غزة / رم الله / عواصم / 14 أكتوبر:
في الوقت الذي تتعلق فيه الآمال بسرعة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي القصف العنيف على مختلف المناطق وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في القطاع.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مجزرة جديدة في شارع العطار منطقة المواصي بخان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأفادت الأنباء بارتقاء 17 شهيدا وإصابة 26 بينهم حالات خطيرة، في قصف جوي إسرائيلي، حيث تم استهداف سيارة في المنطقة المكتظة بالنازحين، والتي تقع على مفترق طرق وتوجد بها أسواق لما يحتاجه النازحون من ملابس وأغذية ومياه وغيرها.
كما أشارت إلى أن سيارات الإسعاف لا تزال تنقل الإصابات وجثامين الشهداء إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس.
وفي خان يونس، أفادت الأنباء في وقت سابق بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن التصعيد على المدينة على الرغم من انتهاء العملية العسكرية في هذه المدينة منذ 5 أشهر.
وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال شنت غارات جوية على عدة مناطق، وفجر اليوم، استهدفت غارة إسرائيلية منزلا لعائلة عزمي أبو طير على بلدة عبسان بخان يونس ما أسفر عن ارتقاء الأب والأم والأبناء.
كما أشارت إلى وصول 5 شهداء إلى مجمع ناصر الطبي جراء قصف إسرائيلي على منطقة خربة العدس في رفح جنوبي القطاع.
إلى ذلك قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى يتواجد به عدد من النازحين في محيط مدرسة الرازي التابعة لوكالة الأونروا بمخيم النصيرات وسط القطاع، وذلك خلال فاعلية ترفيهية للأطفال، مما أسفر عن ارتقاء 8 شهداء و48 إصابة حتى الآن، وتم نقلهم إلى مركز العودة الطبي.
وكانت الأونروا قالت إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف خلال الأيام العشرة الماضية 5 مدارس تابعة لها، داعية إلى ضرورة حماية كل مرافق الأمم المتحدة.
فيما أفادت الأنباء بأن القصف المدفعي الإسرائيلي لا زال مستمر على شرقي دير البلح بوسط القطاع، وعلى شمال مخيم النصيرات في مناطق المغراقة ووادي غزة ومدينة الزهراء.
وأوضحت: «على ما يبدو أن الجيش الإسرائيلي يعمل في تلك المناطق على توسيع المنطقة العازلة في محور نتساريم لمنع تساقط قذائف الهاون على الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة».
واستطرد أن المناطق الشرقية من وسط القطاع يسمع فيها دوي سقوط قذائف الهاون، خاصة في شرق دير البلح وشرق المغازي وشرق وشمال البريج وشرق قرية المصدر.
ولفت إلى أن القصف المدفعي الإسرائيلي سبقه غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى لسقوط عشرات المصابين ووصفت جراح العديد بأنها بين المتوسطة والخطيرة وبها حروق شديدة وحالات بتر في الأطراف.
ولا تزال سماء وسط القطاع تشهد تحليقا مكثف للطائرات الحربية والاستطلاع الإسرائيلية على ارتفاعات منخفضة، ما ينذر باستمرار الغارات الجوية على المنطقة.
وأطلقت المروحيات الإسرائيلية النار في محيط أبراج الأسرى شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، الدكتور خليل الدقران، أن مسلسل المجازر المستمر على جميع المحافظات يزيد يوميا من أعداد الشهداء والمصابين،
ولا تستطيع مستشفيات القطاع استيعاب هذه الأعداد بسبب النقص الكبير في جميع المستلزمات الأساسية والوقود.
كما أضافت الأنباء بوصول عدد الشهداء إلى 33 شهيدا وأكثر من 100 إصابة معظمهم أطفال وشيوخ، ومستشفى شهداء الأقصى لا يستطيع استيعاب هذه الأعداد بسبب منع وصول المساعدات والمستلزمات الطبية.
وشدد على أن المستشفى يعاني نقصا في الأدوية، ويستقبل الحالات على باب الاستقبال بسبب عدم وجود أماكن وهناك نقص كبير في عدد الأسرة.
ولا يختلف الوضع في شمال القطاع عن الوسط والجنوب، إذ يستمر القصف المتواصل من البر والجو والبحر على منازل المدنيين، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد.
وفي شمال قطاع غزة، أصبحت نحو 20% من الأسر مصنّفة في وضع كارثي و50% في حالة طوارئ بسبب خطر المجاعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي أشارت إلى أن إيصال المساعدات في هذه المناطق محدود جدا، بحسب فرانس برس.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، إن العطش يجتاح المدينة، نظرا لشح المياه، نتيجة لنفاد الوقود المشغل لمحطات التحلية وآبار المياه التابعة للبلدية.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن العمل جار على إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي بالشراكة مع بعض المؤسسات الدولية، وسيتولى إدارة المستشفى الدكتور عماد الحوت.
كما أرتقى 4 شهداء وإصابة 4 آخرين في قصف مسيرة إسرائيلية لمواطنين على دوار الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أن العائلات في غزة لا تستطيع العثور على الأمان في أي مكان في القطاع.
وأكدت الوكالة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف يشكلان تهديداً مستمراً، ويضطر النازحون إلى الانتقال إلى مناطق مكتظة وغير صالحة للعيش.
وشدد بيان الأونروا «لقد أصبح قطاع غزة جحيما على الأرض.. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن لإنقاذ الأرواح».
واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن «الأحداث الأخيرة تفاقم الكارثة الإنسانية»، منددة مع منظمات غير حكومية أخرى بعرقلة إسرائيل المنهجية للمساعدات وهجماتها على عمليات الإغاثة.
وبحسب وكالة فرانس برس، فقد حذرا ، الإثنين، 13 منظمة غير حكومية من تدهور وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع تكثيف العمليات الإسرائيلية.
ولفتت المنظمات إلى أن سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح منذ بداية مايو تسببت في وقف كامل لإيصال المساعدات، بحسب المنظمات غير الحكومية وبينها أوكسفام وكير وسيف ذي تشيلدرن وأطباء العالم.
ولفتت المنظمات إلى أن إسرائيل سهّلت 46% فقط من المهمات الإنسانية المقررة (53 من أصل 115).
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة بغزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر مشيرة إلى ارتقاء 38713 شهيدًا وإصابة 89166 آخرين.
وأشارت في بيان لها إلى أن الاحتلال ارتكب مجزرتين خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل منها للمستشفيات 49 شهيدا وإصابة 69، مؤكدة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب قصف الاحتلال.
وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة واشتبكت مع مقاومين فلسطينيين شرقي نابلس ومدينة طوباس بحثا عن منفذي عملية إطلاق نار أصابت 3 مستوطنين إسرائيليين.
كما دفع جيش الاحتلال بقوة أمنية إلى مخيم بلاطة شرقي نابلس، بعد اقتحام قوات إسرائيلية خاصة للمخيم.
وحاصر جنود الاحتلال منزلا وسط إطلاق نار كثيف، كما رُصد تحليق طائرة استطلاع وانتشار لقوات الاحتلال داخل المخيم واحتجاز عدد من الشبان واستخدام أحدهم درعا بشريا.
وأفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال قبل انسحابها في وقت لاحق.
وقالت الأنباء إن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين في المنطقة المحاصرة داخل مخيم بلاطة بنابلس شمالي الضفة الغربية.
من جهتها، قالت سرايا القدس- كتيبة نابلس إن مقاتليها يتصدون لقوات الاحتلال بمحاور القتال في محيط مخيم بلاطة ويستهدفون قوات خاصة.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية أفادت بإصابة 3 مستوطنين بجروح طفيفة في إطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون شمال غرب نابلس.
وتعليقا على ذلك، قالت حركة (حماس) إن عملية إطلاق النار البطولية شرقي طولكرم رد فعل طبيعي على الجرائم الوحشية والمجازر البشعة بغزة والضفة.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى حدوث حالة استنفار في صفوف الجيش، وأضافت أن قوات كبيرة تمشط موقع إطلاق النار بحثا عن منفذي هذه العملية.
وقالت الأنباء إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية رامين شرق طولكرم بعد إصابة 3 مستوطنين في إطلاق نار قرب القرية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية وداهمت منازل عدة.
وأفادت الأنباء باندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، وفجّر المقاومون عبوات ناسفة بالآليات الإسرائيلية.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طوباس بعدة دوريات عسكرية من جهة حاجز تياسير العسكري شرقي المدينة، بينما اندلعت اشتباكات مع قوات الاحتلال عند أطرافها.
من جهتها، قالت كتيبة نابلس التابعة لسرايا القدس إن مقاتليها أوقعوا مجموعة من مشاة جيش الاحتلال الإسرائيلي في كمين محكم، محققين إصابات بين جنود الاحتلال وآلياته.
وقد أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– في طوباس أن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوات الاحتلال المتوغلة داخل المدينة.
واستشهد -فجر اليوم- فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة البيرة قرب رام الله.
وأفاد الهلال الأحمر بأن الشاب أحمد رمزي سلطان أصيب بالرصاص الحي في الصدر، وقد تركته قوات الاحتلال ينزف حتى استشهد.
وزعمت وسائل إعلام اسرائيلية أن الشهيد حاول طعن أحد الجنود من قوات حرس الحدود وأصابه بجروح طفيفة، وأن الجندي رد بإطلاق النار وقتل الشاب.
وبالتزامن مع عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، صعَّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى لاستشهاد 576 فلسطينيا، وإصابة نحو 5350، واعتقال نحو 9625، وفق مصادر رسمية فلسطينية.