ها نحن ماضون في استعادة بريق فرحتنا بيوم الـ22 من مايو بعد أن كانت قد سارعت تحاول حجبها والمباعدة ما بيننا وبين ما تنادينا لتلبيته فيها وبلوغه عبرها طفح تكالبات ونوايا وممارسات أخذت تتكشف معلنة عن نفسها مستعرضة قدرتها بالعصف بمكانة هذا اليوم وتعريض أبرز عناوينه للخفوت والبهوت والتراجع مع حلول الذكرى الأولى لهذا اليوم في 1991م، وحتى إلى ما بعد عشرين عاماً خلت.
ها نحن نستعيد وهج بريق احتفائنا بيومنا هذا بعد طول أمد المراوحة والإصرار على انتزاعه من جذور انتمائه. منطلقين من حقيقة صدق ارتباطنا بهويتنا وأرضنا ووجودنا وإنسانيتنا، وبمزيد من حبنا للحياة والإقدام عليها، وبعزمنا على مقاومة وتخطي وتجاوز كل من يحاول اختصار وتقزيم وجودنا كأمة مهما طال زمن الاستبداد والقهر والإلغاء الواقع عليها لابد أن تعاود الخروج من جديد أصلب وأمضي وأبدع مكانا وخلقاً وتحدياً بمعين مد رجالاتها وأناسها الأكثر تميزاً واستثناء في المواقف والصمود والفعل المبين.
ها نحن نتماثل قامات عطاء وسخاء نجتبي زخم تطلعاتنا وآمالنا التي تهافتنا صغاراً وكباراً شيوخاً وأطفالاً نساء ورجالاً نفتديها نرقص ونغني على وقع قادم أيامها متجاوزين صغائر أطماع ونذالات وسخف من لاذوا بدناءة أنانياتهم وأوهامهم وفقر ضمائرهم وذممهم ممن تسابقوا يتنافسون يحرفون ويتحارفون يلعبون ويتلاعبون يرصدون ويترصدون للإيقاع والالتفاف على عناوين أيامنا التي أعقبت عام 1990م لصالح صغائر إطماعهم وتفاهات عنجهياتهم، واستكبارهم وجهلهم الموتور ظانين بذلك أنهم يستطيعون بذلك مواصلة الالتفاف والتحايل على مبادئ راسخة وجذور ثابتة وأمنيات عالية سامقة سطرها وعاش بها ولها الإنسان اليمني طوال مراحل تاريخه القديم والحديث والمعاصر، وأنهم قد بلغوا وأصبحوا على قدر من المنعة والحصانة التي تباعد بينهم وبين قرب يوم افتضاحهم وفضحهم وتعريتهم وإسقاط عروشهم. وبعد أن كادت ضآلة عقولهم وبؤس صنائعهم ومحدودية وقصر إبصارهم وبصائرهم تقنعهم بأن لا عودة ولا رجعة لهذا الشعب في معاودة الخروج طلباً لنيل وملاقات ما نادوا به والتفوا حوله واستبشروا به من توحد وعدل وأمن واستقرار وتطور حتى فاجأتهم الفجيعة عندما جن جنونهم وخارت فنونهم وتلاشت تصوراتهم . وقت أن هب الشعب اليمني مكذباً ما أفشوه وأسروه من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال معارضاً مقاوماً سطوة وتجبر وحكم وتحكم الأسرة والقبيلة والجماعات الواصلة والموصولة المغلقة على نفسها التي سرعان ما اعتراها الفزع وزلل وجودها صدق بيان النبأ أن الشعب أكبر من أن يشل أو يخدع مهما تعامدت في افقه سرف الظلام وتعقبت آ ثاره نقائص البغض والتبلد لتمنعه وتعيقه عن التقدم أكثر مما يراد له التقدم.
ولا باتنتسي يا يوم 22
أخبار متعلقة