أخي الرئيس فوضتك وانتخبتك كافة فئات الشعب بنسبة وتوافق لم يحصل عليها رئيس قبلك في هذا الوطن وهي رسالة لها معناها ومغزاها من شعب ضاق بالقوى التي حكمته سنوات كلها وعود كاذبة وأوهام تزول بمجرد سحب صناديق الاقتراع والنتيجة وطن منهار ومتهالك اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ونحن نعلم انك تعالج أوجاع الوطن بتأنٍ وحكمة وبصيرة لأنهم فخخوا الوطن ببؤر قابلة للانفجار في لحظة تهور وكنت خير من انتزع فتيلها وروض من في متاريسها لكن الاقتصاد هو المعضلة الأهم ورفع الدعم عن المشتقات النفطية هو دواء لذلك السقم الذي أصاب الاقتصاد ولا نعتبره قراراً بل وصفة طبية لها خطواتها المتتالية والمتتابعة وبالتسلسل المطلوب تعالج الداء خطوة تلو خطوة تبدأ من الأعلى لتصل إلى الأسفل بالسير وفق خطوات مدروسة وتسلسل محدد سلفا ومن دون ذلك يمكن أن نعتبرها جرعة مرة تجرعون بها الشعب كغيرها من الجرع السابقة في عهد الفساد التي كانت تخدم الفاسدين وتضر الفقراء والمساكين ولا داعي لأذكركم بنتائجها فالكل اجمع على فشل الحكومات السابقة في إدارة البلد بل تأكد للجميع ان الفساد كان سلوكاً وثقافة ونظاماً مؤسساً تشرعه القوانين والسلطات العليا.. لازالت شوائب من الفساد تحوم حولك ولازالوا يمارسون الفساد ليعيقوا حكمك ولنصارحك أخي الرئيس تعمل بأدوات بعضها غارق بالفساد ولم نستبشر منهم خيرا في تغيير ذواتهم وسلوكياتهم استخدموا أدواتهم المسمومة ليدمروا الريال أمام الدولار وتتدهور العملة ليدخلوا البلد إلى وحل الانهيار الاقتصادي وهنا ستكون الكارثة التي ستحل بالمواطن ونحمد الله أننا لم نصل لذلك لأنك والخيرين والشرفاء الذين يعملون معك كنتم لهم بالمرصاد .
أنا لست نائبا للشعب فنواب الشعب قد اختارهم النظام السابق بعناية ليكونوا سنده وحتى المجالس المحلية ولكني جزء من هذا الشعب المغلوب على أمره وسأقبل برفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي لم يفدني بأكثر ما أفاد لوبي الفساد والاحتكار والناهبين و لكن لي شروطي في ذلك فهل هذا من حقي أم لا ؟
لي مطالب منذ ثلاث سنوات بحت أصوات الجماهير تطالب بها ولم ينفذ منها شيء وأهمها محاكمة القتلة واستعادة الأموال المنهوبة ومحاربة الفساد وتقديم من أجرموا بحق الوطن والجماهير للمحاكم .
كما نريد عدالة توزيع الثروة وإرساء المواطنة المتساوية أي كل موظف له راتبه الذي يوفر له متطلباته واحتياجاته الضرورية دون الحاجة لان يكون فاسدا تضطره الحاجة لتغطية عجزه في توفير احتياجاته ونكون جميعا متساوين بالحقوق والواجبات بان ندفع ما علينا من فواتير كهرباء وماء واتصالات ونت وأنت ومن معك من الحكومة أولنا من الراتب المخصص للفرد لا يوجد نافذون يستهلكون الكهرباء كيفما شاؤوا ويغرفون من النفط ما يحلو لهم ويستلمون أكثر من راتب وخزينة الحكومة خزنتهم ومن يطالبهم بدفع الفواتير يواجهونه بالمسلحين الذين يحرسون قصورهم ويستلمون رواتب من خزينة الدولة والبعض منهم له عدد هائل من الجنود والوهميين ينهبون خزينة الدولة دون خجل لان الفساد سلوكهم وثقافتهم تربوا وترعرعوا عليها وزعيمهم كان يعلنها في خطاباته تقلبوا فقلبوا الوطن.. في ظل بقاء مثل ذلك نحن نرفض رفع هذا الدعم لأنهم باقون متطفلين على حقوقنا وفارضين أنفسهم متمايزين عنا يعيقون أي أجراء علاجي لقضايانا ومشاكلنا .
أخي الرئيس الوطن لم يعد يحتمل من يكلفه الكثير فإذا كان شخص يأخذ نصيب ألف شخص او أكثر هنا يسقط ميزان العدل وهذا اكبر ضرر للوطن والتغيير ومستقبلنا القادم لا يمكن أن نتشدق بالعدالة والمساواة وهناك من يرفض أن يتحول إلى مواطن شريف كغيره من مواطني الوطن لنرسي المواطنة المتساوية أذا أراد أن يميز نفسه فليذهب للجحيم .
الأهم أن رفع الدعم يتطلب الاستمرار في جرع تقشفية للحكومة والسلطة والنافذين الذين نريدهم أن يتحولوا إلى مواطنين صالحين لهم ما لنا وعليهم ما علينا وتلك الجرع يجب أن ترافقها إجراءات صارمة وحازمة في محاربة الفساد والفاسدين وإعلان أسمائهم للعامة وعدم إعادة تدوير الفساد بتعيين من فسدوا في السابق في مناصب اليوم .
الشعب سيكون سندا لك وصمام أمان للسير نحو المستقبل المنشود أذا استشعر بإجراءات جادة لتصحيح الاختلال الذي خلفه الفاسدون وفرض عدالة التوزيع للثروة والفرص وفق نظام ينصف الجميع لا يميز احداً عن الأخر لا نريد سياستهم الفقير يزداد فقرا والغني يزداد غنى بل علينا أن نخفف من وزر الفقير بمحاربة الاحتكار والفساد والمفسدين وإرساء المواطنة المتساوية.
نحن معك أخي الرئيس .. ولكن !
أخبار متعلقة