حصيلة جديدة للشهداء وقصف واشتباكات بـ(رفح) وشمال قطاع (غزة)
القاهرة / غزة
/ عواصم / متابعات:
طالب الرئيس
المصري، عبد الفتاح السيسي، مجددا بضرورة انخراط كافة الأطراف بجدية للتوصل لاتفاق
لوقف إطلاق النار في غزة.
وخلال
استقباله أمس السبت السيناتور ليندسي غراهام، زعيم الأقلية الجمهورية باللجنة
الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، أكد السيسي على أهمية
تكاتف الجهود الدولية لوقف الحرب ومنع توسع تداعياتها إنسانياً وأمنياً، محذراً من
خطورة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما يرتبط
بها من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أهالي القطاع، فضلاً عن
انعكاساتها على الأمن الإقليمي.
وذكر المتحدث
الرسمي باسم رئاسة مصر أن السيناتور غراهام أشاد خلال اللقاء بالدور المحوري
والأساسي الذي تقوم به مصر لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن الشراكة
الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة، والتي أثبتت الأزمات المتتابعة
إقليمياً وعالمياً أهمية مواصلة الجهود لتعزيزها، كونها من أهم ركائز الاستقرار
الإقليمي، منوهاً بالجهود والوساطة المصرية لاحتواء الموقف في قطاع غزة، ومثمناً
الأعباء التي تتحملها مصر لإنفاذ المساعدات الإغاثية.
وأضاف أن
الرئيس المصري دعا لوقف النار والتوصل لاتفاق يسمح بالتقدم نحو تطبيق حل الدولتين،
كونه المسار الأمثل لضمان العدل والأمن المستدام بالمنطقة.
يذكر أن
الرئيس الأميركي جو بايدن كشف في خطاب ألقاه في البيت الأبيض عن مقترح لوقف مستدام
لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن.
واستعرض
الرئيس الأميركي تفاصيل المقترح ويشمل 3 خطوات وتستغرق المرحلة الأولى ستة أسابيع،
وتتضمن: وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق
المأهولة بالسكان في غزة، مضيفا أنها تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم
النساء والمسنون والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
وأشار إلى أن
هذه المرحلة تتضمن إطلاق سراح رهائن أميركيين، وإعادة رفات رهائن قتلوا إلى
عائلاتهم.
وذكر الرئيس
الأميركي أن المرحلة الثانية من خارطة الطريق تتضمن إنهاء دائما للأعمال العدائية،
وتبادل وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وحتى الجنود الذكور، كما ستشمل انسحاب
القوات الإسرائيلية من غزة، مشيرا إلى أن المرحلة الثالثة ستتضمن خطة إعادة إعمار
كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات الرهائن.
إلى ذلك واصل
جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس قصف مناطق عدة من قطاع غزة خاصة في الشمال، وبمدينة
رفح حيث خاضت فصائل المقاومة اشتباكات ضارية تخللتها انفجارات.
يأتي ذلك فيما
يتواصل نزيف الدم للشهر الثامن على التوالي في القطاع حيث أعلنت وزارة الصحة بغزة
ارتكاب الاحتلال 5 مجازر جديدة، راح ضحيتها 95 شهيدا و350 مصابا خلال الـ24 ساعة
الماضية، مما يرفع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و379 والمصابين إلى 82 ألفا و407 منذ
السابع من أكتوبر الماضي.
وأفادت
الأنباء باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة عدد آخر في شارع "ثمانية"
الواقع في حي تل الهوى بمدينة غزة شمالي القطاع، حيث تكثف مسيرات الاحتلال
والقناصة مراقبة المنطقة والانتشار فيها.
كما قالت إن
قوات الاحتلال تواصل قصف أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى والشيخ عِجلين جنوب
مدينة غزة والتي أخليت من سكانها تقريبا.
وكشف أن قوات
الاحتلال تعمل على تدمير ونسف مربعات سكنية في هذه الأحياء المتاخمة لمنطقة
نيتساريم الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه.
وفي رفح، أكدت
الأنباء استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة
المحتسب في حي السلطان غرب المدينة.
من جهتها قالت
فصائل المقاومة بأنها تخوض اشتباكات ضارية متقطعة تتخللها انفجارات في محيط تل
زعرب غرب المدينة.
وقالت سرايا
القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها فجرت آلية إسرائيلية بعبوة
برميلية شديدة الانفجار في محور التقدم بمحيط منطقة أم رائد شرق رفح.
وأضافت أنها
قصفت بوابل من قذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغلة جنوب مخيم يبنا في رفح.
كما عرضت
كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)، صورا تظهر استهداف مقاتليها قوة
إسرائيلية بقذيفة "تي بي جي" المضادة للتحصينات، وقنص جنود إسرائيليين،
في محور التقدم وسط مخيم جباليا شمالي القطاع.
على صعيد آخر،
قال أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس، إن المقاومين من سرايا القدس نفذوا
خلال الأسابيع القليلة الماضية العديد من عمليات القنص التي طالت رؤوس جنود وقناصي
الاحتلال.
كما أكد إسقاط
11 طائرة مسيرة إسرائيلية خلال ذات الفترة، واستهداف قوات الاحتلال بشكل شبه يومي
في رفح وجباليا ومحور نتساريم.
وأضاف أنه جرى
أيضا قصف مستوطنات بئر السبع وسديروت وعسقلان، مؤكدا أن سرايا القدس تخوض
"حربا وجودية" في غزة والضفة الغربية، أمام "كيان مجرم يخوض حرب
إبادة شاملة ضد شعب أعزل".
وأردف قائلا
"نبشر العدو بأننا ما زلنا بألف خير وحرب الاستنزاف لن تكون إلا حسرة وندامة
عليه.. العدو بدأ يشعر بالغرق في غزة وسيخرج من القطاع ذليلا".
يشار إلى أن
جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل للشهر الثامن على التوالي حربه المدمرة على قطاع
غزة، مما تسبب في استشهاد وجرح عشرات آلاف الفلسطينيين، معظمهم نساء وأطفال، وفي
مجاعة وأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة.
كما واصلت
قوات الاحتلال استهداف مناطق متفرقة برفح جنوبي قطاع غزة في أمس 239 من العدوان
الإسرائيلي.
وفي مدينة
رفح، واصلت المقاتلات الإسرائيلية القصف الجوي والمدفعي المكثف على مختلف المناطق،
مع التركيز على الأحياء الشرقية مثل حي الجنينة، السلام، والبرازيل.
وأشارت
الأنباء إلى أن مناطق وسط مدينة رفح، بما في ذلك ميدان العودة والكراج الشرقي
ومخيم يبنا، وصولًا إلى دوار زعرب وحي تل السلطان، تشهد تمركز آليات الاحتلال في
عدة محاور.
وأوضحت أن هذه
الآليات تتحرك على طول محور “فيلادلفيا” بالقرب من بوابة صلاح الدين وبلوك O ومخيم يبنا وحي الشعوت ومحيط دوار زعرب وحتى
الحديقة اليابانية في تل السلطان.
كما أفادت
الأنباء بوجود قناصة الاحتلال على عدد من المباني تطلق النار تجاه كل من يتحرك،
وسط سقوط شهداء وإصابات في حي تل السلطان جراء إطلاق النار من طائرة “كواد كابتر”.
ولم تتمكن
طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب صعوبة الأوضاع.
وفي سياق
متصل، أعلنت كتائب الأقصى أن مقاتليها قصفوا القوات الصهيونية المتوغلة في محيط
دوار زعرب غرب مدينة رفح بوابل من قذائف الهاون.
من جهة أخرى،
أفاد الهلال الأحمر باستشهاد الموظف في دائرة إدارة مخاطر الكوارث محمد جهاد عابد،
بعد استهداف منزله مساء أمس في رفح، ليرتفع بذلك عدد شهداء طواقم الجمعية إلى 33
شهيداً، منهم 19 أثناء أداء واجبهم الإنساني.
وأعل جيش
الاحتلال الإسرائيلي في بيان له أن قواته تتواجد حاليا في وسط مدينة رفح، وذلك بعد
إعلانها فرض سيطرة عملياتية على محور فيلادلفيا الواقع على الحدود.
وشوهدت
الدبابات الإسرائيلية في وسط رفح لأول مرة يوم الثلاثاء الماضي.
ووفقًا
للبيان، قامت القوات الإسرائيلية في وسط رفح بتحديد مواقع منصات إطلاق صواريخ
تابعة لحركة حماس، وكذلك فتحات أنفاق وأسلحة. بالإضافة إلى ذلك، فككت القوات
الإسرائيلية منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لحماس في المنطقة (وفق مظاعم الاحتلال).
إلى ذلك رصد
تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في
رفح جنوب غزة، ووصفت الوضع المتفاقم في مخيمات النازحين بأنه «شبه مجاعة» يعيشونها
في ظل الانخفاض الكبير في كميات الغذاء والوقود وغيرها من الإمدادات التي تصل إلى
الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى لتوزيعها على السكان.
وذكر التقرير
أن مخيمات النازحين تمتد لأكثر من 16 كيلومترًا (10 أميال) على طول ساحل غزة،
وتملأ الشاطئ وتمتد إلى مساحات فارغة وحقول وشوارع البلدة. وتقوم العائلات بحفر
الخنادق لاستخدامها كمراحيض. يبحث الآباء عن الطعام والماء، بينما يبحث الأطفال في
القمامة والمباني المدمرة عن قصاصات من الخشب أو الورق المقوى لكي تحرقها أمهاتهم
لأغراض الطهي.
وأضاف
التقرير: خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أدى الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى فرار
ما يقرب من مليون فلسطيني من جنوب مدينة غزة والتشتت في منطقة واسعة. وقد تم
بالفعل تهجير معظمهم عدة مرات خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من 8
أشهر في غزة، والتي تهدف إلى تدمير حماس ولكنها دمرت المنطقة وتسببت في ما تقول
الأمم المتحدة إنه شبه مجاعة.
فقد كان
الفلسطينيون بمفردهم إلى حد كبير لإعادة توطين أسرهم وإيجاد أساسيات البقاء على
قيد الحياة.
وقالت منظمة
ميرسي كوربس الإنسانية إنه يتعين على الأسر عادة شراء الخشب والقماش لخيمها، وهو
ما قد يصل إلى 500 دولار، دون احتساب الحبال والمسامير وتكلفة نقل المواد.
وتقول الأمم
المتحدة وعمال الإغاثة إن السلطات الإسرائيلية التي تسيطر على جميع نقاط الدخول
إلى غزة سمحت لأعداد أكبر من الشاحنات التجارية الخاصة بالدخول إلى القطاع. ويقول
الفلسطينيون إن المزيد من الفواكه والخضروات أصبحت متوفرة في الأسواق الآن،
وانخفضت أسعار بعضها.
ومع ذلك، فإن
معظم الفلسطينيين المشردين لا يستطيعون تحمل تكاليفها. ولم يتلق الكثيرون في غزة
رواتبهم منذ أشهر، كما أن مدخراتهم تستنزف. حتى أولئك الذين لديهم أموال في البنك
لا يمكنهم في كثير من الأحيان سحبها بسبب قلة الأموال النقدية في المنطقة. يلجأ
الكثيرون إلى بورصات السوق السوداء التي تتقاضى رسومًا تصل إلى 20% لتقديم أموال
نقدية للتحويلات من الحسابات المصرفية.
وفي الوقت
نفسه، تقول الأمم المتحدة إن القوافل الإنسانية المحملة بالإمدادات للأمم المتحدة
ومنظمات الإغاثة الأخرى التي توزعها مجانًا انخفضت إلى أدنى مستوياتها تقريبًا في
الحرب.
وفي السابق،
كانت الأمم المتحدة تستقبل عدة مئات من الشاحنات يومياً. وانخفض هذا المعدل إلى 53
شاحنة في المتوسط يوميًا منذ 6 مايو، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الأمم
المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الجمعة. وهناك حاجة إلى نحو 600 شاحنة يوميا
لدرء المجاعة، وفقا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وفي الأسابيع
الثلاثة الماضية، دخلت معظم المساعدات الواردة عبر معبرين من إسرائيل في شمال غزة
وعبر رصيف عائم أقامته الولايات المتحدة لاستقبال الشحنات عن طريق البحر. أما
المعبران الرئيسيان في الجنوب، رفح من مصر وكرم أبو سالم من إسرائيل، فهما إما لا
يعملان أو لا يمكن للأمم المتحدة الوصول إليهما إلى حد كبير بسبب القتال بالقرب
منهما. وتقول إسرائيل إنها سمحت لمئات الشاحنات بالمرور عبر معبر كرم أبو سالم،
لكن الأمم المتحدة لم تتمكن إلا من جمع حوالي 170 شاحنة منها على جانب غزة خلال
الأسابيع الثلاثة الماضية لأنها لا تستطيع الوصول إلى المعبر.
وقد انخفض
دخول الوقود إلى حوالي ثلث ما كان عليه قبل هجوم رفح، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون
الإنسانية. ويجب أن يمتد هذا المبلغ المخفض بين الحفاظ على عمل المستشفيات
والمخابز ومضخات المياه وشاحنات المساعدات.
وقال ستيف فيك
المتحدث باسم المجموعة الإنسانية الأميركية أنيرا «نواجه صعوبة في توزيع ما نستطيع
جلبه إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه بسبب قلة الوقود للشاحنات».
وتدفق معظم
الفارين من رفح إلى المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل والتي تتمركز في منطقة
المواصي، وهي شريط قاحل إلى حد كبير من الأراضي الساحلية. وتم توسيع المنطقة
شمالًا وشرقًا لتصل إلى أطراف مدينة خان يونس ومدينة دير البلح بوسط البلاد،
وكلاهما مملوء بالسكان أيضًا.
وقالت سوزي
فان ميغن، رئيسة العمليات في غزة للمجلس النرويجي للاجئين، الذي لديه موظفون
يعملون في المواصي: «كما نرى، لا يوجد أي شيء إنساني في هذه المناطق».
وحذرت جماعات
الإغاثة منذ أشهر من أن الهجوم على رفح سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.
وحتى الآن، ظلت العمليات الإسرائيلية أقل من مستوى الغزو الشامل الذي خططت له، على
الرغم من اتساع نطاق القتال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الأجزاء الشرقية من
رفح إلى المناطق الوسطى من المدينة. أصابت غارة يوم الأحد مخيمًا للنازحين في
الجزء الغربي من رفح، مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 45 شخصًا، وفقًا لمسؤولي
الصحة. واعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقوع «خطأ مأساوي».
ومن بين
النزوح الذي تسبب فيه الهجوم، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها
الأسبوع الماضي مخيمات كثيفة جديدة من الخيام تمتد على طول الساحل من شمال رفح
مباشرة إلى خارج دير البلح. تكتظ الخيام والملاجئ المتداعية بكثافة في متاهات من
الصفائح المعدنية والبلاستيكية المموجة، والبطانيات والأغطية المغطاة بعصي خشبية
لتوفير الخصوصية.