مرة أخرى يتبين أن العرب لا يستفيدون من كل التجارب التي مرت عليهم. يتعرض أمنهم القومي والوطني يوميا للخطر. حادثة تفجير الصهيونية (للبيجر) في لبنان هذه ليست الأولى وليست الوحيدة التي تستهدف فيها جهاز اتصال. سبق لإسرائيل أن استهدفت المهندس الفلسطيني يحيى عياش في 1996، بنفس الطريقة ولكن بتفجير هاتف سيار، ولم يكشف عن تفاصيل العملية إلا بعد عشرين عاما. وربما هناك عمليات أخرى من هذا النوع لم ولن يكشف النقاب عنها، وكُشفت الأخيرة بسبب العدد الكبير للمستَهدفين وجلهم مدنيون وأطفال. بالنسبة للعدو لا يهم أن تكون أجهزة الاتصال بأيدي طفل أو مدني حين تفجيرها، فكل همه هو إلحاق أكبر قدر من الأذى بخصومه.
لقد استهدفت إسرائيل في هجومها الإلكتروني الأخير حَمَلةَ (البيجر)، ولكنها سابقا استهدفت تلفونا خلويا من نوع موتورلا، بمعنى أن كل المواطنين العرب يمكن أن يكونوا ضحايا للجنون الصهيوني في أي لحظة بينما لم نتنبه لخطورة ما نحن فيه.
لقد ذهب اهتمامنا نحو شراء واستخدام تطبيق التجسس (بيجاسوس) الإسرائيلي الذي تنتجه شركة مرتبطة بالموساد ووزارة الدفاع الاسرائيلية، بدلا من أن نتجه ليكون لنا تطبيقاتنا المقابلة الخاصة، ويكون (زيتنا في دقيقنا). ومادام والقضية هي تجسس على المواطنين دعونا نعملها بأدواتنا التي ننتجها بأنفسنا، لأننا لا نأمن أن يكون بيجاسوس مسخرا فقط للتجسس لصالح من يستخدمه، وما يُعلمنا أنه لا يُرسل نسخا من المعلومات المستهدفة للجهة المصنعة أو المالكة أو الممولة، بل وما يضمن أنه لا يتجسس حتى على المشتري نفسه؟؟؟؟
لقد ذهب البعض للشماتة، وهذا قصر نظر. فما يصيب أي طرف من جانب إسرائيل لا محالة سيصيب الآخرين. هل توقفت إسرائيل عن عدوانها بعد اتفاقية السلام مع مصر؟ وبع اتفاقيات أوسلو؟؟؟ لقد نكثوا عهد محمد، فهل يستقيمون لكم؟؟
إسرائيل لن تتردد في أي لحظة في تكرار العملية حتى مع أقرب حلفائها إذا كان ذلك يلبي مصلحة ما. ها نحن للمرة الألف نتأكد أن أمننا السيبراني مكشوف، وليس وحده. فهل بلغت؟؟؟