نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، مقالا لإسفنديار باتمانغيليج، بعنوان “إيران سوف تقع في فخ نتنياهو إذا ضربت إسرائيل بقوة، لكنها لا تزال قادرة على تجنب الكارثة”.
ويقول الكاتب إنه في 31 يوليو اغتيل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، “فيما يُعتقد أنه عملية إسرائيلية نُفذت في شمال طهران، بعد فترة وجيزة من حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان”. ويضيف الكاتب أن التكهنات تُثار عن الكيفية التي تم بها اغتيال هنية، ولكن “أياً كانت الطريقة، فإن الاغتيال كان فشلاً استخباراتياً مهيناً آخر لإيران”، على حد قوله.
ويرى الكاتب أنه للمرة الثانية هذا العام، “أصبحت المنطقة على شفا حرب كبرى بينما تفكر إيران في ردها على استفزاز إسرائيلي كبير”. ويوضح الكاتب “أنه في نظر المحللين الإيرانيين، فإن مثل هذه الاستفزازات فخاخ نصبها نتنياهو، الذي يريد جر إيران إلى حرب أوسع نطاقاً، وخاصة مع تصاعد الضغوط من أجل وقف إطلاق النار في غزة”.
واعتبر الكاتب أن نتنياهو على مدى سنوات، “بالغ في تضخيم التهديد الذي تشكله إيران، وخاصة برنامجها النووي، لتغذية صعوده السياسي. والآن يسعى إلى الحرب مع إيران لتجنب سقوطه الشخصي”.
ويقول الكاتب إن إيران تجنبت هذا الفخ مرة من قبل، فالرد الإيراني على هجوم القنصلية، الذي جاء في 13 أبريل “كان غير مسبوق، ورغم أنه كان رداً مدروساً لكنه لم يستعد قوة الردع، حيث بقي نتنياهو جريئاً بما يكفي لاستهداف هنية في طهران بعد بضعة أشهر فقط”.
ويشير الكاتب أنه بعد مقتل هنية، “حثت دول الجوار والدول الغربية إيران مرة أخرى على ممارسة ضبط النفس. وفي الأيام الأخيرة، رحب القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، بوزير خارجية الأردن في طهران، وحضر اجتماعاً خاصاً لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، وأجرى مكالمات هاتفية مع العديد من الدبلوماسيين، بما في ذلك وزيري خارجية سويسرا وعُمان، الذين يتبادلون الرسائل مع إيران نيابة عن الولايات المتحدة”.
ويبين الكاتب أن الجهود المبذولة لتجنب هجوم إيراني من خلال التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة “تعكس نقطة إجماع مهمة بين القادة الغربيين والعرب والإيرانيين”. مضيفاً “أنه كما يعتقد بايدن أن نتنياهو قد يسعى إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع نطاقاً ضد إيران، فإن القادة الإيرانيين يدركون أن نتنياهو نصب لهم فخاً”.
ويعتبر الكاتب أن نتنياهو “يسعى إلى الحرب مع إيران لأن مثل هذه الحرب تمنحه فرصة لإعادة صياغة نفسه باعتباره المدافع الصالح عن إسرائيل في نظر الجمهور الإسرائيلي والمجتمع الدولي”.