لم يكن يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م يوماً بهيجا فحسب وإنما كان وما يزال اليوم الخالد المتجدد الذي يفوح عبقه تلاحماً ومحبة وصفاء بين أمشاج النسيج الاجتماعي في البلاد الذين كانوا وما يزالون دعامة عظمى من دعائم وحدتنا الوطنية والتي تزدان بدعامة الوسطية والاعتدال ونبذ كافة أشكال الغلو والتنطع والتطرف هذا فضلا عن دعامة التعليم الذي كرس الانفتاح وأنعش قيم التعايش السلمي بين كافة أفراد الشعب اليمني العظيم مقتاً للتعصب الطائفي والمذهبي والعشائري والحزبي والجهوي.
فلطالما حلم الشعب اليمني العظيم في الشمال والجنوب بتحقيق هذا المنجز الحيوي والمكسب الفعال الذي عاظم من قوتنا وزادنا قوة إلى قوتنا بعد أن كنا أشلاء ممزقة ، وطاقات هائلة مبعثرة فالسواد الأعظم من أبناء جلدتنا يرى في الوحدة وجوده وحياته إلا أن وحدتنا الوطنية المباركة مرت بمنعطفات ومزالق شديدة خلال ( نظامي) الحكم من مولد الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م وحتى 11 فبراير 2011م يوم انطلاق ثورة الشباب الشعبية السلمية الناجحة التي أمدت شرايين الوحدة بالدم النابض بحب الوطن التواق إلى يمن جديد بعد أن جفت الدماء في شرايين وحدتنا الوطنية لقاء الممارسات الرعناء والتصرفات الهوجاء لنافذين من أرباب وأزلام النظام السابق الذين بسطوا وصايتهم على المحافظات الجنوبية وسعوا إلي نهب الأراضي ما ولد انعكاسات سيئة وقناعات سلبية ضد الوجود الوحدوي ، فتعالت الأصوات وبحت في طلب الانفصال وفك الارتباط من قبل ( بكسر القاف) فصائل الحراك الجنوبي السلمي ، فتهاوت أحلام اليمانيين إثر هذه النازلة وتلك الفاجعة التي عمقت الشحناء والبغضاء ، وأورثت الحقد والجفاء.
لقد كانت الدولة المدنية الاتحادية ومازالت مطلبا ثوريا، ذلكم ان العمل الثوري السلمي له مقوماته من النضال السياسي السلمي الى ايجاد وانشاء الدولة التي تعبر عن تطلعات ذلك العمل الثوري فكانت التسوية السياسية العادلة والتغيير الحضاري السلمي والانتقال السلس للسلطة وصولا الى حياة الشراكة في الثروة والسلطة حيث جعل بوابة الولوج الى تحقيق كافة الأماني والتطلعات نجاح مؤتمر الحوار الوطني بمخرجاته النيرة التي عبرت عن مطالب واحتياجات الشعب اليمني العظيم الذي يؤكد وحدته عن طريق الفيدرالية واقاليم الحكم المحلي واسع الصلاحيات حيث يجب ان تغذي عقول وأفئدة الناشئة والشباب بالأهمية البالغة لهذه الوحدة، ولمعاني وقيم الوحدة السامية من الاخاء والتواد والتلاحم والاصطفاف اثناء المحن وعاديات الزمن علاوة على قيم الوحدة السامية من الوسطية والاعتدال والمرونة والتسامح والعفو والشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة من أجل ان نحيي ثقافة الوحدة لدى مختلف الفئات العمرية.
ويداهم قلبي المرهف شعور قوي بان الامة اليمنية بمختلف فئاتها وشرائحها وقواها السياسية والاجتماعية ستكون درعا حصينة للوحدة في ظل الاقلمة وسوف يكتب للوحدة مزيد من الاستمرار ومزيد من البقاء وقد تم معالجة المظالم ولا ضير من معالجة مكثفة لان الله سبحانه وتعالى يؤيد الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يؤيد الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة، فالله سبحانه وتعالى عادل يحب العدل حيث ستكون دولة الوحدة عبارة عن دولة مدنية اتحادية حديثة حيث الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بتحطيم جميع الفوارق والامتيازات الطبقية والمادية والجاهلية بحيث نحيا حياة تملؤها السعادة والاستقرار والسكينة العامة والأمن والأمان، فثمة هذه الأيام من يحاول ان يعكر الصفو الاجتماعي من خلال افتعال الازمات عن طريق استهداف ابراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية والتعرض بالأذى والتفجير لانابيب النفط ما خلق ازمة مدوية في الوقود عجزت معها الحكومة عن سد العجز القائم في المحافظات كأمانة العاصمة التي تشكو سباقا محموما منذ الصباح الباكر على الطوابير الممتدة امام المحطات، فالى مثل أولئك نقول ارحموا الوطن فالوطن وطن الجميع ولا دخل للكهرباء والنفط في المشاكل والحزازات الأخرى ولنكن صفا واحدا من أجل بناء هذا الوطن المعطاء الحر.
ولذلك كانت الوحدة اليمنية المباركة بين فرحتين.. الفرحة الأولى هي فرحة تحقيق هذا المنجز الحيوي المهم، والفرحة الثانية اننا نحتفي بها تزامنا مع نجاح مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي اثلجت صدور الأشقاء والأصدقاء صوب الدولة المدنية الاتحادية الحديثة.
نتمنى ان يجمعنا الله عز وجل من خلال هاتين الفرحتين ويؤلف ما بين قلوبنا ويلم شعثنا ويوحد كلمتنا ويبدد ازماتنا وكروبنا وكل عام وأبناء شعبنا اليمني العظيم وقيادته السياسية الحكيمة وقواته المسلحة والأمن وقواه ومجاميعه السياسية والاجتماعية بألف ألف خير والى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.
الوحدة اليمنية بين فرحتين
أخبار متعلقة