38664 شهيدًا.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في (غزة) والحصار يفتك بالأطفال
غزة / عواصم / 14 أكتوبر:
استشهد مواطنون فلسطينيون وأصيب آخرون، اليوم الإثنين، جراء استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 283 يومًا على التوالي، واستمرار الاحتلال في إغلاق معابر غزة، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ70 على التوالي.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 80 شهيدًا و216 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أن حصيلة مجزرة الاحتلال الإسرائيلي المروعة بحق النازحين في مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات أمس، وصلت إلى 22 شهيدًا و102 جريح.
وأشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 38664 شهيدًا و89097 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأكدت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأفادت الأنباء بأن 3 شهداء وصلوا إلى مستشفى المعمداني إثر استهداف الاحتلال تجمعًا للمواطنين في شارع المنصورة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأوضحت بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع المنصورة بحي الشجاعية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين.
كما أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف على أحياء تل الهوى، والشيخ عجلين، والصبرة في مدينة غزة، فيما أطلقت الطائرات المروحية النار صوب المواطنين في حي تل الهوى جنوب غرب المدينة. كذلك قصفت مدفعية الاحتلال محيط شارع 8 بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة في وقت سابق من اليوم.
وفي جنوب قطاع غزة، أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف على المناطق الغربية لمدينة رفح، بالتزامن مع إطلاق النار من الطيران المروحي، كما تجدد القصف المدفعي وإطلاق النار المكثف من آليات الاحتلال في مخيم الشابورة ومحيط دوار العودة وسط المدينة.
وقصفت مدفعية الاحتلال بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وأطلق الطيران الحربي المروحي صاروخًا على شقة سكنية في محيط مدارس العودة ببلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
أما في وسط القطاع، فقد أصيب 3 مواطنين داخل مدرسة أبو حلو التي تؤوي نازحين جراء سقوط شظايا ناتجة عن قصف مدفعي بمخيم البريج وسط القطاع. كذلك شنت طائرات الاحتلال غارة إسرائيلية على غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت الأنباء بأنه جرى نقل شهداء ومصابين في غارة إسرائيلية على منزل في دير البلح.
كما أصيب مواطنون في قصف إسرائيلي استهدف محيط محطة الكهرباء في النصيرات وسط قطاع غزة.
وانتشل مسعفو الهلال الأحمر في وقت سابق من اليوم جثامين 5 شهداء، بينهم 3 أطفال جراء استهداف طائرات الاحتلال الحربية منزلًا لعائلة المناعمة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وبالتزامن مع إطلاق مدفعية الاحتلال قذائفها على منطقة المغراقة وأطراف مخيم النصيرات الشمالية، والمناطق الشرقية لمخيم البريج، إضافة إلى إطلاق نار من مروحيات الاحتلال شمال غرب مدينة الزهراء.
وردًّا على جرائم الاحتلال، أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أنها خاضت اشتباكات بأسلحة رشاشة وقذائف مضادة للدروع مع جنود وآليات الاحتلال، وسط مخيم يبنا بمدينة رفح.
ومن جهتها، قالت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، إنها قنصت جنديا للاحتلال بالاشتراك مع كتائب المجاهدين في منطقة تل الهوى وأصابته مباشرة.
ونتيجة لجريمة الحصار ومنع الغذاء والدواء عن الأطفال والمدنيين في قطاع غزة، أُعلن عن استشهاد الطفلة بشرى الكفارنة في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، لسوء التغذية ونقص العلاج.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر غزة ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ70 على التوالي.
كما أغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي باستمرار فتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر التاسع على التوالي.
وأشار المكتب منذ أيام إلى أن شبح المجاعة بات يهدد حياة المواطنين مباشرة، ما ينذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال، حيث بات 3.500 طفل يهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة قد قالت إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليا بحاجة إلى السفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.
وأشارت الوزارة إلى أن 4895 جريحًا ومريضًا فقط تمكنوا من مغادرة القطاع للسفر حين كان معبر رفح مفتوحًا.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» قد حذرت مسبقًا من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجيا على قطاع غزة، خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.
ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.
وأشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 600 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 6000 جريح.
من جهته أكد رئيس بلدية رفح بجنوب قطاع غزة، الدكتور أحمد الصوفي، أن ما يزيد على 50 ألف مواطن باتوا محاصرين داخل أحياء رفح، بدون أي خدمات أساسية أو مقومات حياة بفعل استمرار العدوان الغاشم.
وأوضح الصوفي، أن طواقم البلدية ولجان الطوارئ لا تستطيع إيصال أي من الخدمات الأساسية للسكان العالقين داخل أحياء رفح، وهو ما يفاقم حجم المخاطر المحدقة بهم.
وأضاف أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تتمكن من الدخول إلى أغلب مناطق رفح، للاستجابة لنداءات الاستغاثة وإجلاء الجرحى والشهداء.
وبيّن أن قوات الاحتلال تعمد إلى عزل رفح عن العالم، لإخفاء حجم الجرائم والفظائع المنفذة بحق أهالي رفح، معتبرًا أن المشاهد الموثقة من رفح للشهداء في الطرقات تمثل نقطة في بحر جرائم الإبادة الجماعية التي نفذها مرتزقة الاحتلال في رفح.
ودعا الصوفي مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، إلى التدخل للجم جرائم الاحتلال وإنقاذ عشرات آلاف العالقين داخل أحياء رفح.
وينفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية موسعة في مدينة رفح منذ عدة أسابيع، بعد احتلال معبر رفح ومنع عمليات الخروج منه أو إدخال المساعدات عبره.
يأتي هذا بينما تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لتوغل آليات الاحتلال في رفح، حيث أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، قصف جنود وآليات الاحتلال المتوغلين في محيط مفترق عوض الله وسط مخيم يبنا جنوب مدينة رفح بوابل من قذائف الهاون «عيار 60»، مؤكدة رصد هبوط الطيران المروحي بالقرب من المكان المستهدف لإجلاء القتلى والجرحى.
كذلك أعلنت كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، دّك قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم يبنا شمال مدينة رفح، بوابل من قذائف الهاون.
إلى ذلك وجد تقييم للأمم المتحدة أن أسطولاً يضم أكثر من مائة شاحنة سيستغرق 15 عاماً لرفع نحو 40 مليون طن من الأنقاض بغزة، في عملية تتراوح تكلفتها بين 500 و600 مليون دولار.
ووفق تقرير نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية ستسلط هذه الاستنتاجات الضوء على التحدي الهائل المتمثل في إعادة بناء الأراضي الفلسطينية، بعد أشهر من الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير هائل للمنازل والبنية التحتية.
ووفقاً للتقييم، الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الشهر الماضي، فقد تضرر 137297 مبنى في غزة؛ أي أكثر من نصف العدد الإجمالي. من بينها، جرى تدمير ما يزيد قليلاً عن رُبعها، ونحو عُشرها تعرَّض لأضرار جسيمة، والثلث تعرَّض لأضرار متوسطة.
ووجد التقييم أن مواقع دفن النفايات الضخمة التي تغطي ما بين 250 و500 هكتار (618 إلى 1235 فداناً) ستكون ضرورية للتخلص من الأنقاض، اعتماداً على الكمية التي يمكن إعادة تدويرها.
وفي شهر مايو الماضي، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن إعادة بناء المنازل في غزة التي دُمّرت خلال الحرب، قد تستغرق حتى عام 2040 في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، حيث تبلغ تكلفة إعادة الإعمار الإجمالية في جميع أنحاء القطاع ما يصل إلى 40 مليار دولار. هذا التقييم، الذي نُشر بوصفه جزءاً من حملة لجمع الأموال من أجل التخطيط المبكر لإعادة تأهيل غزة، وجد أيضاً أن الصراع يمكن أن يخفض مستويات الصحة والتعليم والثروة في القطاع إلى مستويات عام 1980، مما يمحو 44 عاماً من التنمية.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة، مقيم في غزة، الأسبوع الماضي، إن «الأضرار التي لحقت البنية التحتية جنونية... في خان يونس، لم يكن هناك مبنى واحد لم يُمس».
وتعرضت المدارس والمرافق الصحية والطرق والمجاري وجميع البنى التحتية الحيوية الأخرى، لأضرار جسيمة.
ورحّب المسؤولون الإنسانيون بالخطوة التي اتخذتها إسرائيل لزيادة قدرة محطة تحلية المياه الرئيسية التي تخدم غزة، لكنهم أشاروا إلى أنه مع تلف معظم الأنابيب، ظل توزيع المياه داخل القطاع صعباً تماماً.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن التكلفة المحتملة لإعادة إعمار غزة تبلغ، الآن، ضِعف التقديرات التي وضعها مسؤولون من الأمم المتحدة والفلسطينيين في يناير الماضي، وترتفع كل يوم.
وقال الدفاع المدني في غزة إن جبال الأنقاض مليئة بالذخائر غير المنفجرة، التي تؤدي إلى «أكثر من 10 انفجارات، كل أسبوع»، مما يتسبب في مزيد من الوفيات وفقدان الأطراف.
وفي أبريل الماضي، قال بير لودهامار، الرئيس السابق لهيئة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام في العراق، إن نحو 10 في المائة من الأسلحة في المتوسط لم تنفجر عند إطلاقها، وكان لا بد من إزالتها بواسطة فرق إزالة الألغام.
وأضاف لودهامار إن 65 في المائة من المباني المدمَّرة في غزة كانت سكنية، مضيفاً أن تطهيرها وإعادة بنائها سيكون عملاً بطيئاً وخطيراً بسبب التهديد الناجم عن القذائف أو الصواريخ أو الأسلحة الأخرى المدفونة في المباني المنهارة أو المتضررة.
إلى ذلك وقعت دولة الإمارات، اليوم الإثنين، مذكرة تفاهم مع بلدية مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة لإصلاح خطوط المياه وإجراء صيانة طارئة لشبكات المياه في مختلف مناطق المدينة، للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، وتمكين البلدية من تقديم خدمات البنية التحتية بما يتوفر لديها من إمكانيات من خلال هذا المشروع.
وتقدم الإمارات ضمن هذا المشروع الحلول الإنسانية العاجلة لبلدية خان يونس، والتمويل لإعادة تشغيل آبار المياه وخزانات المياه في المدينة بعد تضرر عدد كبير منها. وفقاً للبلدية، بلغت نسبة أضرار شبكات المياه الرئيسية حوالي 70%، بالإضافة
لتدمير 25 بئراً بشكل كلي و12 بئراً بشكل جزئي، مما تسبب في تفاقم أزمة المياه في المدينة خلال الأشهر الماضية وعدم قدرة النازحين على الحصول عليها.
وتساهم الإمارات في إصلاح غواطس المياه في المدينة، وتوفير المواد اللازمة لتمديد شبكات المياه الخارجية وشراء براميل مياه لوضعها في نقاط التعبئة المركزية، بالإضافة لمواد التشغيل مثل السولار والغاز، وصيانة غواطس المياه، لتوصيل المياه لأماكن تواجد النازحين المكتظة بالسكان، لتجنب الكوارث الصحية وتحسين الوضع البيئي، وتقديم الخدمات للمواطنين.
ويهدف المشروع إلى تخفيف الأعباء عن بلدية خان يونس بعد تضرر شبكات المياه في المدينة وحالة العجز التي تعاني منها البلدية نتيجة التدمير والاجتياح البري للمدينة، والتي تحول دون قدرتها على إيصال المياه لكافة المناطق، في ظل الزيادة الهائلة في أعداد النازحين الذي وصل إلى ما يقارب 900.000 نسمة.
يذكر أن دولة الإمارات تقدم المساعدات الإنسانية والمياه للعائلات النازحة في مختلف مناطق القطاع ضمن عملية الفارس الشهم 3، وتساهم يومياً في تقديم المياه لآلاف النازحين، للتخفيف من معاناة السكان في ظل الأوضاع الكارثية التي يعاني منها قطاع غزة.