مثل يوم الأمم المتحدة فرصة لإدراك مدى مساهمة هذه المنظمة في السلام والتقدم المشترك حول العالم. الأمم المتحدة هي منظمتنا وهي ملكنا جميعاً أكنا دولاً أعضاء أم شعوباً.
وهذا العام مجدداً، شاهدنا الأمم المتحدة وهي تتكاتف في مواجهة النزاعات المسلحة وحقوق الإنسان والبيئة وشتى القضايا الأخرى، إننا نستمر في إظهار ما يمكن أن يفعله العمل الجماعي. وفي عالم يترابط أكثر فأكثر، علينا أن نتوحد أكثر فأكثر، وقد حان الوقت كذلك لنفكر أكثر فيما يمكن أن نفعله لبلوغ رؤيتنا الجماعية من أجل عالم أفضل.
وكما ذُكر في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة في هذا اليوم، فقد نجحت أهداف التنمية الألفية في خفض الفقر حول العالم بمعدل النصف، واليوم علينا أن نحافظ على الزخم لصياغة أجندة تنموية بذات القدر من الإلهام لما بعد عام 2015. وقد تم توزيع رسالة الأمين العام على نطاق واسع وهي متوفرة كذلك على الانترنت.
وعلى مدى الأشهر الستة الماضية هنا في اليمن، عملت الأمم المتحدة عن كثب مع الحكومة اليمنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص على جمع مدخلات من اليمن حول أولويات التنمية الملحة، وشارك أكثر من 60.000 يمني في مسح دولي بعنوان «عالمي» وقاموا بالتصويت على ما يرون أنها أولويات التنمية للمستقبل.
في كافة أرجاء المعمورة يعتمد ملايين البشر على الطواقم الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة، وفي اليمن تقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بتنسيق الاستجابة الإنسانية والاستهداف وتقديم المساعدة لـ7,7 مليون من السكان الأكثر هشاشة في البلاد.
وعلى الصعيد السياسي، تنظر اليمن خلفها إلى عام من التقدم الذي تم إحرازه عبر الحوار الوطني. لقد كان الحوار الوطني تجربة فريدة من نوعها في دول الربيع العربي، وجمع الشباب والمرأة والأقليات والأحزاب السياسية على طاولة واحدة. يجب أن لا تنسينا التحديات التي واجهها الحوار الوطني الإنجاز الكبير الذي حققناه. وتقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى جانب الجهود المبذولة لتهيئة الظروف لمستقبل مزدهر لكل سكان اليمن.
علينا أن لا نسمح للقوى التدميرية أبداً بالوقوف في طريق تحقيق هدفنا المشترك في السلام والاستقرار في اليمن والعالم، وفي يوم الأمم المتحدة، دعونا نتعهد بأن نرتقي إلى مستوى قيمنا الأصيلة وأن نعمل يداً بيد من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان.
وفي هذا اليوم، نسعى إلى تعريفكم ببعض المستفيدين من عملنا هنا في اليمن من خلال فيلم «من أجل الناس»، وإذ نتعاون بشكل وثيق مع الحكومة والشركاء الآخرين، فإن عملنا يتمحور دوماً حول الناس سواء كان إنسانياً أو تنموياً أو ذا صبغة سياسية. يعرض الفيلم الوثائقي جزءاً يسيراً من العمل الذي ننخرط فيه مع شركائنا في اليمن ونأمل أن يسهم في تقريب المشاهد إلى المستفيدين من جهودنا وكذلك أن يسهم في تقريب الناس إلينا كمنظمة الأمم المتحدة. ويأتي إطلاق الفيلم اليوم بالتزامن مع يوم الأمم المتحدة وسيتم عرضه عبر عدد من القنوات التلفزيونية كما يتوفر على قناتنا على اليوتيوب المسماة «UN Yemen”
وكما يعلم البعض، فإننا قد فقدنا أثر زميلنا جيمس ماساكوي منذ يوم الأحد السادس من أكتوبر، وجيمس مهندس من سيراليون كان يساعد على توفير المياه النظيفة الضرورية في المجتمعات حول اليمن من أجل تحسين صحة الأطفال.
إننا نبذل ما في وسعنا في سبيل عودة جيمس سالماً إلى أهله، ويبقى جيمس وعائلته على البال.
تشكّل حادثة الاختطاف هذه تحدياً جدياً أمام عملياتنا على كافة الأصعدة، وتحد كذلك من تنقلاتنا الهادفة إلى التعاطي مع الاحتياجات الإنسانية الملحة وكذا برامجنا الخاصة بالتنمية.
وختاماً، أود أن أعرب عن امتناني العميق لشركائنا الذين لا يقدرون بثمن، إنه لمن المشجع حقاً أن يختبر المرء الجهود الموحدة لدعم سكان اليمن من أجل مستقبل يحيا فيه الجميع في رخاء في كنف بيئة مستقرة وسلمية.
* المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن
في يوم الأمم المتحدة
أخبار متعلقة