اتمنى من الشعب البنغلاديشي المسلم، الا ينجر الى الفوضى والتخريب، او مايسمى بالربيع الهندي على غرار الربيع العربي، وان يستفيد من التجربة العربية -اي الربيع العربي- التي تعرضت للفشل في الكثير من الدول العربية، حيث أكلت الاخضر واليابس ولاتزال ثلاث دول عربية، وهي ليبيا وسوريا واليمن، تعاني من ويلات الحرب، والانقاسامات وسيطرة المليشيات على أجزاء كبيرة منها، بدأت بمظاهرات سلمية ومطالب حقوقية، ثم توالت الاحداث وتدخلت دول إقليمية ودولية، وهم لهم أجندتهم الخاصة، ومصالحهم الاقتصادية والسياسية، واستغلوا أصحاب المصالح الضيقة والنفوس الضعيفة في التخريب، أتمنى أن ينتهي الامر في بنجلاديش، وأن يختار الجيش قيادة مؤقتة تعمل على تهيئة البلد الى انتخابات جديدة، تحقق طموحات الشعب البنغلاديشي .
لعل مايحدث اليوم في بنجلاديش من اضطرابات واحداث شغب، أدت الى استقالة الشيخة حسينة من رئاسة الحكومة واللجوء الى الهند، وخروج المتظاهرين في الشوارع، قد يؤدي إلى ازدياد الفوضى والتخريب. وهذا ما لا يتمناه أحد، أن ينحرف المتظاهرون الى الفوضى والتخريب، ويتسلل بينهم المندسون ودعاة التخريب والفوضى، وزعماء المليشيات الدينية من أمثال داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، أرى أن المسؤولية الملقاة على عاتق الجيش كبيرة. الذي لا يزال يحكم سيطرته على البلد حاليا، ويبحث مع الاحزاب عن تشكيل تفاهمات لتشكيل حكومة مؤقتة حتى إجراء انتخابات، ويوجد إجماع على أن يتولى محمد يونس الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد صاحب مشروع ( بنك الفقراء ) ولقب بـ(أبو الفقراء)، أن يكون هو المرشح حاليا لرئاسة الحكومة المؤقتة حتى إجراء انتخابات برلمانية.
من المعلوم أن دولة بنجلاديش منذ انفصالها واستقلالها عن باكستان، توالى على زعامتها الشيختان حسينة وهي ابنة زعيم الامة البنجالية مجيب عبدالرحمن وزعيم حزب عوامي، ويعد هو زعيم انفصال بنجلاديش عن باكستان ولقب بـ(أبو الامة).
بينما الشيخة خالدة هي زوجة ضياء الرحمن، وهو من زعماء بنجلاديش ورئيس الحزب الوطني، وهو أيضا من الذين ناضلوا أيضا لاجل انفصال بنجلاديش عن باكستان ، وترأس الحكومة بعد اغتيال مجيب الله.
وكلتا المرأتين تنحدران من عائلات سياسية، وكلتاهما سيطرت على سياسة بنغلاديش لاكثر من عقود، ودخلتا في نزاعات قوية بسبب السلطة والسيطرة، بينما يرى الكثير من المراقبين أن الخصومة القوية بين الزعيمتين خالدة وحسينة، شهدت الكثير من أعمال العنف القوية والعمليات الاجرامية منها تفجير حافلات وعمليات خطف وقتل خارج نطاق القانون.
وقد عادت الشيخة حسينة الى السلطة عام ٢٠٠٩م عبر عمليات اقتراع أشرفت عليها حكومة تسيير أعمال، بعد أن خسرتها في عام ٢٠٠١م لصالح خصمتها الشيخة خالدة ضياء زعيمة الحزب الوطني، التي أودعت في السجن بسبب تهم الفساد واستغلال السلطة، وحكم عليها بالسجن هي وبعض أعوانها من الحزب الوطني.
الجدير بالذكر أن ماشهدته بنجلاديش من اضطرابات واحداث شغب وخروج الطلبة من الجامعات كان اعتراضا على قرار المحكمة باعادة تفعيل القرار الخاص الذي يعطي أبناء الشهداء الافضلية بنسبة ثلاثين في المائة من الوظائف الحكومية. وبهذا تكون نهاية سلطة الشيختين على بنجلاديش وإسدال الستار عليهما بعد عقود من الزمن تخللتها الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية، وقد تشهد المرحلة القادمه تغييرا سياسيا واقتصاديا يخدم الامة البنجالية بعيدا عن قوة ونفوذ الشيختين حسينة وخالدة.