ينكرونها ويعاقرونها..يلعنونها ويمارسونها...هكذا هم (الاخوان) مع العنف ومع فكرة فرض نفوذهم في الحكم بقوة السلاح، فلطالما قرأنا للاخوان في كتاباتهم أنهم ضد العنف وأن الأمن لم يقبض عليهم منذ السبعينات في أي قضية مرتبطة بالعنف، وأنهم مع الجهاد السياسي ولا يفكرون أبدا في استخدام القوة، واذا بهم عندما حانت لهم فرصة استخدام العنف مارسوه وكأنهم يتعبدون به لله رب العالمين ! ورغم أنني كتبت منذ سنوات وظللت أكتب بلا توقف ان جماعة الاخوان هي جماعة خوارجية العقيدة، تكفيرية، ترى ان المجتمع المصري هو مجتمع جاهلي، وأن هذا المجتمع بعيد عن العقيدة الصحيحة، وأنهم اذا وصلوا للحكم لن يطبقوا الشريعة، لأنه لا يجوز تطبيق الشريعة في أمة كافرة، وانما تجب اعادة الأمة الى التوحيد أولا، وادخالها في الاسلام، فاذا عادت فان الجماعة ستطبق حينها الشريعة، ثم كان ان كتبت العديد والعديد من المقالات والأبحاث عن ان الجماعة بسبب تلك العقيدة الفاسدة ستمارس العنف ذات يوم في مواجهة من يقف في طريقها، اذ يبيحون قتل كل من يقف ضد «اعادة الشعب للاسلام»، الا ان معظم النخب لم تأخذ الكلام على محمل الجد، حتى عندما قام طلاب الاخوان عام 2007 بعمل عرض عسكري في جامعة الأزهر أخذ العديد من القيادات السياسية الليبرالية واليسارية تبحث لهم عن تبريرات! ثم نسي هؤلاء بعد ذلك أقوال المرشد السابق مهدي عاكف عن وجود جيش جرار من الاخوان قادر على الجهاد في فلسطين ولبنان، الا ان البعض من أصدقاء الاخوان ومن أصحاب اخوان الصفا حاول التعتيم على تلك التصريحات وأخذ البعض بسياسة التبرير!.
ولكن بعد وصول الاخوان للحكم ظهر الوجه الحقيقي لهم، جماعة رأت ان العنف هو الفريضة التي تتقرب بها لله، وأنه هو الذي سيساعدهم في قهر الأمة الجاهلية، وعلى الرغم من ذلك فان البعض لايزال حتى الآن ينكر عنف الاخوان! مع ان القصة واضحة للأعمى، وبالتالي فهي لا تحتاج الى خبير خطوط لفك ما ظنوا أنه طلاسم، فمحمود عزت هو المرشد الفعلي، وهو الآمر الناهي..ومحمود عزت هذا هو أحد رموز العنف في الجماعة، بل هو رمزهم الأكبر، وهو مبتدع نظرية «العنف المؤجل» التي استمد ملامحها من كتابات سيد قطب ثم قام بالتأصيل العلمي لها مستندا إلى ان العنف للوصول الى الحكم هو واجب لأن «ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب» الا ان العنف ينبغي ان تتم قسمته الى مرحلتين: المرحلة الأولى هي مرحلة الاستضعاف وفيها يقتصر الأمر فقط على التدريب على استخدام القوة، وتدريب الشباب على الألعاب القتالية ثم تدريب البعض منهم خفية وبحذر على استخدام السلاح، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التمكين ووقتها وفقا لتأصيل محمود عزت ينبغي ان تستخدم الجماعة العنف للوصول الى الحكم وفرض نظريتهم في الحكم بالقوة، فاذا ما اقتضى الأمر ان يطلب الشعب تداول السلطة فان الجماعة وفقا لنظرية عزت يجب ان تقاوم الشعب بالقوة، لأنه لا يجوز استفتاء الناس على الدين، ولأنه لا ينبغي ان تنزل جماعة المسلمين الاخوان عن الحكم لأنها آنذاك ستكون قد فرطت في أمر الله، وأضاعت مفاهيم «ان الحكم الا لله».
لم يكن محمود عزت وحده في خطته ولكن كان معه فريق عمل بعضهم ارتدى لزمن قناع «الاصلاحي» مثل عصام العريان، وبعضهم ارتدى قناع «الشيخ» مثل عبدالرحمن البر، وأحدهم هو الذراع اليمنى لمحمود عزت وهو محي الدين حامد كاتم أسرار فريق «العنف المؤجل» وأمين تنظيمهم الخاص ومعهم ممدوح الحسيني أحد أهم رجال محمود عزت والذي يدير الآن عمليات العنف في الشارع المصري مختفيا عن عيون الشرطة، مطمئنا ان أحدا لا يعرفه من الرأي العام.
ولعل هذا العنف الذي تمارسه الجماعة الآن في كل حين، تواجه به الشعب المصري بغرور ورعونة، سيكشف حتما ذات يوم قريب عن ان محمود عزت وأصحابه وأصحاب أصحابه من التكفيريين هم الذين وضعوا الحبل حول عنق الجماعة لتقضي نحبها، وذات يوم سيكتب التاريخ ان جماعة الاخوان مارست الانتحار وهي تظن أنها تجاهد في سبيل الله.
انتحار (الإخوان)
أخبار متعلقة