حصيلة شهداء حرب غزة تقترب من الـ(37) الفا والمجاعة تهدد حياة مليون فلسطيني
غزة / عواصم /
14 أكتوبر (خاص):
أعلنت وزارة الصحة
في قطاع غزة أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى
36 ألفا و586 شهيدا، و83 ألفا و74 مصابا، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة
في تقريرها الإحصائي اليومي: “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في
قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 36 شهيدا و115 مصابا، خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأوضحت أنه
“ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع
المدني الوصول إليهم”.
وأكدت “ارتفاع
حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 36 ألفا و586 شهيدا، بالإضافة إلى 83 ألفا و74
مصابا، منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
يأتي ذلك ضمن
حرب مدمرة تشنها إسرائيل على غزة، خلفت عددا هائلا من الضحايا المدنيين، رغم صدور
قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية
باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة،
ووقف العمليات العسكرية في رفح جنوبي القطاع.
وفي ذات
السياق، توقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” أن يواجه أكثر من مليون
شخص في قطاع غزة المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو القادم.
جاء ذلك في
بيان بشأن تقريرها التحذيري المبكر للفترة بين يونيو وأكتوبر 2024 بخصوص الأماكن
التي تشهد فيها أزمة الجوع ويتوقع أن يتفاقم فيها انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأشار تقرير
الفاو، أن انعدام الأمن الغذائي الحاد سيتفاقم أكثر في 18 مكان تشهد أزمات جوع.
وشدد على وجود
حاجة إلى توفير مساعدات عاجلة لمنع الجوع وخاصة في غزة والسودان.
ولفت إلى أن
الوضع في مالي وفلسطين وجنوب السودان والسودان لا يزال يثير القلق على أعلى مستوى.
وأظهرت بيانات
نقلها التقرير، أن 100 بالمئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في
المستوى الثالث وما فوق، الذي يعرف بـ “الأزمة” في تصنيف الأمم المتحدة المرحلي
المتكامل للأمن الغذائي.
وفي البيان
المتعلق بالتقرير قالت المنظمة: “من المتوقع أن يؤدي الصراع الدائر في فلسطين إلى
تفاقم الجوع الحاد الذي بمستوى كارثي حاليًا، مع حدوث مجاعة ووفيات، فضلاً عن
تشريد جميع سكان قطاع غزة”.
وأضاف البيان:
“قد يواجه أكثر من مليون شخص (قرابة نصف سكان غزة) المجاعة والموت بحلول منتصف
يوليو القادم”.
ونقل البيان
عن المدير العام للمنظمة تشو دونغيو، قوله: “التوقعات المخيفة التي يركز عليها
التقرير ينبغي أن تكون بمثابة تحذير لنا جميعا، فالتحرك قبل الأزمات يمكن أن ينقذ
الأرواح”.
وفي سياق آخر،
أظهرت معطيات الجيش الإسرائيلي المحدثة الأربعاء، إصابة 10 جنود بينهم 7 في قطاع
غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
ووفقا
للمعطيات التي نشرها الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني، واطلعت عليها
الأناضول، فإن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي وصل إلى 3730
ارتفاعًا من 3720 يوم أمس.
وبذلك يكون
عدد الجنود الجرحى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية (أمس) قد بلغ 10.
وتشير
المعطيات إلى أن 7 منهم أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27
أكتوبر الماضي.
ووفقًا
للمعطيات، ارتفع عدد الجنود الذين أصيبوا بالمعارك البرية في غزة إلى 1889 مقارنة
مع 1882 أمس الثلاثاء.
ولم يحدد
الجيش الإسرائيلي موقع إصابة بقية الجنود.
وأشار الجيش
الإسرائيلي إلى أنه يتلقى حاليا العلاج: 31 جنديا بحالة خطيرة، و192 بحالة متوسطة،
و31 بحالة طفيفة.
وطبقًا
للمعطيات، فإن 644 جنديًا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي بينهم
293 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
إلى ذلك هاجم
عدد من كبار ضباط الهيئة العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رئيس الأركان هرتسي
هاليفي بسبب العمليات العسكرية المتعثرة في قطاع غزة.
وأفادت القناة
الـ12 الإسرائيلية باندلاع مشادات كلامية خلال اجتماع بين كبار جنرالات الجيش
الإسرائيلي مع هاليفي، حيث ألقى الجنرالات باللوم على هاليفي في ما يتعرض له الجيش
الإسرائيلي من خسائر في غزة، وفشله في تحقيق إنجازات حاسمة.
ونقلت القناة
عن كبار الضباط قولهم "نحن نتعثر ولا نحقق النصر ولا تتم مشاورتنا عند اتخاذ
القرارات.. نحن نمشي على الماء في هذه الحرب".
ورد رئيس
الأركان قائلا "لا توجد مشاورات في زمن الحرب".
وأضاف هاليفي
"لقد تسلَّمت المسؤولية في الأيام الأولى من الحرب، وقلت عند حائط المبكى
(البراق) أمام الجمهور كله إنني مسؤول وإن حس المسؤولية يرافقني كل يوم وفي كل
قرار أتخذه في الحرب. أنا الآن أركز على تحقيق أهداف الحرب، وأتوقع أن يشعر الجميع
حول هذه الطاولة بنفس الشعور".
وسبق أن اشتكى
هاليفي مؤخرا من أن عدم وجود إستراتيجية سياسية لفترة ما بعد الحرب يعني أن الجيش
مضطر بشكل متكرر للقتال في أماكن في قطاع غزة كان قد انسحب منها بالفعل. واستشهد
بجباليا كمثال.
كما أعلن جيش
الاحتلال إصابة 14 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما
اعترف بإصابة 41 عسكريا في المعارك منذ يوم الجمعة الماضي.
سياسيا استقبل
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس الأربعاء، كونستانتينوس
كومبوس وزير خارجية قبرص، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وصرح جمال
رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام بأن المباحثات ركزت على التطورات الأخيرة
المتعلقة بتواصل العدوان الإسرائيلي علي غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع،
حيث عبّر الأمين العام عن تقديره للمواقف القبرصية التاريخية الداعمة للحقوق
الفلسطينية، فضلاً عن الاسهامات الملموسة في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر
البحر.
وقال المتحدث
إن الطرفين اتفقا في أن المساعدات التي تدخل عن طريق البحر لا يُمكن أن تكون بأي
حال بديلاً عن المعابر البرية التي تمثل المنفذ الطبيعي لتقديم الدعم والمساعدة
إلى المدنيين المنكوبين في القطاع، مُشددين على ضرورة قيام قوة الاحتلال بالسماح
بإدخال المساعدات وفق آلية مستدامة للتخفيف من استفحال الأزمة الإنسانية.
ونقل المتحدث
عن الأمين العام تأكيده على ضرورة العمل على وقف إطلاق النار بشكل فوري للبدء في
عملية واسعة لإغاثة سكان غزة الذي يعيشون على حافة المجاعة.
كما ناقش أبو
الغيط مع الوزير القبرصي الجهود العربية الأوروبية المشتركة لتفعيل حل الدولتين،
وبدء مسار لا رجعة عنه يُفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو
1967، حيث شدد الأمين العام على أن الأزمة الحالية كشفت، وبما لا يدع مجالاً للشك،
عن استحالة استمرار الوضع القائم، وضرورة إنهاء الاحتلال كسبيل وحيد للحصول على
الأمن والسلام للجميع في المنطقة، مضيفاً أن للعرب والأوروبيين مسئولية في الدفاع
عن حل الدولتين والعمل على تجسيده فعلاً، وليس بمجرد الأقوال.
من جهتها نقلت
وكالة الأنباء الفلسطينية، أمس الأربعاء، عن رئيس الوزراء محمد مصطفى تأكيده
استعداد الحكومة لإعادة تشغيل معبر رفح وفقاً لاتفاق 2005، بشرط انسحاب الجيش
الإسرائيلي منه.
وقالت الوكالة
إن مصطفى بحث، في مكتبه برام الله، مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، أهمية تنسيق الجهود بين جميع الأطراف الإغاثية
فيما بينها، ومع الحكومة، «بما يتقاطع وخطط الحكومة للإغاثة، والتي تشرف عليها
وزارة الدولة لشؤون الإغاثة».
وجدَّد رئيس
الوزراء الفلسطيني تأكيد أن قطاع غزة جزء من الدولة الفلسطينية، معرباً عن استعداد
الحكومة لإعادة تشغيل معبر رفح لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني، وفقاً لاتفاق 2005،
مشترطاً انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منه.
وأكدت كاغ بذل
الجهود وممارسة الضغوط لزيادة إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة من جميع
المعابر، «مع التركيز على نوعية المساعدات والاحتياجات الطارئة، وتوزيعها على كل
مناطق القطاع».
من جهتها وسّعت
الولايات المتحدة مروحة اتصالاتها لحشد التأييد الدولي لمقترح وقف النار في غزة،
ومارست ضغوطاً على أعضاء مجلس الأمن لتأييد مشروع قرار يدعم خطة أعلن عنها الرئيس
الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب، وإطلاق الرهائن، وإرسال مساعدات ضخمة إلى القطاع.
وأعلن البيت
الأبيض أن بايدن يعتقد أن الاتفاق المطروح على الطاولة هو «أفضل فرصة» لإخراج
الرهائن، وإنهاء القتال في غزة، مشيراً إلى أن حركة «حماس» لم ترد بعد على الصفقة
المقترحة.
وجاء الموقف
الأميركي بعد ساعات من إعلان أحزاب دينية يهودية في إسرائيل تأييدها مقترح بايدن.
وبذلك، باتت هناك أكثرية ساحقة في الحكومة الإسرائيلية للسير قدماً في الاتفاق رغم
استمرار اليمين المتطرف في معارضته وتهديده بالانسحاب من الائتلاف الحكومي.
من جهته، قال
سامي أبو زهري، القيادي في «حماس» إن الحركة ترفض دعوات واشنطن والغرب لها لقبول
اقتراح بايدن على أساس أنها هي التي تعوق التوصل إلى اتفاق، واتهم إسرائيل بأنها
غير معنية بصفقة جادة.
إنسانيا..قالت
المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي إن بعض سكان غزة يضطرون إلى
شرب مياه الصرف الصحي وتناول علف الحيوانات، داعية إلى زيادة وصول المساعدات على
الفور إلى القطاع المحاصر.
وكذلك حذرت
بلخي -المديرة الإقليمية لمنطقة شرق البحر المتوسط في منظمة الصحة العالمية- من أن
العدوان الإسرائيلي على غزة كان له تأثير غير مباشر على الرعاية الصحية في جميع
أنحاء المنطقة.
وأكدت الخبيرة
في صحة الأطفال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في جنيف أن ما يجري سيكون له
آثار خطيرة ومستمرة على الأطفال.
وأضافت أنه
داخل القطاع "هناك أناس يأكلون الآن طعام الحيوانات، ويأكلون العشب، ويشربون
مياه الصرف الصحي".
وأوضحت: "الأطفال
بالكاد يحصلون على الطعام، بينما الشاحنات تقف خارج رفح".
وكانت الأمم
المتحدة قد حذرت من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة، حيث يواجه 1.1 مليون شخص -أي
نحو نصف السكان- مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
وقال مكتب
تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن القيود المفروضة على دخول
المساعدات "لا تزال تقوض التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة
في جميع أنحاء غزة"، وإن الظروف "تدهورت أكثر" في مايو. ويدخل قدر
ضئيل من المساعدات بشكل رئيسي عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل.
وبحسب بلخي
التي تولت منصبها في فبراير الماضي فإن قطاع غزة بحاجة إلى "السلام، السلام،
السلام"، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في وصول المساعدات عن طريق البر.
وبعد زيارة
أجرتها مؤخرا إلى معبر رفح من مصر إلى جنوب قطاع غزة -وهو ممر حيوي للمساعدات
أغلقته القوات الإسرائيلية أوائل الشهر الماضي- حثت إسرائيل على "فتح تلك
الحدود".
وأشارت إلى أن
كرم أبو سالم "ليس كافيا"، وأن الجهود في الممرات البحرية وعمليات
الإنزال الجوي لم تعد منطقية في ظل وجود طرق برية أقل تكلفة وأكثر فعالية
و"تصطف الشاحنات" خارجها.
وأعربت بلخي
عن استيائها خصوصا من منع المعدات الطبية التي تعتبر "ذات استخدام
مزدوج"، وهي أجهزة تقول إسرائيل إنه يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.
وقالت بلخي:
"نحن نتحدث عن أجهزة التنفس الاصطناعي، والمواد الكيميائية لتنقية المياه
النظيفة".
وشددت بلخي
على الاحتياجات الماسة للمرضى في غزة، حيث يحتاج ما يصل إلى 11 ألف مريض وجريح في
حالة حرجة إلى الإخلاء الطبي.
وقالت:
"المرضى الذين يخرجون يعانون من بعض الإصابات المعقدة للغاية: كسور متعددة،
وجراثيم مقاومة للأدوية المتعددة، وأطفال يعانون من تشوهات كبيرة".
وبحسب بلخي
فإنه "من أجل إعادة تأهيل مثل هؤلاء الأشخاص ومعالجتهم، تحتاج إلى رعاية صحية
معقدة للغاية"، مشيرة إلى الضغط الهائل الذي تتعرض له الأنظمة الصحية الهشة
في البلدان المضيفة المجاورة، ولا سيما مصر.
والأسبوع
الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من حدوث "توقف مفاجئ" لعمليات
الإخلاء الطبي منذ شنت إسرائيل هجومها على رفح في أوائل مايو وحذرت من أن المزيد
من الناس سيموتون أثناء انتظار الرعاية.
وتحدثت بلخي،
وهي طبيبة أطفال متخصصة في الأمراض المعدية، عن آثار الصراع على الأطفال في المدى
القصير والطويل.
وشرحت أن
الحرب كان لها أثر مدمر على تدابير الصحة العامة الأساسية، مثل المياه النظيفة
والغذاء الصحي والتحصينات الروتينية، وهو ما جعل الأطفال عرضة للإصابة بالحصبة
وجدري الماء والإسهال وأمراض الجهاز التنفسي.
وقالت:
"سيكون لها تأثير كبير على الصحة النفسية. وسيتسبب هذا بمتلازمات كبيرة
لاضطراب ما بعد الصدمة".
وأضافت:
"أعتقد (بالنسبة) للأطفال الذين سمعوا القصف والدمار وعاشوا ذلك، سيتطلب
الأمر الكثير من الجهد لإخراجهم" من الصدمة.
وفيما يتعلق
بالأطفال الذين تم إنقاذهم من تحت الأنقاض، قالت: "لا أعرف حتى كيف يتعافى
الشخص من ذلك نفسيا".
وحول احتمال
إعادة بناء النظام الصحي المدمر في غزة في يوم من الأيام، أكدت بلخي أن "طموح
المانحين مرتفع. لكن من دون السلام يكون الأمر مستحيلا".