تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على (غزة)
غزة / عوصم/ 14
أكتوبر (خاص) :
تواصل القصف
على أنحاء قطاع غزة مع تكثيف الضربات الإسرائيلية على مدينة غزة، فيما تتفاقم
المعاناة الإنسانية بين المدنيين بسبب غياب المساعدات ونقص المستلزمات الأساسية
للحياة اليومية.
وقال الدفاع
المدني بغزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف خلال الـ48 ساعة الماضية 4 مراكز
إيواء و11 منزلا مأهولا بالسكان، ما أدى إلى استشهاد العشرات من النازحين، وخلّف
مئات الإصابات.
وأكد الدفاع
المدني، خلال مؤتمر صحفي، أن الاحتلال بات يستهدف مراكز وخيام إيواء النازحين
والمنازل المأهولة بالسكان بنحوٍ مباشر.
وأفادت
الأنباء باستشهاد 38 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف منزلين ومدرستين وسيارةً
مدنية في مدينة غزة.
وقالت إن 10
فلسطينيين استشهدوا في قصف على منزل بمخيم الشاطئ غرب غزة، يضم عائلة رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وإن شقيقته من بين الشهداء.
كما استشهدت
فلسطينيتان في استهداف منزل في حي الشجاعية شرقي المدينة، وفي مخيم الشاطئ وحي
الدرج استشهد 15 آخرون في استهداف مدرستين تابعتين للأونروا، كما استشهد 5 في
استهداف إسرائيلي لشارعي الوحدة واليرموك.
يتزامن القصف
مع نشر تقرير لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الثلاثاء، يكشف أن
خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة طالما
استمر العدوان
الإسرائيلي على القطاع واستمرت القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي دير البلح
وسط القاع أفادت الأنباء بوجود حالة من الهدوء الحذر بعد سلسلة من الضربات الجوية
على مناطق متفرقة، أبرزها في مخيم المغازي إذ استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء
قصف منزل يؤوي نازحين.
وقالت الأنباء
إن مدفعية الاحتلال استهدفت شرقي مخيم البريج وشمالي مخيم النصيرات ومناطق
المغراقة والدعوة ووادي غزة، أمس الثلاثاء، قبل أن يسود الهدوء الحذر المصحوب
بتحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيرة على ارتفاعات منخفضة.
كما أوضحت أن
الوضع الإنساني «كارثي» في مراكز الإيواء، في ظل تشديد الاحتلال للحصار على
القطاع، وإغلاق كافة المعابر وحجب المساعدات من جانب جيش الاحتلال.
كما أكدت
الأنباء بأن السكان في وسط غزة يبحثون عن الطعام والمياه في جميع أزقة وشوارع
محافظات القطاع.
ولفتت إلى أن
هناك انتشارا للأمراض المعدية والأوبئة في مراكز الإيواء. ووفقا لإحصائيات وزارة
الصحة الفلسطينية تم تسجيل أكثر من 1.7 مليون إصابة بأمراض معدية منها: «التهاب
الكبد الوبائي –الحمى الشوكية – الكوليرا – الأمراض الجلدية.. وغيرها».
وفي خان يونس،
أفادت الأنباء بتردي الأوضاع الإنسانية في جنوب قطاع غزة مع استمرار القصف المدفعي
والجوي على المحافظة وجارتها رفح.
وأكدت انتشال
جثامين شهداء ارتقوا في وقت سابق بالمناطق الغربية والشرقية لمدينة رفح، فيما
تستمر عملية نسف منازل الفلسطينيين في غرب رفح مع استمرار الاشتباكات بين المقاومة
الفلسطينية وقوات الاحتلال.
وفي المناطق
الشرقية لمدينة رفح الجنوبية، اعتقلت قوات الاحتلال عددا كبيرا من التجار
والمواطنين وعناصر لجان التأمين الذين ذهبوا لاستلام البضائع في بلدة الشوكة، حيث
النقطة التي حددها جيش الاحتلال لاستلام البضائع.
وكانت الأوضاع
الإنسانية في غزة قد باتت كارثية، خاصة في ظل عجز السكان عن الحصول على المياه
الصالحة للشرب، إضافة إلى تقليص حجم المساعدات ونقص المستلزمات الطبية.
وأشارت
الأنباء إلى أن مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، تضم ما يقارب مليون نازح، بعد أن
تعرضت رفح لعملية برية دموية أدت إلى فرار غالبية السكان.
من جهتها قالت
وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات والمراكز الصحية بالقطاع تعاني من نقص حاد في
الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.
وأوضحت
الوزارة، في بيان لها أن تلك المستشفيات والمراكز الصحية أصبح رصيدها صفرا أو أوشك
على النفاد، وأن أبرز ما تحتاجه فورا هو أدوية الاستقبال والطوارئ والتخدير
والعناية المركزة والعمليات.
وأشارت إلى أن
هناك معاناة كبيرة بين المرضى، وبينهم مرضى الأورام الذين لم يتمكنوا من السفر،
حيث اقتصرت خدمتهم على «العلاج التلطيفي» فقط، بعد انقطاع الأدوية الخاصة بهم.
وأضاف البيان
أن مرضى غسيل الكلى يواجهون الأزمة ذاتها، وكذلك يعانى مرضى آخرون من غياب الخدمات
الصحية الأولية كصحة الأم والطفل والصحة الإنجابية وأدوية الأمراض المزمنة
والأدوية النفسية.
وناشدت
الوزارة جميع المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بسرعة التدخل وتوفير
الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.
ورصدت الأنباء
الوضع داخل قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، الذي يعاني
نقصا في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما تسبب شح
الوقود في انقطاع التيار الكهربائي داخل المستشفى، ما يهدد حياة المرضى بشكل كبير.
وروت إحدى
النازحات تفاصيلَ مؤلمةً تعيشها في ظل نقص الأدوية اللازمة لعلاج طفلها المريض
داخل مستشفى كمال عدوان.
وأعربت
النازحة عن أملها في انتهاء الحرب، التي زادت من خطورة الوضع الصحي لطفلها، مع عدم
توفر الأجهزة الخاصة له داخل العناية المركزة بالمستشفى.
ومن دير البلح
بوسط قطاع غزة، قالت الأنباء إن استمرار إغلاق المعابر يهدد بتوقف العمل في مستشفى
شهداء الأقصى، بسبب نقص الوقود.
وأكدت أن عدم
وصول الوقود اللازم لتشغيل المولدات قد يؤدي إلى توقف عمل مضخات الأكسجين وأقسام
الأشعة.
وكان مدير
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أعلن عن تدهور الأوضاع بشكل
خطير بمحافظات القطاع، مع استمرار منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات لغزة.
وأكد أن عدم
دخول شاحنات المساعدات للقطاع يعني حكما بالإعدام على المدنيين.
والأحد
الماضي، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني نجاح طواقمه بالتنسيق مع منظمة الصحة
العالمية في إجلاء 6 أطفال مرضى سرطان من المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة
إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
في تلك
الأثناء، تتصاعد التحذيرات بشأن تدهور الحالة الصحية للأطفال في غزة، بسبب نقص
الغذاء.
وقالت الرئيسة
العالمية للتغذية والصحة في منظمة (أنقذوا الأطفال) هانا ستيفنسون، إنه «يمكن أن
يكون لهذا تأثير طويل الأمد على جهاز المناعة لديهم، وقدرتهم على الاستفادة من
التغذية الجيدة، وعلى نموهم الذهني والبدني»، وفقا لرويترز.
ووفقا لمبادرة
التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يوجد في غزة أكبر عدد من الأسر على مستوى
العالم التي تعاني من أشد مراحل الفقر الغذائي. وتصنف المبادرة مستويات الجوع في
خمس فئات، أسوأها المجاعة.
وبحسب دراسة
أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في أواخر مايو يعيش تسعة من كل 10
أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين في غزة في فقر غذائي حاد. وهذا يعني
أنهم يأكلون من مجموعتين غذائيتين أو أقل يوميا، وهو ما قالت جارج إنه يعني الحبوب
أو أحد أنواع الحليب.
وأضافت أن هذا
هو الحال منذ ديسمبر 2023، مع تحسن طفيف فقط في أبريل 2024.
ولم يتناول ما
يصل إلى 85% من الأطفال من جميع الأعمار الطعام لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل
خلال الأيام الثلاثة التي سبقت إجراء الدراسة.
وذكر تقرير
لمجموعة التغذية العالمية، وهي مجموعة من الوكالات الإنسانية بقيادة اليونيسف، أن
السبب الرئيسي لسوء التغذية الحاد في شمال غزة هو عدم التنوع في النظام الغذائي
للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وتوقع تقرير
صادر عن مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل في مارس أن جميع سكان قطاع غزة سيقعون
فيما بين الفئة الثالثة والخامسة في الفترة بين مارس ويوليو. ويقول مسؤولون في
الأمم المتحدة لرويترز إنهم يتوقعون إصدار التحليل التالي عن أوضاع الأمن الغذائي
في غزة في 25 يونيو.
من جهته أعلن
المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني، أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى
فقدان 10 أطفال بالمعدل ساقا أو ساقين كل يوم.
وقال لازاريني
للصحفيين في جنيف «بصورة أساسية، لدينا كل يوم 10 أطفال يفقدون ساقا أو ساقين
بالمعدل». وأوضح أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيدي أو أذرعا.
وتابع قائلا
إن هناك 4 آلاف طفل مفقود و17 ألفا فقدوا ذويهم في قطاع غزة.
وأضاف
لازاريني أن الوكالة لديها تمويل يكفي حتى نهاية أغسطس من العام الجاري، لكنه قال
إن إيصال المساعدات «صار أكثر تعقيدًا».
وأكد المفوض
العام للأونروا أن هناك نقصا حادا في الغذاء في قطاع غزة، وأن 90% من سكانه يعانون
من سوء التغذية، مشيرا إلى أن أكثر من مليون شخص في القطاع يواجهون خطر المجاعة.
وكان لازاريني
قد دعا، الإثنين الماضي إلى التصدي لمحاولات الاحتلال لإنهاء عمليات الوكالة
التابعة للأمم المتحدة.
وقال خلال
اجتماع للجنة الاستشارية للوكالة، إن «إسرائيل تنتقد منذ فترة طويلة تفويض
الوكالة، لكنها تسعى الآن إلى إنهاء عمليات الأونروا برفضها وضع الوكالة ككيان
تابع للأمم المتحدة، تدعمه أغلبية ساحقة من الدول الأعضاء».
وأضاف: «إذا
لم نقاوم، فإن كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ستكون الأهداف
التالية مما يزيد من تقويض نظامنا متعدد الأطراف».
سياسيا أعلنت
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس الثلاثاء، مساعدات إضافية لغزة
بقيمة 19 مليون يورو «20.3 مليون دولار» وانتقدت أطرافا في الحكومة الإسرائيلية
بسبب أفعال قالت إنها تقوض أمن البلاد على المدى البعيد.
جاء ذلك خلال
زيارتها إلى القدس في إطار الجهود المبذولة لمنع اتساع نطاق الحرب التي تشنها
إسرائيل على غزة.
وقالت تزايد
أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون ينشر الخوف والرعب في الضفة الغربية
مع تعميق الكراهية».
وأضافت تثير
أطراف في ائتلاف الحكومة الإسرائيلية المشكلات وتعرض المصالح الأمنية الإسرائيلية
على المدى الطويل للخطر من خلال سياستها الاستيطانية العدوانية.
وكانت وزيرة
الخارجية الألمانية قد قالت الإثنين الماضي إن برلين تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد
العنف على حدود إسرائيل مع لبنان وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة.
وخلال كلمتها
في مؤتمر أمني بإسرائيل حذرت الوزيرة إسرائيل من أنها قد «تخسر نفسها» وأن الغضب
المتزايد جراء معاناة المدنيين في غزة يقوض أمن إسرائيل.
وتتزايد
المخاوف من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس إلى البلدان المجاورة.
وقالت بيربوك
في تصريحات معدة مسبقا: «نحن قلقون للغاية حيال تزايد العنف على الحدود الشمالية.
سأزور بيروت غدا مرة أخرى لهذا السبب تحديدا».
وأضافت: «نعمل
دون كلل مع شركائنا لإيجاد حلول يمكن أن تحول دون تزايد المعاناة.. يتزايد خطر
التصعيد غير المقصود والحرب الشاملة يوما بعد يوم»
وتابعت:
«بصفتي صديقة لإسرائيل، أريد أن أكون صريحة: هذا الغضب لا يساعد إسرائيل على تلبية
احتياجاتها الأمنية، وإنما على العكس من ذلك يخدم فقط حملة حماس لإثارة مزيد من
التصعيد».