ما الفارق الجوهري بين المعارضة وبين تعطيل شئون البلاد والعباد؟
ما الفارق الجوهري بين حق التظاهر وهيستريا العنف والاعتراض المسلح؟
ما الفارق بين حقك فى أن تقول «لا» وأن تمنع الآخرين من حقهم فى أن يقولوا «نعم»؟
إنها أسئلة مهمة يجب أن نجيب عنها إجابات صادقة وعلمية، لأننا حينما نتوه علينا أن نرجع إلى الأبجديات، نقطة البدء المنطقية للأشياء.
من الواضح أننا فى حالة من الخلاف مع فصيل من جماعة الإخوان قرر أن يحمل السلاح، ويستخدم أسلوب العنف وأن يعتمد وسائل التعطيل المشروعة وغير المشروعة من أجل إيقاف أى حركة تقدم فى البلاد؛ لأنه يراهن على أن التعطيل سيؤدي إلى سقوط الحكومة، وسقوط الحكومة سيؤدي إلى سقوط النظام، مما سوف يعيد الإخوان فى خلال 6 أشهر أخرى إلى حكم البلاد.
هذا التصور يفتقر إلى المنطق وإلى أبجديات الواقع الملموس، وهو رهان خاسر على قوى فى طريقها إلى الأفول والفشل والتراجع الجماهيري.
على جماهير جماعة الإخوان أن ترى الصورة على حقيقتها وهى أن هناك قوى صامدة بقوة فى الشارع المصري وهي جماهير 30 يونيو، وهناك قوي يخفت وجودها وهي جماعة الإخوان بعد عام من حكم الرئيس السابق.
ها هي الحقيقة، قوي تعبر عن مزاج الشعب المصري الذي يرغب في التغيير، وقوي مرفوضة ولديها أزمة هوية ووجود في الحياة السياسية وهي جماعة الإخوان.
وللأسف لا تدرك جماعة الإخوان وجماهيرها الأسلوب الناجح لمعالجة خطايا عام من الحكم الفاشل للجماعة.
أول شروط الفهم الصحيح لما حدث مؤخراً هو إدراك أن الشعب أو أغلبيته لم يعد يثق في الجماعة وقياداتها.
وأي عاقل عليه أن يدرك أن الخطوة الأولى هي أن تبدأ الجماعة في إعادة بناء الثقة مع الشعب المصري.
والأمر المؤكد أن تعطيل المرور والمترو وتفخيخ السيارات وحمل السلاح وتعطيل المصالح، سيؤدي إلى قتل ما بقي من أي بقايا ثقة للجماعة!!
ترنح الجماعة
أخبار متعلقة