غزة / عواصم /
14 أكتوبر (خاص):
أفادت مصادر
طبية فلسطينية أمس السبت، باستشهاد 80 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات إثر
غارات غير مسبوقة استهدفت مخيم النصيرات ومناطق شرقي دير البلح ومخيمي البريج
والمغازي، وسط غزة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي تخليص 4 محتجزين.
وقالت القناة
12 العبرية إن الجيش الإسرائيلي استهدف في عملية من الجو والبحر والبر مخيم
النصيرات ومحيطه وسط القطاع.
وأضافت أن
عددا كبيرا من الطائرات الحربية شارك في قصف وهجوم استثنائي على منطقة مخيم
النصيرات.
بدوره، قال
الجيش الإسرائيلي إنه قصف بنى تحتية في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، معلنا تحرير
4 محتجزين إسرائيليين من قلب النصيرات.
كما قال إن
المحتجزين الأربعة المحررين هم نوعا أرغماني وألموع مئير وأندري كوزلوف وشلومي
زيف.
وأضاف أن
الوضع الصحي للمحررين الأربعة جيد، وتم نقلهم للفحص الطبي في مستشفى تل هاشومير.
من جهته، قال
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه تابع من غرفة القيادة عملية تحرير
المحتجزين تحت إطلاق نار كثيف، قائلا إن المهمة "نُفذت بشجاعة".
في السياق
ذاته، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه تم إنقاذ 4 محتجزين في
عملية مشتركة لجيش الدفاع والشاباك وشرطة إسرائيل.
وأضاف
"نفذنا العملية بناء على معلومات استخبارية وعمليات للشاباك واليمام"،
متابعا "العملية انطوت على مخاطر كبيرة"، قبل أن يكشف أن إنقاذ
المحتجزين "كان قيد التخطيط منذ أسابيع".
كما أعلن
إصابة جندي من الجيش الإسرائيلي بجروح خطيرة خلال العملية.
وتوثق الصور
اللحظات الأولى لقصف منزل وعمليات انتشال الشهداء والجرحى.
وقالت وزارة
الصحة بغزة إن مستشفى شهداء الأقصى يواجه صعوبة بالتعامل مع أعداد المصابين إثر
التصعيد الإسرائيلي وسط القطاع.
كما تسبب
القصف في سقوط شهداء في منطقة النجمة في مخيم الشابورة وسط المدينة، في حين أجرت
قوات الاحتلال عمليات تمشيط وتجريف واسعة على طول الحدود الفلسطينية المصرية التي
تحتلها القوات الإسرائيلية وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي عشوائي.
وفي شمالي
مدينة رفح، التهمت النيران عددا من المنازل والمنشآت الزراعية إثر إطلاق قوات
الاحتلال قنابل حارقة على منطقة عريبة شمالي رفح.
من جهته، قال
مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن عشرات الشهداء والجرحى في الشوارع، مشيرة إلى أن
مستشفى شهداء الأقصى في وضع كارثي.
وطالب المكتب
"المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية بشكل فوري وعاجل".
في السياق
ذاته، أفادت الأنباء بأن صفارات الإنذار دوت في كيسوفيم بغلاف غزة.
من جهتها،
أطلقت وزارة الصحة في غزة -أمس السبت- نداء استغاثة عاجلا إلى المجتمع الدولي
لتوفير مولدات كهرباء لمستشفيات القطاع.
وكان الجيش
الإسرائيلي قد شن قصفا جويا وبريا وبحريا مكثفا على المنطقة الوسطى في قطاع غزة،
حيث استهدفت الغارات مخيم المغازي وشارع صلاح الدين ودير البلح.
وتحدث الأنباء
عن وصول شهداء وعدد كبير من المصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء القصف على
النصيرات ودير البلح وشارع صلاح الدين وسط القطاع.
وخلال الساعات
الأخيرة، استشهد 6 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة شاهين في مخيم
البريج وسط قطاع غزة الذي تعرض للغارات والقصف المدفعي.
وأسفر القصف
أيضا عن وقوع عدد من الإصابات بين سكان المنزل، وتم نقل جثامين الشهداء والمصابين
إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وأطلقت
المدفعية الإسرائيلية قذائف حارقة على منطقة عريبة شمالي مدينة رفح، مما أدى إلى اشتعال النيران.
وقد نفذ
الاحتلال الإسرائيلي الليلة قبل الماضية غارات مصحوبة بقصف مدفعي على مناطق عدة في
القطاع، بينها المناطق الشمالية لمدينة رفح.
وأفادت الأنباء
باستشهاد 5 أشخاص، بينهم سيدة وطفلتها، وإصابة 13 آخرين، في قصف ليلي استهدف منزلا
في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
فيما ذكر شهود
عيان أن الطواقم الطبية وعناصر الدفاع المدني وبعض السكان العاديين لا يزالون
يبحثون عن مفقودين بين ركام المنزل المستهدف، والمنطقة المحيطة به التي تضررت بشكل
كبير.
كما نقلت عن
مصادر طبية أن غارات إسرائيلية تسببت في استشهاد 34 شخصا منذ فجر أمس الجمعة.
واستشهد 10
فلسطينيين في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلين في حي الزيتون، جنوب شرق
مدينة غزة.
وتتزامن هذه الغارات الإسرائيلية الجديدة وتسبُّبها في استشهاد وإصابة أطفال، مع إعلان قرار للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإدراج الجيش الإسرائيلي في قائمة الأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال، المعروفة إعلاميا بـ"قائمة العار".
وتقدِّر
مؤسسات صحية حكومية في غزة بأن طفلا واحدا يصاب أو يموت كل 10 دقائق بفعل الغارات
والقصف الإسرائيلي، مما جعل أعداد الضحايا في صفوف أطفال غزة ترتفع إلى مستويات
قياسية.
من جانب آخر،
أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة (حماس)- أنها استهدفت مروحية إسرائيلية
من نوع أباتشي بصاروخ "سام 7" شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كما قالت
كتائب القسام إنها فجرت حقل ألغام بقوة هندسة إسرائيلية قرب الخط الزائل شرق مدينة
رفح، مشيرة إلى أنها أوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
والجمعة،
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 9 من جنوده، بينهم 7 في قطاع غزة، خلال
الـ24 ساعة الماضية، وسط استمرار الاشتباكات في محاولة التقدم بمدينة رفح جنوبي
القطاع.
وأفاد الجيش
الإسرائيلي بأن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي وصل
إلى 3763، منهم 1902 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية يوم 27 من الشهر ذاته.
يشار إلى أن
عدد قتلى جيش الاحتلال بلغ 646 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب بينهم 294 قتلوا
بالمعارك البرية في قطاع غزة، غير أن مستشفيات ووسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن
العدد الفعلي لقتلى ومصابي الجيش أكبر مما يعلن عنه.
إلى ذلك قال
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن مسلسل المجازر الدموية
اليومية بحق شعبنا، وآخرها ما جرى اليوم (أمس) في مخيم النصيرات، والتي أدت إلى
استشهاد عشرات المواطنين، وجرح المئات، هي استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي
يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأضاف: «نحمّل
الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عما يجري من مجازر من قبل سلطات الاحتلال
الإسرائيلي، ونطالبها بوقف هذه الحرب التي ستدمر كل شيء، وتدفع بالأمور نحو مرحلة
خطيرة لن تحقق الأمن، أو السلام لأحد».
وأشار أبو
ردينة إلى أن المطلوب الآن من مجلس الأمن الدولي، والمجتمع الدولي، التدخل بشكل
فوري لوقف هذه المجازر الدموية، وإلزام سلطات الاحتلال بالتوقف فورا، عن كل هذه
الأعمال، التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية.
وقالت وزارة
الصحة في غزة إن قوات الاحتلال المتوغلة في المحافظة الوسطى ارتكبت مجزرة بحق
المواطنين في مخيم النصيرات، ويصل على أثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى العديد من
الشهداء والإصابات.
وأكد المكتب
الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن «هجوما وحشيا غير مسبوق»
مستهدفا المدنيين مباشرة، مشيرًا إلى أن هناك العشرات من جثامين الشهداء والجرحى
ملقاة على الأرض وفي الشوارع وداخل المنازل الآمنة، ولا تتمكن سيارات الإسعاف
والدفاع المدني من الوصول إليهم من شدة القصف وعدوان الاحتلال.
وأوضح المكتب
الإعلامي، في بيان له، أن جيش الاحتلال يشن العدوان الوحشي من خلال عشرات الطائرات
الحربية وطائرات الكواد كابتر والطائرات المروحية، في حين تقصف الدبابات في الوقت
ذاته، منازل المواطنين الآمنين في نية مبيتة للاحتلال بارتكاب مجازر همجية ضد
المدنيين الآمنين في منازلهم وفي مراكز النزوح.
وشدد المكتب
الإعلامي على أن الوضع الميداني في المحافظة الوسطى «كارثي» بسبب استمرار العدوان
الإسرائيلي في كل أرجاء المحافظة الوسطى بلا استثناء، وعلى أن جيش الاحتلال يمارس
جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين وضد الأطفال والنساء في كل أرجاء المحافظة.
ولفت إلى أن
مستشفى شهداء الأقصى، هو المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى، يعمل حاليا على مولد
كهربائي واحد فقط بعد تعطل واحد من مولدين اثنين يعمل عليهما المستشفى منذ ثمانية
أشهر، وأن توقف أحد هذين المولدين ينذر بكارثة حقيقية فيما لو توقف المولد الوحيد.
وحذر من خروج
المستشفى عن الخدمة، موضحا أن هذا المستشفى يقدم الخدمة الصحية لمليون إنسان ونازح
ولا يمكن أن يستوعب هذا العدد الكبير من الشهداء والإصابات، فالمستشفى ممتلئ
بالكامل منذ أسابيع طويلة.
وطالب المكتب
المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بالتدخل الفوري
والعاجل لإنقاذ المستشفى وإنقاذ الواقع الصحي في المحافظة الوسطى حتى يستطيع
المستشفى تقديم الخدمة الصحية لآلاف الجرحى والمرضى.
وأدان المكتب
الإعلامي الحكومي هجوم الاحتلال الإسرائيلي على النصيرات وعلى كل المناطق في
المحافظة الوسطى، منددا بالعدوان ضد المدنيين والأطفال والنساء وضد المنازل
الآمنة، محملا الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة
الكارثية التي أريقت فيها دماء عشرات الأبرياء المدنيين.
وطالب المجتمع
الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بوقف هذا العدوان الوحشي الذي يواصله
الاحتلال، وطالبهم بوقف حرب الإبادة الجماعية فورا وعاجلا.
من جهته أكد
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس إن إسرائيل لن تستطيع فرض خياراتها على
الحركة.
كما شدد في
بيان أمس السبت على أن حماس لن تقبل أي اتفاق لا يحقق الأمن للفلسطينيين. وقال
"إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة فهو
واهم".
إلى ذلك، جدد
التأكيد على أن "الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن للفلسطينيين
أولا وقبل كل شيء آخر".
أتى ذلك،
بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استعاد أربع أسرى أحياء من موقعين مختلفين في
منطقة النصيرات بوقت سابق اليوم
فيما اعتبر
سامي أبو زهري القيادي في حماس أن "تحرير 4 أسرى بعد 9 أشهر دليل على الفشل
وليس إنجازاً" حسب ما نقلت رويترز.
أما رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأكد أن بلاده "لن تستسلم للإرهاب،
وستعمل لإعادة كل الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة". وأضاف قائلا:" لن
نهدأ حتى نكمل المهمة ونعيد جميع الرهائن إلى وطنهم، سواء الأحياء منهم أو
الأموات".
أتت تلك
التطورات التصعيدية، فيما لا يزال الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) يسعون
جاهدين من أجل دفع الطرفين، للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار وتبادل
الأسى، وسط أنباء عن ططلب واشنطن من الدوحة والقاهرة ممارسة مزيد من الضغة على
الحركة لقبول المقترح الذي كان الرئيس الأميركي جو بايدن كشف بعض خيوطه الأسبوع
الماضي.
يذكر أنه كان
لدى حماس قبل استعادة الأسرى الأربعة أمس، 124 أسيراً أحياء، من أصل نحو 250
اقتادهم إلى داخل القطاع خلال هجوم السابع من أكتوبر (2023)
إلا أنه تم
إطلاق سراح العشرات منهم خلال وقف إطلاق للنار في نوفمبر من العام الماضي.
بينما رجحت
القوات الإسرائيلية مقتل ما يقارب الـ30 أسيراً خلال الحرب الذي دخلت شهرها التاسع
في غزة، فيما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى نحو 37 ألف.