حول دور الصين الممكن في الشرق الأوسط، كتب مدير مركز الدراسات شرق الأوسطية مراد صادق زاده، في صحيفة “إزفيستيا” الروسية:
يسعى معظم اللاعبين الإقليميين والعالميين إلى حل الصراع في قطاع غزة، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى نتائج واضحة.
والصين، التي تشارك بنشاط في الشؤون الدولية، وخاصة في الشرق الأوسط، ليست استثناء.
ولا يختلف النهج الصيني عن النهج الروسي: فبكين، مثل موسكو، واثقة من أن الحل المستدام للصراع يتطلب تسوية تقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات مركز سياسي واحد. ولتحقيق هذه الغاية، تستضيف الصين، الأسبوع المقبل، ممثلين رفيعي المستوى عن حركتي حماس وفتح.
إن مشاركة الصين في حل الصراع الفلسطيني لا تؤكد على طموحاتها العالمية فحسب، بل وتساعد أيضاً في تعزيز مصالحها الاقتصادية في الشرق الأوسط، ما يوفر لبكين الفرصة لتعزيز موقفها على الساحة الدولية.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تؤدي المبادرات الصينية إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
تتمتع الصين بعلاقات وثيقة مع الحركات الفلسطينية، لكن علاقات بكين مع إسرائيل تشهد بعض الفتور. فتعاون بكين مع طهران، العدو الرئيس للدولة اليهودية في المنطقة، وتعزيز إسرائيل علاقاتها مع الهند ومشاركتها في تنفيذ ممر النقل IMEC (الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا)، الذي تعده جمهورية الصين الشعبية منافسًا لطرقها اللوجستية، يشكل عوائق أمام تعزيز الحوار الثنائي.
ولكن، كما تظهر الممارسة، فحتى العلاقات الوثيقة مع إسرائيل لا تساهم في وقف إطلاق النار. تحاول الولايات المتحدة، بالتعاون مع مصر وقطر، حل الأزمة منذ بداية الصراع في غزة، ومع ذلك فلم يحدث أي تراجع في التصعيد.