الحوار كان ثمرة من ثمار نضال هذا الشعب العظيم ، هذا الشعب الكبير بكل فئاته، وفي مقدمة تلك الفئات كانت نضالات وجهود الشباب ، أولئك الذين بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل التغيير ،في العام2011م كان الوطن يغلي ،وكانت مشيئة الله أن يلطف بهذا الوطن ،و خلال عام واحد من فبراير 2011م وحتى فبراير2012م كان التغيير وتوج الأخ الرئيس/ عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية في 21فبراير 2012م .هذا الرجل الحكيم وهذا القائد الفذ ,الذي تولى الأمور في لحظات حاسمات ووضع معقد ,صعوبات كالجبال في ظل توسع قوى وشتاتها كادت أن تؤدي بهذا الوطن إلى المهالك.
ولا يصدق أحد أنه وخلال عام من فبراير 2012م وحتى مارس 2013م كان اليمانيون يجلسون على طاولة واحدة ويدشنون مؤتمر الحوار الوطني في 18مارس 2013م ,اجتمع اليمنيون بشتى فئاتهم وأحزابهم وتوجهاتهم وكل مايملكون من رؤى متناقضة وبالأفكار المتناحرة وبنظريات متعددة ، اجتمعوا لمدة عشرة أشهر ، وكانت الرهانات ،رهانات الزيف والخداع ،والإرهاب والباطل ،كانت رهانات عالية بعلو حجم الشائعات التي تمارس بهذا البلد فاليوم التي تدير حياتنا ليست الحقائق إنما للأسف الشديد الجدل والدجل والشائعات تلك التي سقفها عالٍ في حياتنا . مانقرأه من دجل وكذب رصدت له عشرات الملايين من الدولارات لعمل مواقع إلكترونية، ونهبت أجهزة الدولة لعمل قنوات تلفزيونية لا هم لها إلا أن تخدع هذا الشعب ،كان حجم الزيف العالي والذي لازال إلى اليوم يمارس كان مهمته الأساسية أن يخنق الحوار الوطني ،عندما تبث كمية كبيرة من الأكاذيب ، يعتقدون أنهم يستطيعون أن يخلقوا أجواء لايتمكن من خلالها أعضاء مؤتمرالحوار الوطني من أن يصلوا إلى حلول وإلى مخارج لإزمات هذا الشعب ،ولكن إرادة الله غلابة ، الحق يعلو ولا يعلى عليه ،الزيف الخداع ، الكذب ، الإشاعات حبالها قصيرة كما تعلمنا جميعا منذ الصغر .
نعود لنقول لقد كان هذا الانتصار العظيم ،هذا التتويج الكبير لجهود أولئك المخلصين من كانوا في القاعة وفقهم الله عز وجل أن يتمتعوا بأعلى درجات الإخلاص حتى وان اختلفوا، فأخرجوا هذه الوثيقة الإستراتيجية التي تعنى برسم مستقبل اليمن على مدى خمسين عاما قادمة .لا نقول عشراً أوعشرين سنة بل نصف قرن ، إذا أشتغلنا بهذه الوثيقة نحن نملك أسباب النجاح ، إذا أشتغلنا بتلك الوثيقة نحن نملك مقومات اليمن القوي ، أسباب الدولة الحقيقية التي كنا نبحث عنها ، عوامل بناء الدولة التي لايريد البعض لها إلا أن تكون دولته ، دولته كشخص ، دولته كمجموعة ،دولته كفرقة ، دولته كحزب ويأبى أن تكون الدولة دولة الشعب ،هذه الوثيقة التي قاد اليها - حتى انجزت - الرئيس / عبد ربه منصور هادي ،أعادت لنا الإعتبار جميعا كيمنيين وأننا بإمكان الكل أن ندخل المعاهد والكليات العسكرية ،لم تعد محصورة لفئة ولا لقبيلة ولا لحزب ،ولا لتوجه ، بل من حق كل أبناء الشعب أن ينتسبوا للمؤسسات العسكرية ، من حق هذا الشعب أن يتعلم داخل المؤسسات العسكرية كيف يصون هوية هذا البلد فاليمن هوية غالية وعزيزة ،لا أقول لدينا كيمنيين ولكن لدى كل العرب ، كل عربي يتمنى أن يكون أصله يمنياً ، فكيف يعقل أن يأتي صغار وطائشون ليقولوا مالا يقال ويتكلموا بما لايصدق، كيف يعقل هذا .؟؟؟لا يعقل هذا الا إذا كان الجو جو كذب وخداع . لا يفهم إلا إذا كان الجو جو تضليل وإشاعات .
إن من بدد الزيف والضلال والكذب هم أبناء القوات المسلحة بصمودهم ووقوفهم ، واستطاعتهم أن يحموا هذا الوطن لينتصر الحوار وليخرج المتحاورون من قاعات الإجتماعات في صنعاء بهذه الوثائق الثمينة التي أعادت للجنوب حقه ، هم تغنوا وتشدقوا بالجنوب يعتقدون أن الجنوب احتكار ، يعتقدون أن الجنوب ورقة كتبت باسم فلان ووضعت تحت حجر .هذا الجنوب ملك هذا الشعب ، كل هذا الشعب ،كما تعز ملك هذا الشعب ، كما صنعاء ملك هذا الشعب ،(المؤمنون يقوم بذمتهم أدناهم )حديث شريف .أدنى واحد منا من حقه أن يحمي هذا الوطن وأن ينتصب واقفا يمثل هذا الوطن .
وعليه فاليوم مخرجات الحوار الوطني أعادت التوازن الذي كان مفقودا منذ فترات طويلة ،التوازن فقد للأسف الشديد بسبب التطرف ،هذا التطرف الذي وجد أول ماوجد في الستينيات وأستمرت تلك المسيرة مسيرة التطرف لتوصلنا إلى هذه الضحايا التي نراها اليوم ، ولكن كان المخلصون ، كان الرجال ، كانت المواقف الكبيرة ، كل أولئك أبوا إلا أن يكون للحقائق موقع , وأبو الا أن يكون للرجال مواقف .فكانت هذه الوثيقة العظيمة وهذه الوثيقة الكبيرة ،وجاء الاقتناع في أن تقسم اليمن إلى عدة أقاليم ،وعندما نقول أقاليم علينا أن نقرأ الوثيقة نعود إلى المخرجات . فهي أقاليم إدارية وليست سيادية ، أقاليم تسهيلات إدارية . لانذهب بملف أي قضية أو أمر من الأمور البسيطة إلى المركز في صنعاء .نستكمل معاملاتنا داخل عدن، لايذهب المال العام كإيرادات إلى صنعاء كل محافظة عندها بنكها الخاص وتكون معاملة المال العام من عندها لانذهب إلا بمشاريع محددة وبمستويات محددة تتعلق بالدولة الإتحادية مثلما يجري بكل سائر دول العالم.
ومنه فعدن لها مستقبل ، في ظل البحث عن المستقبل الحقيقي،إذا أردنا أن نبحث عن إقتصاد حقيقي فلنبحث عن هذه المدينة .لن يستقيم أمر اقتصاد اليمن بدون هذه المدينة . إذ أن هذه المدينة هي منجم ذهب .منجم ذهب هي أغلى من البترول .!!!!والغاز والموارد الطبيعية بالنسبة لليمن .
هذه المدينة كانت تديرها أكبر قوة في العالم .الأمبراطورية البريطانية , ولو كان شأن هذه المدينة سهلا ، لأدارتها أي شركة من شركات العالم .جاءت القوة الأكبر والقوة الأعظم في العالم لتعطيكم حقيقة هذه المدينة . أن هذه المدينة عالمية كونية بحجم العالم ، ولم نع نحن الدرس .بعد الاستقلال لم نع الدرس عطلنا المدينة عطلنا الميناء نشغل المدينة بوظيفتها الأساسية، كإقتصاد كميناء , كأسماك وكسياحة وحينها سيعم الخير لا أقول اليمن بل المنطقة والعالم .
تقتضي الظروف ان يكون دور الأمن والقوات المسلحة في هذه المرحلة بالغ الأهمية , منتسبو المؤسسة العسكرية رموز هذا الوطن طاقته ودرعه الحامي. المواطن وقت الحيرة يبحث عن هذه المؤسسة وكلما كانت متسلحة بالوعي اللازم ومتواجدة في المواقع اللازمة . وعندها الإمكانيات الكافية والقدرات اللازمة ، لاشك بأنها ستقوم بالدور المنوط بها , وتستطيع أن تحافظ على الوطن وأن تبقى راية هذا الوطن وعلمه خفاقة إلى يوم القيامة .
إن إعادة الهوية اليمنية ليست بالخطابات ، الهوية اليمنية إذا أردنا أن نرد اعتبارها يجب أن تعلق حول هذه الهوية مصالح مشروعة ، مصالح الناس ، يجب أن نؤسس ونحدث تعليم الناس، يجب أن نحسن صحة الناس ،يجب أن نحسن دخل الناس يجب أن نوفر وظائف للناس ،هذا الذي يجعل الإنسان ويجعل المواطن يتمسك بهذه الهوية .لا معنى للهوية من خلال الخطابات ، ومن خلال الإعلانات والمنشورات .الهوية معناها (وطن يعطيني حقي وأنا أرفع رايته وأحميه) . أما عندما لايعطيني هذا الوطن حقي ويحتكر هذا الحق لأبنائه أو لأفراده أو لحاشيته أو لحزبه ، فالوطن يضيق، يضيق بقدر هذا الضيق عندما ينحصر كل الوطن بشخص واحد.فلنعمل على إيجاد مصالح حقيقية للناس ، نطور التعليم ، نطور الصحة ، نطور الكهرباء ، على الدولة أن تتحمل مسؤولية في هذا الجانب . والأن المسؤولية جزء منها ألقي في دائرة الأقاليم .وعلى الإخوة الذين يعملون في الأقاليم أن يعرفوا أنه إذا لم توجد خدمات للناس فإن أمورنا ستكون أصعب .وإذا أنجزت العديد من الخدمات سيؤمن المواطن بكل يسر وسهولة أنه بإمكانه أن يحب هذا الوطن ، وأنه بإمكانه أن يخلص لهذا الوطن .
> محافظ محافظة عدن
الوطن يتجاوز التحديات ويصنع المستقبل
أخبار متعلقة