحزب الله.
وأوضحت المصادر أن الموقع المستهدف به هاشم صفي الدين في الضاحية كان على عمق كبير.
وأكد مصدر أمني لبناني، في وقت سابق انقطاع الاتصال بالقيادي بحزب الله هاشم صفي الدين منذ غارة الجمعة.
وأفادت المصادر بأن إسرائيل تأكدت من مقتل هاشم صفي الدين، وكل من كانوا معه وذلك جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية مساء الخميس.
وقبل ذلك أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن التقديرات تشير إلى مقتل كل من كانوا في مقر مخابرات حزب الله الذي تم استهدافه مساء الخميس الماضي بالضاحية الجنوبية لبيروت بثلاثة وسبعين طنا من القنابل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم استهدف هاشم صفي الدين، المرشح لخلافة حسن نصر الله، مضيفة بأن رئيس دائرة المخابرات بالحزب كان موجودا أيضا لحظة القصف.
وبحسب الصحيفة، فإن الهجوم استهدف هاشم صفي الدين الشخصية المرشحة لخلافة حسن نصرالله في قيادة حزب الله، وكان معه رئيس مخابرات الحزب، المعروف بلقب "مرتضى".
كما اسُتهدف محمد رشيد سكافي، قائد منظومة الاتصالات في حزب الله، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
وكانت الغارة الإسرائيلية استهدفت عمقا أكبر من العمق الذي قُتل فيه نصرالله، واستخدم سلاح الجو الإسرائيلي في الهجوم 73 طنا.
ترجيحات الصحيفة أنه لا فرصة للنجاة من الهجوم سواء عبر انهيار المخبأ أو تسرب الغازات التي تؤدي للاختناق.
وهاشم صفي الدين هو قيادي من الصف الأول في حزب الله، وحاليا هو رئيس المجلس التنفيذي في الحزب.
هو ابن خالة نصرالله وشديد الشبه به شكلا، لكنه أكثر تطرفا منه بحسب عدة مصادر.
إنه حلقة وصل مهمة بين حزب الله وإيران، وتربطه علاقة مصاهرة مع أصحاب القرار في طهران، فقد تزوج رضا نجل هاشم صفي الدين، زينب ابنة الجنرال السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني.
أما شقيق هاشم صفي الدين، عبدالله، فهو ممثل حزب الله في طهران.
وبداية من العام 2017، صنفت واشنطن هاشم صفي الدين إرهابيا أجنبيا.
إلى ذلك لم تسلم بعض المستشفيات الحكومية ومعها طواقم الإسعاف من الاستهداف الإسرائيلي المباشر في ظل تصاعد العدوان والقصف المستمر على قرى الجنوب اللبناني، مما أجبر إدارات مستشفيات مرجعيون، وميس الجبل، وبنت جبيل الحكومية على إغلاق أبوابها مؤقتا، وإجلاء المرضى والجرحى، وهو ما أخرجها بالكامل عن الخدمة.
يأتي هذا التدهور في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الطبية جراء اشتداد المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب، واستهداف المستشفيات وطواقم الإسعاف معا، في حين تواجه المستشفيات الأخرى في لبنان تحديات كبيرة تشمل نقص الأدوية والمعدات الطبية، والضغط المتزايد بسبب ارتفاع أعداد النازحين والجرحى.
وتعرض حرم محيط مستشفى "الشهيد صلاح غندور" في بنت جبيل لقصف مدفعي إسرائيلي بـ4 قذائف، مما أسفر عن إصابة 15 فردا من الطاقم الطبي والتمريضي، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات مجاورة لتلقي العلاج بواسطة فرق الصليب الأحمر، ليخرج عن الخدمة.
وفي حادثة أخرى، استهدفت مسيرة إسرائيلية ظهر الجمعة طاقم إسعاف الهيئة الصحية الإسلامية قرب مستشفى مرجعيون الحكومي، مما أدى إلى استشهاد 7 أفراد وإصابة 5 آخرين، وتتقاطع هذه الاستهدافات مع سياسة ضرب المنظومة الطبية واستهداف الأطقم الصحية.
وأوضح مدير مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوب لبنان الطبيب مؤنس كلاكش، للجزيرة نت، أنهم قرروا إخلاء المستشفى مؤقتا حفاظا على أرواح الموظفين والفرق الطبية والتمريضية، وذلك بعد استهداف المسعفين بشكل مباشر من قبل العدو الإسرائيلي، بشكل متكرر.
وفي حديثه عن تفاصيل عمل المستشفى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل عام، قال كلاكش "منذ بداية العدوان، قام المستشفى بواجبه على أكمل وجه، وقدم الرعاية اللازمة للجرحى والمرضى".
وأوضح أنه "رغم الصعوبات التي واجهناها، مثل نقص الإمكانيات المادية واللوازم الطبية والتمريضية، تمكنا من تجاوز هذه المرحلة بصبر حتى يوم الجمعة الماضي، حين تم استهداف الطواقم الإسعافية التي كانت تنقل الجرحى والمرضى. وبسبب هذا الاستهداف، لم نعد قادرين على استقبال أو نقل أي مصاب".
وأضاف "منذ 72 ساعة لم يصلنا أي جريح أو مريض بسبب استهداف الطواقم الإسعافية بشكل مباشر من قبل العدو الإسرائيلي. وقبل ظهر أمس الجمعة، تعرضت ساحة المستشفى، وتحديدا المدخل الرئيسي للقصف، مما أسفر عن استشهاد 7 أفراد وإصابة 5 آخرين من الطاقم الصحي، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى النبطية، في حين تم توزيع الفريق الطبي على مستشفيات المنطقة".
وعلى إثر ذلك، وحرصا على سلامة الموظفين والفرق الطبية، قررت إدارة مستشفى مرجعيون الإخلاء المؤقت، حتى تتضح الأمور ويعود الأمن إلى المنطقة، بحسب مدير المستشفى الذي وعد بإعادة فتحه في أقرب فرصة ممكنة.
في هذه الأثناء، أوضح كلاكش أنه تم نقل الجرحى إلى مستشفيات النبطية، وتم توزيع الطاقم الطبي على مستشفيات المنطقة ليستمروا في أداء رسالتهم الإنسانية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان.
وبحسب أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، بلغ عدد الشهداء من العاملين في القطاع الصحي 102، إضافة إلى إصابة 225 آخرين. وفي الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب وحدها، استشهد أكثر من 40 عاملا من فرق الإسعاف والإطفاء، في حين أُصيب 188 آخرون، وتعرض 45 مركزا صحيا لأضرار جسيمة.