الولايات المتحدة/ 14 أكتوبر / متابعات :
اشترى رجل أعمال جمع ثروته من العملات المشفرة رحلة فضائية خاصة من شركة “سبايس إكس” يُتوقَع أن تنطلق في نهاية السنة وأن تكون أول رحلة مأهولة فوق قطبَي الأرض.
وتندرج هذه الرحلة التي يُفترَض أن تستغرق ما بين ثلاثة وخمسة أيام وتضمّ أربعة أشخاص في إطار تنمية السياحة الفضائية الخاصة التي ازدهرت في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة.
ويتولى قيادة المركبة المؤسس المشارك لشركتي تعدين البيتكوين “إف 2 بول” و”ستيكفيش” تشون وانغ. وعرّفت “سبايس إكس” عن وانغ بأنه “مغامر مالطي” علماً أنه لم يحصل على هذه الجنسية إلاّ أخيرا إذ وُلِد ونشأ في الصين، بحسب الصحافة الأميركية المتخصصة.
وكتب تشون وانغ على منصة “إكس” أنه ينتظر هذه الرحلة “بفارغ الصبر منذ عامين ونصف عام”. وأضاف “إن فصلا جديدا في استكشاف الفضاء يجري أمام أعيننا”.
- “قبة مراقبة” -
وأوضح عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل لوكالة فرانس برس أن أقمارا اصطناعية عدة، سواء كانت مخصصة للتجسس أو للأرصاد الجوية، تتمركز في مدار قطبي، لكنّ الوصول إلى هذا المدار يحتاج إلى قدرة أكبر، والإشعاعات فيه تكون أقوى.
وأفاد الموقع الإلكتروني للرحلة بأن “أعلى انحناء حققته رحلة فضائية مأهولة” حتى اليوم “هو ذلك الذي حققته رحلة فوستوك 6 السوفياتية وبلغ 65 درجة” بالنسبة إلى مستوى خط الاستواء، ولا يمكن رؤية القطبين من محطة الفضاء الدولية.
وأُطلِقَت على الرحلة تسمية “فرام 2” في تحية لسفينة كانت مخصصة للاستكشاف القطبي. وستُستخدَم في الرحلة كبسولة “سبايس إكس دراغون” المجهزة بقبة مراقبة. وستطير المركبة الفضائية على ارتفاع يتراوح بين 425 و450 كيلومترا، بحسب شركة الملياردير إيلون ماسك.
وسيكون أفراد الطاقم الثلاثة الآخرون المخرجة النروجية يانّيكِه ميكلسن، والأسترالي إريك فيليبس الذي سبق أن استكشف القطبين كمرشد، والباحثة الألمانية في مجال علم الروبوتات رابيا روغه.
ويُفترض أن يجري الطاقم تجارب علمية، كالتقاط أول صور بالأشعة السينية في الفضاء ودرس ظاهرة ضوئية تشبه الشفق القطبي، وفقا لشركة “سبايس إكس”.
وسبق ل”سبايس إكس” أن نفذت 13 رحلة مأهولة خلال السنوات الأربع المنصرمة. وتتولى الشركة نقل رواد الفضاء التابعين لوكالة “ناسا” إلى محطة الفضاء الدولية، لكنها نفذت أيضا عددا من رحلات السياحة الفضائية، من بينها عام 2021 مهمة “إنسبيريشن4” Inspiration4، بتمويل من الملياردير الأميركي جاريد ايزاكمان، التي كانت أول رحلة في تاريخ البشرية تقتصر على ركّاب عاديين ليس بينهم أيّ رائد فضاء محترف.
وذكّر تشون وانغ بأن “الرحلات الفضائية كانت حتى العام 2021 حكراً على الحكومات (...) لكنّ +إنسبيريشن4+ غيّرت كل شيء”.
ويُتوقع أن تنطلق رحلة خاصة أخرى هي “بولاريس دون” Polaris Dawn في 26 آب/أغسطس وتحمل طاقما من أربعة أفراد، من بينهم ايزاكمان، ومن المقرر أن تشهد أول عملية خروج خاصة إلى الفضاء.