خمسون عاماً وأكثر تاه فيها اليمنيون كثيراً وهم يعيشون حلم الدولة ويبحثون عنها، حروب وصراعات خاضها جنوب اليمن وشماله لترسيخ مداميك الدولة الوطنية الحاضنة للجميع ولكنهم تاهوا في مربع الصراع على السلطة، 23عاماً قضاها الجنوب في صراعات الرفاق ومثلها قضاها الشمال في الانقلابات العسكرية حتى الوحدة التي فرحنا لها كثيراً لتكون مدخلاً لبناء دولة حديثة وتجسيداً للمشروع الوطني وكان أهم عوامل إخفاقها هو الصراع على السلطة.
شريكا الوحدة لم يستفيدا من تجاربهما السابقة مع الصراعات والأزمات التي كانت تدور في كل شطر فلذلك سرعان ما سقطا في أول اختبار حقيقي فكانت أزمة صيف 94م لأن كل طرف كان حريصاً على القضاء على الطرف الآخر وإنهاءه تماماً، اليمن شمالة وجنوبه لم يكونا دولاً وإنما سلطات حكم أخفقت في بناء الدولة، علينا البحث عن مقاربات جديدة تؤسس للتعايش من خلال عقد اجتماعي جديد مستفيدين من كل تجارب الماضي، فوهات البنادق وكل وسائل العنف والتشدد لن تقدم حلولاً وعلينا الرضوخ لصوت العقل والحكمة ومصالح شعبنا اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه أذا كانت المركزية المقيتة والاستئثار بالسلطة والثروة سبب مشاكل اليمن المزمنة فالحوار قدم حلولاً وأفكاراً لمعالجة هذه المشاكل والتي سيتم تضمينها في الدستور الجديد الذي سيخضع لاستفتاء شعبي وإذا كان لديكم ما تقدمونه من أفكار ورؤى تخدم قضية الشعب في الجنوب كان المكان المناسب لطرحها مؤتمر الحوار الوطني الذي وفر الندية تحت المظلة الإقليمية والدولية والسقف كان فيه مفتوحا لمناقشة أي قضايا ومن ضمنها الانفصال، أيها الجنوبيون لا تعولوا على الابتسامات العريضة التي علت وجوه القادة الجنوبيين في بيروت الحريصين على الزعامة أكثر من حرصهم على الجنوب، الذي فشل في بناء دولة وهو الرجل الاول فيها فلن يستطيع استعادة دولة أو بناءها وهو يتسول المواقف السياسية ويستثمر دماء الجنوبيين من خلال الزج بهم في احتكاكات غير متكافئة مع الأجهزة الأمنية ويتسبب في إزهاق أرواح بريئة، إلى أين يريد أن يأخذنا البيض وخبرته!؟ أيها القادة أنتم سبب معاناة الجنوب!! الفترة من مارس2007 وحتى فبراير2014م بينت بوضوح مدى عمق خلافاتكم وفقدان الثقة فيما بينكم، أذا أنتم أخفقتم في بلورة مشروع جنوبي جامع لكل الجنوبيين فماذا تنتظرون !! شعب الجنوب لا تنقصه المغامرات غير المحسوبة، أذا كان كل شيء لا يعنيكم فما الذي يعنيكم في هذا البلد، العالم كله أجمع على دعم الحوار والقضية الجنوبية كانت القضية المركزية والمحورية فيه، ما أرتكب في حق الشعب الجنوبي والساسة والمعارضون أبان حكمكم كبير جدا ولن يطمئنه تصالحكم وتسامحكم،لم نر في حشودكم الإ شعارات تقود الى الحقد والكراهية وتقسم المجتمع ،ما تطرحونه من مشاريع لا تختلف عن سياسات حقبة الستينات والسبعينات، إذا أنتم تُخونون من هو معكم وأنتم لستم سلطة ولادولة فكيف ستفعلون مع معارضيكم إذا مكنتم من الدولة!؟ نحن جنوبيون ونعرف كل ما حدث ويحدث في الجنوب!! الشعب الجنوبي غير مستعد لحلم جديد يفوق بعد 23 سنة أخرى على سراب!! الحوار الوطني قدم حلولاً للقضية الجنوبية وشارك فيه جنوبيون قد تتفقون وتختلفون معهم ولكنهم استطاعوا أن يقدموا للجنوب مالم تقدموه في اتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق!! فيدرالية الأقاليم أفضل الحلول الممكنة أقليما عدن وحضرموت سيداران بأياد جنوبية وطاقات وقدرات أبنائها.. اثبتوا للعالم أن الشمال لا يريد بناء دولة ولايقبل بالتعايش وأثبتوا قبل ذلك للجنوبيين المختلفين معكم سياسياً أنكم تقبلون بالآخر مهما اختلف مشروعه مع مشروعكم طالما يناضل من اجل تحقيقه سلمياً !!.
حـــــلم الــــــدولة !!
أخبار متعلقة