وسط قصف عنيف..دبابات إسرائيلية تتقدم إلى أطراف (المواصي) جنوب قطاع غزة
غزة / الضفة
الغربية / 14 أكتوبر / (خاص) :
قال سكان إن
دبابات إسرائيلية تقدمت إلى أطراف منطقة المواصي التي تضم خيام النازحين شمال غربي
مدينة رفح بجنوب قطاع غزة اليوم الأحد، ودخلت في اشتباكات حادة مع الفصائل
الفلسطينية هناك.
وانتشرت صور
دبابتين متمركزتين على قمة تل يطل على المنطقة الساحلية على نطاق واسع على مواقع
التواصل الاجتماعي، لكن لم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها بشكل مستقل.
وذكر أحد
السكان، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عبر تطبيق للتراسل (القتال مع المقاومة مكثف، قوات
الاحتلال حاليا متمركزة في منطقة بتطل على منطقة المواصي وهادا سبب نزوح لعائلات
كانت بتسكن المنطقة باتجاه خان يونس).
وبعد مرور
أكثر من ثمانية أشهر على بدء العدوان على غزة، يركز تقدم القوات على منطقتين لم
تسيطر عليهما بعد، وهما رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة والمنطقة المحيطة بدير
البلح في الوسط.
وقال سكان إن
الدبابات الإسرائيلية توغلت في غرب وشمال رفح في الأيام القليلة الماضية ونسفت
عشرات المنازل.
وأودت غارة
جوية إسرائيلية بحياة ثمانية فلسطينيين في حي الصبرة بمدينة غزة في الشمال، كما
أدت ضربة جوية أخرى إلى استشهاد اثنين في النصيرات بوسط القطاع.
وقال جيش
الاحتلال إنه أصاب عشرات الأهداف في أنحاء القطاع.
وفي بيت لاهيا
بشمال القطاع، قال مسؤولو الصحة في مستشفى كمال عدوان إن طفلا استشهد بسبب سوء
التغذية، ليرتفع عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية أو الجفاف منذ
السابع من أكتوبر إلى 30 على الأقل، وهو رقم يقول مسؤولو الصحة إنه أقل من الأعداد
الحقيقية.
وفي اليوم الـ
261 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على محافظات غزة، لا تزال طائرات الاحتلال
تنفذ غاراتها الجوية مصحوبة بالقصف المدفعي على مناطق متفرقة بالقطاع.
وأفادت الأنباء
من دير البلح بأن الساعات الماضية شهدت تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية
على مدينة غزة شمال القطاع، استهدفت أحياء سكنية ومنازل المدنيين، وآخرها استهداف
منزل في مخيم الشاطئ أسفرت عن استشهاد طفلين وإصابة عدد آخر.
كما استهدف
الاحتلال منزل آخر في وسط المدينة ما أسفر عن ارتقاء 3 شهداء وإصابة عدد آخر،
إضافة إلى تدمير مربع سكني بالقرب من منطقة السوسة بمخيم الشاطئ ما أسفر عن ارتقاء
عدد من الشهداء.
وأشارت الأنباء
إلى ارتقاء نحو 60 شهيدا في مدينة غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وإصابة العشرات
بجراح مختلفة، مؤكدا أن مشافي المدينة غير قادرة على استيعاب تلك الأعداد الكبيرة
من الشهداء والمصابين لعدم توفير الأطقم الطبية والمستلزمات الطبية والأدوية،
إضافة إلى تكدس المرضى والجرحى.
وفي الوسط،
أوضحت بأن حالة من الهدوء الحذر تسود وسط القطاع ولم يتم تسجيل أية غارة حتى الآن
منذ ساعات الصباح، فيما لا تزال تحلق الطائرات الحربية والمسيرة الإسرائيلية في
سماء وسط القطاع المكتظ بأكثر من مليون ومئة ألف نازح يعيشون في ظل ظروف عصيبة.
وفي رفح بجنوب
القطاع، تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية بالمدينة، حيث يسمع دوي الانفجارات
الناجمة عن القصف الجوي والمدفعي.
ولفتت إلى
قيام الجيش الإسرائيلي بنسف عدد من المنازل بأحياء مختلفة بالمدينة ما أسفر عن
ارتقاء العديد من الشهداء دون أن يتم حصرهم، إذ يصعب الوصول إليهم في ظل استمرار
القصف الإسرائيلي وتواجد آليات الاحتلال المتوغلة في شرق ووسط وجنوب رفح.
وأشارت إلى أن
جيش الاحتلال يحاول السيطرة على المناطق الشمالية والغربية من مدينة رفح، ويواصل
تقدمه باتجاه تلك المناطق.
وأضاف أن
الجيش الإسرائيلي يريد الوصول إلى آخر نقطة في مدينة رفح شارع الرشيد غرب المدينة
لإكمال السيطرة عليها.
إلى ذلك شنت
مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي قصفا واسعا على مدينة غزة شمال القطاع ورفح جنوبه،
مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين، في حين قالت وكالة الأمم المتحدة
لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه لا مكان آمنا في غزة.
من جهتها،
وثقت السلطات الصحية استشهاد أكثر من 60 شخصا في مدينة غزة في يوم واحد.
وعلى جبهات
المعارك، قالت كتائب القسام إنها دمرت آلية هندسية إسرائيلية من نوع "أوفك
كاربت" بصاروخ موجه غرب تل زعرب في رفح، مؤكدة اشتعال النيران في الآلية،
مشيرة إلى أنها وفور وصول قوات النجدة استهدفت قوات الاحتلال بصواريخ
"رجوم".
سياسيا، قال
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قبل توجهه إلى واشنطن إنه سيبحث مع المسؤولين
الأميركيين الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية.
كما قال
غالانت إنه سيبحث مع المسؤولين الأميركيين الوضع على الجبهة الشمالية ضد حزب الله
وتأمين الدعم الأميركي اللازم.
وفي الضفة
الغربية شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، سلسلة مداهمات في عدة مناطق
بمدينة قلقيلية، وذلك في إطار استمرار عمليات الملاحقة لمنفذ عملية أمس الأول حيث
قتل مستوطن عقب إطلاق النار عليه بالمدينة.
وأفادت
الأنباء بأن جيش الاحتلال أطلق قنابل إنارة في منطقة المرج بالمدينة فيما اعتقل
شابً فلسطينيًا خلال مداهمة حي شريم مخلفًا تخريبًا كبيرًا في المنازل إذ أظهرت
مقاطع في فيديو مصورة تدمير مقتنيات منزل بالمدنية وسرقة مبالغ مالية حسب إفادات
محلية.
كما اعتقل جيش
الاحتلال شابًا فلسطينيًا عقب اقتحام منطقة خلة العامود بمدينة نابلس فيما شهدت
بلدة كفر عبوش جنوبي طولكرم اقتحامًا استهدف منزلًا دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وكان الجيش
الإسرائيلي قد اعترف اليوم الأحد، بأن جنوده قيدوا جريحاً فلسطينياً إلى الغطاء
الأمامي لمركبة عسكرية خلال عملية في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، في
انتهاك للقواعد العملياتية.
وتظهر مقاطع
فيديو توثق الحادثة التي وقعت، أول من أمس السبت، وانتشرت على نطاق واسع على مواقع
التواصل الاجتماعي، شاباً من سكان جنين ممدداً ومقيداً على غطاء مركبة عسكرية كانت
تمر في أحد شوارع المدينة.
وأكد مصدر طبي
في مستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة أن الشاب يدعى مجاهد فياض، وكان عند وقوع
الحادث في حي الجابريات في منطقة وادي برقين.
وبحسب المصدر
الطبي فإن حالة الشاب مستقرة. وقال الجيش إن الفلسطيني أصيب خلال (عملية لمكافحة
الإرهاب) نفذها الجنود لاعتقال مشتبه بهم مطلوبين، وفقا للوكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب بيان
الجيش فإن أحد المشتبه بهم أصيب خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية
ومسلحين، قبل أن يتم اعتقاله. وجاء في بيان الجيش «في انتهاك للأوامر والإجراءات
العملياتية المعمول بها، اقتادت القوات مشتبها به وهو مقيد فوق مركبة».
وأضاف البيان
أن سلوك القوات في مقطع الفيديو الخاص بالحادث لا يتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أنه سيتم التحقيق في الحادثة والتعامل معها وفقا لذلك. وأضاف أنه
تم نقل الجريح إلى أحد طواقم جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج.
وتعد جنين
معقلاً للفصائل الفلسطينية المسلحة وينفّذ الجيش الإسرائيلي بشكل دوري عمليات توغل
في المدينة والمخيم المحاذي لها.
وتشهد الضفة
الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن
الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل و(حماس) في قطاع غزة في السابع من
أكتوبر.
وقتل منذ ذلك
الحين 553 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية بأيدي القوات الإسرائيلية أو
مستوطنين، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وأدت الهجمات
التي نفذها فلسطينيون إلى مقتل 14 إسرائيليا على الأقل بين جنود ومستوطنين في
الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى
أرقام رسمية إسرائيلية.